ما بعد الصدمة .. الاقتصاد القادم ومستقبل أمريكا

ما بعد الصدمة .. الاقتصاد القادم ومستقبل أمريكا

لقد وصل التفاوت في الدخل بين الأغنياء والطبقة الوسطى إلى مستويات خطيرة. حيث إن دخول الطبقة الوسطى لا تكاد تكفي للحاق بالنمو الاقتصادي، بل إن شريحة متزايدة من أرباح ومكاسب الاقتصاد لا تعود بالنفع إلا على الطبقة العليا. لذلك صار الاقتراض هو السبيل الوحيد لمعظم الأمريكيين للحفاظ على مستوياتهم المعيشية.
على مر التاريخ تتأرجح مستويات الدخل من التركيز على الرخاء والرفاهية للأثرياء مثلما حدث في بداية الرأسمالية الأمريكية الحديثة في الفترة بين عامي 1870 و1929، وبعد فترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية انتشر الرخاء بين جميع الطبقات وكانت توزيعات الثروة بين الطبقة العاملة وطبقة الأثرياء أكثر عدالة.
يدعم الكثير من الأمريكيين سياسات السوق الحر مقابل التدخلات الحكومية. واعتادت الطبقات الوسطى على مواجهة مشكلاتها المالية باستخدام ثلاث آليات للتأقلم، هي:
1- دفع المرأة إلى العمل: دفع التعليم والتحركات الاجتماعية المرأة إلى العمل والمشاركة في جلب الدخل إلى الأسرة.
2- العمل لساعات إضافية: عندما لا تكفي الأجور، يعمل الناس لساعات أطول. يعمل الأمريكيون في المتوسط 2200 ساعة سنويا وهو معدل أكبر من ساعات العمل لدى اليابانيين والأوروبيين.
3- يسحب الأمريكيون مدخراتهم ويحصلون على الكثير من القروض. في عام 2007 كان الأمريكيون في المتوسط عليهم ديون تعادل دخلهم بالكامل بعد خصم الضرائب. كما انخفضت نسبة المدخرات إلى 2.6 في المائة في عام 2008. وكان الاقتراض متاحا للجميع في كل الأماكن وبمختلف الطرق: عن طريق بطاقات الائتمان والقروض الدراسية وغيرها حتى وقعت كارثة 2008.
لم تعد آليات التأقلم هذه صالحة: فتكاليف رعاية الأطفال مثلا صارت أكبر مما يستطيع الزوجان معا تحمله، وكل ما يمكن فعله هو العمل لساعات إضافية. وبعد انتهاء الأزمة الاقتصادية العالمية 2008 ـــ 2009، اتجهت الشركات إلى تعيين موظفين برواتب أقل.
عادة ما تظهر التوترات الاقتصادية في حالات الاضطراب السياسي والاجتماعي. يستطيع السياسيون غالبا إقناع الناس بضغط نفقاتهم واتباع مستوى معيشي أقل، إلا أن هذا الضغط يؤثر سلبا في اقتصاد الاستهلاك.

TITLE: AFTERSHOCK: THE NEXT ECONOMY AND AMERICA’S FUTURE
AUTHOR: ROBERT B. REICH
PUBLISHER: VINTAGE
ISBN-10: 0307476332
APRIL 2011
192 PAGES

الأكثر قراءة