غرف نوم الأطفال ضائعة بين جهل الآباء وإهمال المصممين

قضية اليوم هي غرف نوم الأطفال في مساكن السعوديين. "الاقتصادية" ناقشت هذا الأمر مع بعض المختصين، وهل تنال اهتمام رب العائلة عند سعيه لتدشين منزل الأسرة. في البداية ذكر المهندس المعماري عبد العزيز العساف أن قضية الاهتمام بما يحتاج إليه الطفل قضية تعتبر جديدة في مساكننا، إذ إن العديد من المواطنين يطلبون عددا من غرف النوم دون تحديد دقيق لحاجة الطفل ومتطلباته فالمسألة مسألة نوم ليس إلا، وأن غرفة نوم الطفل لا تعتبر إلا مضجعا للنوم دون أدنى اهتمام بفرش تلك الغرفه أو تفاصيلها فضلا عن ألوانها أو أثاثها.
ويتذكر المهندس العساف تلك التصاميم التي لا تميز فيها للمساحات المخصصة للطفل أو غيره فالألوان واحدة والمساحات واحدة والتصميم لا يتغير دون أدنى مراعاة لنفسية الطفل. لكن الأمور - والحديث ما زال للعساف - أخذت في التغيير و بدأ الاهتمام واضحا بهذا الجانب الذي بقي مغيبا فترة طويلة من الزمن.
من جهتها قالت السيدة أم عبد العزيز - ربة منزل -"عندما قمنا بتصميم منزلنا لم نجد أي مساعدة من المكتب الهندسي لتشييد غرف أطفالنا، حيث لم تكن لديهم أي فكرة في هذا الشأن، مما اضطرنا إلى قضاء وقت طويل لديكور غرف نوم أطفالنا والنتيجة في النهاية لم ترضنا مع أننا قد بذلنا جهدا كبير في تشييد غرف نوم الأطفال بشكل مقبول، وبأفكار مشابهة للتصاميم التي نطلع عليها في المجلات والكتب. وتتساءل أم عبد العزيز باستغراب: لماذا تكون صور الكاتلوجات جميلة وعندما نطبقها على أرض الواقع غير مطابقة لها.
أما السيد سالم عيد وهو مندوب مبيعات متخصص في تصنيع وبيع الأثاث المتخصص للأطفال فأكد أن العائلات بدأت تهتم في الفترة الأخيرة بغرف أطفالهم، مؤكدا أن محالهم تجد إقبالا كبيرا من الأسر، مبينا أن بعض العائلات تجاوزت ذلك وجعلت أطفالهم هم من يختارون الديكور والألوان الخاصة بغرفهم. وأشار إلى أن منتوجاتهم تتفوق على المنتوجات المستوردة وبالأخص الصينية التي لا تدوم طويلا بل إن بعضها يتلف فور تركيبه نظرا لاستخدام الخشب المضغوط أي نشارة الخشب وتغليفه بالفورميكا، وقشرة الخشب التي لا تلبث أن تتفكك، مؤكدا أن لديهم القدرة على تنفيذ أي تصميم يقدمه الزبون، مضيفا أن مدة التصنيع تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
من جانبه حدد مساعد الغامدي - التقته "الاقتصادية" يتسوق في معرض لبيع أثاث الأطفال - ثلاثة شروط يجب طلبها عند شراء أثاث غرف الأطفال وهي القوة والتناسق والمضمون، مبينا أنه لا يستعين بمهندسي الديكور عند تصميم غرف أطفاله، بل يعتمد على نفسه بعد التشاور مع أصحاب الشأن "الأطفال".
"الاقتصادية" من خلال جولتها لاحظت أن الاهتمام بغرف الأطفال والمساحات المخصصة لهم ما زال في بدايته وهناك إجماع على أن المكاتب الهندسية والمصممين لا يراعون تلك الاحتياجات ويلقون تلك المهمة على صاحب المنزل.