المرونة أهم شروط العمل في الأسواق الآسيوية

( لي أه سي) مواطنة سنغافورية تبلغ من العمر 50 عاماً، عملت في البداية في مصنع لحياكة الجينز بعدها عملت ولمدة عشر سنوات في مشغل لصناعة الذهب. وشتان ما بين العملين. وعندما أُعلن العام الماضي عن وظيفة في مؤسسة علمية طبية لم تتردد، و قدمت طلباً للالتحاق بمنصب وظيفي في مجموعة ( إدوارد لايف ساينس ) حيث تقوم بمزج منتجات طبية أولية، والتي يتم لاحقاً استخدامها في الولايات المتحدة لتصنيع أجهزة القلب الصناعي.
من خلال هذه السيرة الذاتية للسيدة لي يبدو عنصر المرونة واضحا و هي إحدى المواصفات المحورية، التي تتوقعها حكومة سنغافورة من مواطنيها للحصول علي فرص عمل ولو في سن متقدّمة وهو ما يُعد أمراً بديهيا تماما في دول القارة الآسيوية ومن بينها سنغافورة.
ومنذ استقلال البلاد عام 1965 يحكم حزب العمل الشعبي قبضته على الدولة بنجاح ملحوظ: ومن الناحية الأخرى، منحت قسوة الانقياد الحكومي الموجّه للجزيرة عجائب في الاقتصاد، بالرغم من أن سنغافورة لا تملك أي مصادر للمواد الخام إلا أنها حققت معجزة اقتصادية، والتي يُعد حجرها الأساس مرتكزاً على التعزيز المدعّم للقطاعات المُختارة، والعالمية، ومقاييس التعليم المتقدّمة، والأمن، والاستحواذ على المسؤولية الإقليمية. وهذا كله ما يتغلغل في سنغافورة المتعددة الثقافات، حسب اعتقاد المسؤولين هناك..
وحققت سنغافورة تحت حكم عهد عائلة لي أفضل الخبرات والتجارب. ويقترن ازدهار الدولة بصورة كبيرة بحزب العمل الشعبي، وعائلة لي طبعاً. لي كوان يوي، مؤسس الحكومة القديم، والذي يُعتبر أحد أدهى العقول في آسيا، هو اليوم وزير استشاري في الدولة. وولده الأكبر رئيس الوزراء، وامرأته، "هو شينج"، تُدير الشركة الحكومية القوية تيماسيك ويُدير الابن الأصغر شركة سنغافورة تيليكوم المسجّلة في البورصة.
وحتى عام 2010، يُفترض بسنغافورة تحقيق نمو بمعدل 4.8 على الأقل، حسب تقديرات المحللين. وارتفع حجم الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول نحو 9.1 في المائة. ويقول لي، رئيس الوزراء: "إن مجموعتي شل- Shell ، وإيكسون- Exxon، تخططان لبناء المزيد من المنشآت البالغ قيمتها المليارات في سنغافورة".
وتطمح سنغافورة خلال فترة الحكم التشريعية المقبلة في التقدّم بمهمتها المتوسطة بين شمال شرق، وجنوب آسيا، وكذلك بين الصين والهند. وفي الوقت ذاته، تنوي البلاد حبك هذه الشبكة أكثر فيما يتعلّق بمواثيق التجارة بصورة كبيرة .