ردود أفعال المستثمرين تتباين حول فائدة الدولار

ردود أفعال المستثمرين تتباين حول فائدة الدولار

<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>

اجتماع البنك المركزي الأمريكي كان له الأثر الأكبر في تحريك مُجريات السوق بالرغم من دخول أحداث أخرى وسط الأسبوع، وأقصد بذلك انخفاض أسعار النفط بعد اكتشاف عمليات إرهابية أجهضتها الحكومة البريطانية، المؤشرات الرئيسية عانت من الانخفاض فهبط مؤشر داو جونز بنسبة 1.4 في المائة, أما ناسداك وS&P 500 فهبطا بنسبتي 1.3 و1 في المائة على التوالي، في هذا التقرير سأركز الحديث حول تصريحات البنك المركزي ونظرته للتضخم وكيف تحولت أنظار المُستثمرين نحو نمو الاقتصاد وأرباح الشركات.
سوف أبدأ باجتماع البنك المركزي الذي اجتمع الثلاثاء الماضي وكانت التوقعات تتحدث عن أن البنك المركزي سيوقف رفع الفائدة، نظراً لضعف نمو الاقتصاد الأمريكي ولأنهم يتوقعون أن البنك المركزي يحتاج إلى هذا التوقف حتى يقيس مدى تأثير عمليات رفع الفائدة السابقة على التضخم. ذكرت في التقرير السابق أن البنك المركزي في مأزق فإن لم يوقف رفع الفائدة سيظن البعض أن ضغوط التضخم هي أكبر مما يتصور الجميع وتحتاج لمزيد من عمليات رفع الفائدة، وإن قام بوقف رفع الفائدة فسيرى المُستثمرون وليس المُضاربون أن هذا دليل على أن الاقتصاد يُعاني من الركود وأن فرص نمو أرباح الشركات ستتعرض للتقلص وهذا سيدفع المُستثمرين نحو العزوف عن الاستثمار في أسهم الشركات.
لذا كان المراقبون متأكدين من وقف رفع الفائدة وكانوا تواقين لسماع عبارات المحافظ السيد برنانكي التي ستُصاحب قرار رفع الفائدة ليستشعروا رأي البنك المركزي للوضع الاقتصادي، محافظ البنك المركزي قرر بعد اجتماعه ببقية الأعضاء وقف رفع الفائدة وهذا يحدث لأول مره منذ اجتماعه في أيار (مايو) عام 2004، ثم أضاف قائلاً إن "ضغوط التضخم ما زالت موجودة ولكنها مُعتدلة" وهذا التصريح يجعل باب رفع الفائدة مفتوحاً ولم يُغلقه نهائياً مما يسمح للبنك المركزي بالعودة مرةً أخرى إلى رفع الفائدة مُستقبلاً.
بعد تصريحات البنك المركزي أصبحت الرؤية شبه واضحة أمام المُستثمرين وسقط همّ الفائدة ومصيرها نوعاً ما ووجهوا معظم تفكيرهم وهمهم نحو نمو الاقتصاد وأرباح الشركات، يرى البعض أن إيقاف البنك المركزي عملية رفع الفائدة هو اعتراف بوجود ركود في نمو الاقتصاد، والبنك المركزي يوافقهم على هذه الرؤية ولكنه يرى أن الاقتصاد الأمريكي سينمو بشكل أقل مما سبق وأن هذا أفضل من النمو المُتسارع الذي حدث في السنوات السابقة وأن هذا النمو سيكون ثابتا خلال الفترة المقبلة.
البيانات الاقتصادية التي أُعلنت كانت قليلة ومن أهمها مبيعات التجزئة لتموز (يوليو) التي تحسنت محققة ارتفاعا بنسبة 1.4 في المائة بعد هبوطها في حزيران (يونيو) بنسبة 0.4 في المائة، هذا التحسن يعني أن الاقتصاد ينمو وهذا النمو سيُثير مخاوف البنك المركزي ويدفعه إلى رفع الفائدة، كما صدر تقرير عن أسعار الواردات لتموز (يوليو) وارتفع بنسبة 0.1 في المائة أي أكثر من توقعات المراقبين ومثلها ارتفعت أسعار الصادرات الأمريكية بنسبة 0.2 في المائة.
بنهاية الأسبوع الماضي يكون 90 في المائة من الشركات الخمسمائة المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 قد أعلنت عن نتائجها للربع الثاني، مستوى الأرباح أفضل من المُتوقع حيث تجاوزت نسبة نمو الأرباح أكثر من 16 في المائة علماً بأن التوقعات كانت تتحدث عن 13 في المائة الأداء الأفضل جاء من شركات القطاع المالي وشركات قطاع النفط، شركة سيسكو Cisco Systems كانت إحدى أهم الشركات التي أعلنت عن نتائجها بعد إغلاق الثلاثاء الماضي وكانت نتائج لافتة، ومثلها شركة ديزني Disney التي أعلنت يوم الأربعاء.

<p align="center"><strong><font size="4">الأسبوع الحالي</font></strong></p>

التركيز هذا الأسبوع سيتجه بشكل كبير نحو البيانات الاقتصادية ذات العلاقة بالتضخم وصدور بيانات اقتصادية قوية وجيدة سيؤدي إلى مزيد من خوف البنك المركزي!! ذلك أن النمو سيزيد من ضغوط التضخم وإذا حدث العكس سيؤدي هذا إلى انشراح أسارير القائمين على السياسية المالية.
من أهم البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر تموز (يوليو) وذلك يوم الأربعاء ويُتوقع ارتفاعها 0.4 في المائة وإذا استثنيت أسعار الطاقة والأغذية فسيصل مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI إلى 0.3 في المائة، لكن مع أهمية هذا التقرير لعلاقته بالتضخم فإن صدور مؤشر أسعار المُنتجين PPI اليوم الثلاثاء سيلقى اهتماما مماثلا ويُتوقع ارتفاعه بنسبة 0.3 في المائة أما مؤشره الجوهري Core PPI فيتوقع ارتفاعه بنسبة 0.2 في المائة.

<a href="/files/20-7-1-19.jpg" target="_blank">لمشاهدة التحليل الفني لمؤشر ناسداك حتى إغلاق الجمعة 11 – أغسطس "أضغط هنا"</a>

الأكثر قراءة