.. ودراسات تؤكد ارتفاع إصابة مستخدمي الجوال بالسرطان
.. ودراسات تؤكد ارتفاع إصابة مستخدمي الجوال بالسرطان
كشفت ثلاث مجموعات من الأبحاث الأوروبية أخيرا أن الأشخاص الذين اعتادوا استخدام الهواتف النقالة لمدة عشر سنوات أو أكثر يتعرضون لمخاطر متزايدة للإصابة بأورام المخ.
وتصب هذه الدراسات، التي أجريت بشكل منفصل، مزيدا من الوقود على الجدل الدائر حول مخاطر الهاتف النقال. وأشارت دراستان من الثلاث إلى العلاقة بين موقع الإصابة بالورم وجانب الرأس الذي يضع المستخدم الهاتف بالقرب منه لسماع الصوت.
وتؤكد إحدى الدراسات أن الخطر الأكبر يكمن في الأشخاص الذين بدأوا استخدام الجوال قبل سن العشرين. وصرح الباحثون الذين أشرفوا على الدراسات أنها كانت صغيرة ويجب القيام بمزيد من الدراسات الأخرى.
وتشكِّل دراستان من الثلاث، واحدة في إنجلترا والأخرى في ألمانيا، جزءا من دراسة كبيرة تجريها منظمة الصحة العالمية في 13 دولة لمعرفة المخاطر الصحية المحتملة للإشعاع المنبعث من الهاتف النقال.
وكشفت الدراستان عن تزايد خطر إصابة الأشخاص الذين اعتادوا على استخدام الجوال لعشر سنوات أو أكثر بالورم الدِبْقِي glioma، وهو عبارة عن سرطان غالبا ما يؤدي إلى الموت.
وكانت دراسة كبيرة أجريت على الهاتف النقال، أشرف عليها باحثون سويديون من معهد كارولينسكا في وقت سابق، قد كشفت عن وجود مخاطر متزايدة لإصابة الأشخاص الذين اعتادوا على استخدام الجوال لمدة عشر سنوات بورم غير سرطاني في المخ يدعى ورم العصب السمعي acoustic neuroma.
يقول لويس سليسين، الناشر لمجلة "ميكروويف نيوز"، الذي كان ينقل الأخبار الخاصة بالتأثيرات الصحية لإشعاع الهواتف النقالة لعقدين من الزمن "عندما تضع نتائج الدراسات الألمانية والإنجليزية والسويدية على الجوال جنبا إلى جنب، فستجد أنها تقول لك شيئا مفيدا يستحق الاهتمام".
وصرح جون وولز، نائب رئيس العلاقات العامة لمجموعة تجارة صناعة الهاتف النقال، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إن زيادة الإصابة بالورم الدبقي بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا استخدام الهاتف النقال لما يزيد على عشر سنوات كانت "ضئيلة جدا من الناحية الإحصائية". مضيفا أنه لا يوجد أي سبب للقلق.
ونشرت المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة الدراسة الألمانية، التي أشرف عليها الباحث جوكايم شوتز وزملاؤه في جامعة مينز، على الإنترنت.
وكان الباحثون قد قارنوا مجموعة من المصابين بورم في المخ عددهم 749 بآخرين متشابهين عددهم 1.494 ممن لم يستخدموا الهواتف النقالة، واكتشفوا تضاعف خطر الإصابة بالورم الدبقي بعد عشر سنوات من استخدام الهاتف الجوال.
وصرح الباحثون بأن عدد الأشخاص الذين خضعوا للدراسة ممن يستخدمون الهواتف النقالة لعشر سنوات كان صغيرا، وتحتاج النتائج التي تم التوصل إليها إلى التأكد بإجراء مزيد من الدراسات الأخرى.
وقارن الباحثون البريطانيون بين مجموعة من المصابين بأورام في المخ وعددهم 966 مريضا بمجموعة من المرضى الذين لم يستخدموا الجوال وعددهم 1776 مريضا.
واكتشفوا وجود زيادة قدرها 20 في المائة من الإصابة بالسرطان بين المستخدمين للنقال لفترات طويلة. هذا ولا توجد مخاطر ارتفاع عامة بالنسبة للأشخاص الذين استخدموا النقال.
يُذكر أن هذه الدراسة تم تمويلها من قِبَل صناعة الهاتف النقال ونشرتها المجلة الطبية البريطانية على الإنترنت. وكشفت الدراسة عن وجود زيادة ملحوظة في نسبة الإصابة بالأورام على جانب الرأس الذي يغلب وضع الهاتف المحمول عليه.
ولكن باتريشيا ماكيني المشرفة على الدراسة قالت إن هذه النتيجة ربما ترجع إلى أن العديد من المرضى لا يتذكرون بدقة أي أُذن يعتادون وضع الهاتف عليها أغلب الوقت.
وعلق النقاد على هذه الدراسات قائلين إن النتائج التي توصل إليها الباحثون "مضللة إلى حد بعيد" وقد تعطي مستخدمي الهواتف النقالة شعورا زائفا بالقلق من استخدامه.