مايكروسوفت تهدئ من روع المستثمرين بنتائج محفزة جديدة

مايكروسوفت تهدئ من روع المستثمرين بنتائج محفزة جديدة

ارتفع سعر سهم شركة مايكروسوفت، عملاق البرمجيات ومقرها الرئيس في ريدموند في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بعدما رفعت الشركة توقعاتها التجارية للعام الحالي وأعلنت عن حملة شراء كبيرة لأسهم الشركة ذاتها. بالإضافة إلى ذلك فاقت نتيجة الربع الأخير خلال السنة المالية الحالية، توقعات المحللين في بورصة وول ستريت. كما ارتفع أسهم مايكروسوفت في التعامل المبكر لمؤشر ( ناسداك) للشركات التكنولوجية ما يزيد على 5 في المائـة.
منذ وقت طويل والمستثمرون في الشركة يشكون تثاقل خطى تطور أسعار الأسهم في الطريق الإيجابي وفي الوقت نفسه ينتقدون تزايد الاحتياطيات النقدية للشركة حيث إن كل ما يريده المستثمرون في العادة هو المساهمة في أرباح الشركة من خلال توزيع أرباح أسهم الشركة أو استرداد أسهم الشركة على صورة داعمة لأسعار الأسهم. هذا ويذكر أنه في الوقت الحالي يبلغ رصيد مايكروسوفت من الاحتياطيات النقدية ما يقارب 34 مليار دولار. وحافظت أسهم الشركة على معدل الثبات، بعدما تراجع سعر السهم الواحد للشركة في هذا العام 12.6 في المائة. وحاليا تحتل أسهم شركات التكنولوجيا المراتب الأخيرة في أسواق البورصة، فقد انخفضت أسعار قيم التكنولوجيا في مؤشر الأسهم الأمريكي ستادندرد آند بورز 500 خلال هذا العام بنسبة 11.7 في المائة فيما يطفو في المقابل المؤشر إس أند بي 500 فوق الموجب بقليل جدا مقارنة مع قيمته في مطلع العام.
وتسعى مايكروسوفت حالياً إلى استرداد أسهم قيمتها 20 مليار دولار، وتريد كذلك حتى عام 2011 استرداد أسهم أخرى تبلغ قيمتها ما يقارب 20 مليار دولار. وعلى طريقة المزاد العكسي لتشجيع استرداد الأسهم ستقوم مايكروسوفت بقبول العروض التي تراوح أسعار الأسهم فيهـا بين 22.5 دولار إلى 24.75 دولار للسهم الواحد. هذا وقد بلغ يوم الخميس الماضي سعر السهم الواحد عند الإغلاق 24.85 دولار، وعلى أساس العروض المقدمة ستقوم مايكروسوفت بتحديد سعر شراء الأسهم المستردة. من جانبهم أعرب المحللون عن ترحيبهم بهذه الخطط البنّاءة، حيث قال أندي ميدلر المحلل لدى شركة الأوراق المالية إدوارد جونس أن شركته تعتقد أن هذه الخطوة ستعطي الثقة للمستثمرين في مستقبل مايكروسوفت. كما تخطط مايكروسوفت في السنة المالية الجارية إلى استثمار ما يقارب 1,5 مليار دولار في تطوير منتجات جديدة، وبالأخص في قطاع خدمات الإنترنت.
من خلال هذا الاستثمار تأمل مايكروسوفت بذلك الصمود في وجه الشركات المنافسة العريقة في مجال الإنترنت، مثل جوجل وياهو.
وفي الربع الرابع من السنة المالية الحالية بلغت الأرباح الصافية لمايكروسوفت ما يقارب 2.83 مليار دولار أو بالأحرى زيادة بقيمة 28 سنت أمريكي للسهم الواحد. وبالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي كان ذلك تراجعا بنسبة 24 في المائة. وأما حجم المبيعات فقد ارتفع بنسبة 16 في المائة ليصل إلى 1.8 مليار دولار. هذه النتائج تجاوزت بصورة طفيفة توقعات المحللين الذين اضطروا إلى تقليلها على أثر التحذير الذي أطلقته مايكروسوفت من قبل. المؤشر الحقيقي للنتائج الطيبة قدم من النمو الإيجابي في القطاعات الحساسة لدى شركة البرمجيات التي أسسها الملياردير بل جيتس مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية و خوادم الشبكات. ومن أسباب التراجع في الربع الأخير هو ثقل التكاليف القضائية الطارئة والتي أثرت ضمن إطار ثلاثة سنتات للسهم الواحد. فقد تحملت الشركة من المفوضية الأوروبية عقوبة دفع مبلغ إجباري وذلك لعدم تمسك مايكروسوفت بشروط المنافسة الموضوعة ضدها.
وعلى صعيد تفاؤل الشركة للعام 2007، رفعت مايكروسوفت من تكهناتها للسنة المالية المقبلة. فالشركة تتوقع ربحا يراوح بين 1.34 دولار إلى 1.47 دولار للسهم الواحد. في المقابل توقع المحللون على لسان شركة الخدمات الإعلامية ثومسون فيرست كول ارتفاع متوسط ربح سعر السهم الواحد ليبلغ 1.40دولار. وفي نطاق ما ستحققه المنتجات الجديدة من أرباح أعرب كريس ليديلل رئيس الإدارة المالية في مايكروسوفت عن تفاؤله من مبيعات الشركة من نظام التشغيل الجديد ويندوز فيستا الجديد الذي سيطرح في الأسواق مع مطلع العام المقبل مع باقـة الجيل الجديد من برنامج أوفيس. ومن الجدير بالذكر أن نظام التشغيل ويندوز وبرنامج أوفيس يعتبران المنتجين الرئيسين لدى مايكروسوفت، فهذان البرنامجان يشكلان ما يزيد على نصف مبيعات المجموعة.

الأكثر قراءة