ثاني كبرى شركات السيارات الأمريكية تنجرف إلى أزمة
في شركة فورد ثاني كبرى الشركات الأمريكية لتصنيع السيارات تزداد الأمور حدة بصورة مستمرة حيث أعلنت الشركة أخيرا عن خسائر مروّعة في الربع الرابع وترى الشركة مجبرة على القيام بمزيد من تخفيض أسعارها. وهذا ما صرح به بالفعل بل فورد مدير المجموعة.
وبدأت مجموعة فورد لأول مرة في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعمليات إعادة هيكلة واسعة. وبناءً على هذه الخطة تنوي الشركة فصل نحو 30 ألف عامل في أقسام الإنتاج وإغلاق نحو 14 مصنعاً في أمريكا حتى عام 2012. والآن يتحدث بل فورد عن مخططات، والتي تعمل على تسارع الجهود المبذولة. وفي غضون الستين يوماً المقبلة من الممكن أن تعمل الشركة على إعلان المزيد من الخُطى الإضافية.
والتكدّر الذي تشهده فورد اليوم كان من الممكن ملاحظته خلال الأسابيع الماضية، حيث أعلنت الشركة عن تقسيم حصص الأرباح، والمكافآت لمجالس الإدارة. ووصف بل فورد الوضع الاقتصادي بكلمات غامضة قائلاً: "الرياح المعاكسة، التي شعرنا بها منذ بداية العام، ازدادت قوة".
ونظراً لأسعار البنزين المرتفعة كانت مبيعات الشركة من أهم فئة محققة للأرباح، ألا وهي فئة السيارات الرياضية ذات الدفع الرباعي - SUVs ، والناقلات – الشاحنات، تسير على نحوٍ سيء بصورة متلاحقة. وبدلاً من هذا يوجد تحوّل نحو السيارات الصغيرة، والسيارات التي تُدعى "كروس أوفر" وهي عبارة عن سيارات ذات دفع رباعي على أساس السيارة الصالون الصغيرة، والتي تتميّز في الغالب باستهلاكها المتدني من الطاقة والوقود، ولكنها أقل جدوى للمصنّع. لهذا كان على فورد خلال النصف الأول من العام الحالي أن يتقبل التراجع في حجم المبيعات في سوق سيارات الدفع الرباعي والشاحنات بنحو 9 في المائة. وتقلّصت معدلات المبيعات بنحو 30 في المائة من سوق بعض الأنواع بالتحديد مثل سيارة الدفع الرباعي إكسبلور وإكسبيدشن.
وعملت فورد على تعزيز خارطتها الإنتاجية موجّهةً إياها بالارتكاز على السيارات الصغيرة، وتمكّنت من رفع معدلات البيع من سيارات الصالون الصغيرة خلال النصف الأول من العام. ولكن هذه لم تكن كافية فعلياً، لمعادلة الخسائر في سوق سيارات الدفع الرباعي، والشاحنات. وتخسر فورد مثل الشركة الأمريكية المنافسة "جنرال موتورز" منذ أعوام حصصاً من السوق المحلية بصورة مستمرة، وبالأخص مقابل الشركات اليابانية المنافسة مثل تويوتا.
والآن أعلن فورد للربع الثاني عن معدل صافٍ من الخسائر بنحو 123 مليون دولار. ولولا الاحتياطي في حالة هبوط القيمة، مثل تكاليف مشاريع إعادة الهيكلة الحالية كان من الممكن أن تبلغ الخسارة نحو 48 مليون دولار أو ثلاثة سنتات لكل سهم. وكان المحللون قد قدروا بالوحدة الواحدة قبل احتياطي هبوط القيمة ربحاً بنحو 12 سنتاً للسهم. وبالفعل أشارت مجموعة فورد خلال الربع الأول إلى حجم صافٍ من الخسارة بنحو 1.2 مليار دولار، ولكن لولا احتياطي هبوط القيمة كان من الممكن أن يبلغ الربح نحو 458 مليون دولار فقط. بينما تمكّنت فورد خلال الربع الثاني من عام 2005 من تحقيق ربح صاف بلغ نحو 946 مليون دولار. وتقلّص معدل الاستهلاك خلال الربع الماضي بنحو 6 في المائة إلى 42.0 مليار دولار.
ويمكن القول إن النقطة الأضعف في السوق الأمريكية كان حجم ومدى التوقعات، حيث بلغ حجم الخسارة هنا ما قبل الضريبة نحو 797 مليون دولار. وكان حجم الخسارة العام الماضي أكبر، حيث بلغ نحو 907 ملايين دولار. وتعزو مجموعة فورد تدني الخسائر إلى تخفيض التكاليف. ولكن ارتفع هذا العامل المؤثر بفعل تكاليف الخصومات المرتفعة، وكذلك تحوّل الطلب نحو السيارات الصغيرة. وكذلك انزلقت فئات السيارات الفاخرة إلى أحجام من الخسائر ضمن مجموعة "باج – PAG" التي تضم العلامات التجارية التالية، فولفو، ولاند روفر، وجاغوار، وأستون مارتين، حيث بلغ حجم الخسارة نحو 162 مليون دولار، عقب حجم من الربح بنحو 17 مليون دولار من العام الماضي.
وحدها مجموعة فورد أوروبا تنتمي إلى الأخبار الجيدة القليلة عن المجموعة: حيث ارتفع حجم الأرباح قبل الضرائب من 66 إلى 105 ملايين دولار مقابل العام الماضي. وعزا فورد هذا إلى تخفيض حجم التكاليف. ولكن أشار الفرع المالي إلى رصيد فورد موتور، الذي أنقذ المحصّلة مراراًَ في الماضي، إلى ضعف ملحوظ خلال الربع الذي مضى: وهذه المرة انهار حجم الربح فيه ما قبل الضريبة هنا في نيويورك بنحو 40 في المائة إلى 441 مليون دولار.