إلى الشباب: الاستثمار يحتاج إلى خطة مالية مكتوبة

إلى الشباب: الاستثمار يحتاج إلى خطة مالية مكتوبة

الاستثمار وسيلة إلى زيادة الأرباح وتحقيق الأهداف المالية لكن الاستثمار غير المدروس قد يؤدي إلى خسارة رأس المال، لذا كان من الضروري اتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة وتجنب المخاطر؛ مثل شراء الأسهم وبيعها بناءً على الشائعات والمعلومات المغلوطة أو الاكتفاء بمجال استثماري واحد، إذ إنّ الهدف المراد تحقيقه يكمن في تراكم الأصول وعدم خسارة أيٍّ منها في النهاية. وفي إطار تعزيز الوعي الاستثماري لدى العموم، أصدرت هيئة السوق المالية كتيباً توعوياً باسم «دليل المستثمرين الشباب»، وهو يساعد فئة الشباب على التعرف على الاستثمار وأفضل الاستراتيجيات وكيفية قياس أداء السوق المالية، خاصة المحافظ الاستثمارية، للحصول في النهاية على أنسب العائدات الاستثمارية. ويناقش الكتيب كذلك المخاطر الاستثمارية والاستراتيجيات التي يمكنها أن تحدّ من المخاطر، وكيفية اتخاذ القرارات الاستثمارية وتجنب الأخطاء والاستفادة من الفرص والمزايا التي تؤمنها العملية الاستثمارية ككل. يطرح الكتيب سؤالاً عريضاً: لماذا نستثمر؟ ويجيب عنه ضمن بناء وعي استثماري لدى الشباب. فإذا لم يكن لديك المال الكافي لشراء ما تريده، فإنّ الاستثمار الجيد يساعدك بمرور الوقت على جمع ما تحتاج إليه من أموال، وعلى سبيل المثال يمكنك من خلال الاستثمار: تنمية ثروتك، وتوفير الدخل، وتحقيق أهدافك على المدى القصير والمتوسط؛ مثل شراء حاسوب جديد أو اقتناء سيارة حديثة ونحو ذلك. كذلك يساعدك الاستثمار على تحقيق أهدافك على المدى الطويل مثل شراء منزل جديد أو تأمين مستقبلك عند إحالتك للتقاعد. علاوة على ذلك، يمكن أن يحميك الاستثمار من التضخم الذي يعني استمرار ارتفاع أسعار المواد والخدمات. ومن المعلوم أنّ التضخم يؤدي إلى ضعف قيمة الريال، ما يعني حاجتك إلى المزيد من المال للمحافظة على مستوى المعيشة نفسه. وطبقاً لإحصاءات مؤسسة النقد العربي السعودي، ارتفع معدل التضخم في المملكة ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة. يعتقد بعض الناس أنه بادخار المال بدلاً من استثماره يتجنبون المخاطر، لكن إيداع الأموال في البنك، وإن وفّر لها الأمان، لا يتيح لها أن تنمو بما يكفي لتفادي شبح التضخم. لذلك فإنّ قيمة ما تدخره، إذا ما حسبناها من ناحية القوة الشرائية، ستتناقص باستمرار. ومن ناحية أخرى، إذا كانت محفظتك الاستثمارية تعود عليك بأرباح تزيد على 7 في المائة (معدل التضخم مثلاً) فسيكون بإمكانك المحافظة على القوة الشرائية لأموالك كما هي، أما إذا كانت استثماراتك تعود عليك بنسبة 10 في المائة (أعلى من معدل التضخم) فستكون بمنأى عن التضخم، وتبدأ في هذه الحالة في تكوين ثروتك. وفي جزء ثانٍ من الكتيب، يقف الشباب على أهمية التخطيط المالي، فإدارة الأموال بشكل فاعل تتطلب وجود خطة مالية، وهي بيان مكتوب يوضح أهدافك الاستثمارية والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها. وتتضمن هذه الخطة: ملخص أصولك القائمة، وقائمة بالأهداف المالية الأساسية والإطار الزمني لتحقيقها، وتقييم التكلفة المتوقعة لتحقيق هذه الأهداف، وقائمة بأنواع الاستثمارات التي تحتاج إليها لتحقيق هذه الأهداف، وجدول تنفيذ هذه الاستثمارات، علماً أنّ التخطيط المالي هو عملية مستمرة، إذ عليك تقييم مدى تقدمك في تحقيق الأهداف وتحديث قائمة الأهداف أو برنامجك بانتظام وتعديل الاستراتيجيات بحسب متغيرات وضعك المالي. ويعطي الدليل إرشادات حول المال المطلوب من أجل الاستثمار ومخاطر الاقتراض لغرض الاستثمار، وهو يقدم أيضاً شرحاً تفصيلياً عن الاستثمار في سوق الأسهم والعوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار الأسهم (عائد السهم، السعر الحالي للسهم، ومكرر الربح). ويمكن الاطلاع على تفاصيل إضافية للاستثمار والتخطيط المالي من خلال كتيب «دليل المستثمرين الشباب» في الموقع الإلكتروني للهيئة cma.org.sa، علماً بأنّ هذا الدليل قد وُزّع في المعارض المتنقلة التي تقيمها الهيئة في الجامعات والمدارس والأسواق، وكذلك الأجنحة التي تشارك بها في المناسبات الوطنية والاقتصادية.
إنشرها

أضف تعليق