لمياء تلجأ إلى الدفاع المدني لتسأل عن مصير أسرتها

لمياء تلجأ إلى الدفاع المدني لتسأل عن مصير أسرتها

بعد مرور أكثر من 72 ساعة التقت لمياء النوري ـــ طالبة بجامعة الملك عبد العزيز ـــ بذويها، بعد احتجازها في سكن الطالبات يوم الأربعاء الأسود، من جراء الأمطار التي هطلت على مدينة جدة أخيرا , وفي إحدى الشقق المفروشة بشارع فلسطين، التقت لمياء ذويها وسط دموع حارة، لتعبر عن حجم المعاناة التي عانتها.
وقالت لمياء "عشت لحظات الموت مع طالبات الجامعة عند تأدية اختبارات الفصل الأول, ومع تزايد الأمطار طالبنا بإيقاف الاختبار، ولكن للأسف لم يستجب لطلبنا وعملت الإدارة على طمأنتنا بأن الوضع جيد, وبعد دخول المياه المبنى، انطلقت صرخات الاستنفار بين الطالبات ومنسوبات الجامعة للتنقل بين مباني الجامعة التي لم تكن أكثر حظا من بعضها, إلى أن استقر بنا الوضع في سكن الطالبات, واجتمعنا كل عشر طالبات في غرفة تستوعب طالبتين فقط، إضافة إلى الممرات التي امتلأت بالطالبات. كنت على تواصل بوالدتي عبر الجوال للاطمئنان علي، ثم أغلق جوال والدتي، وكنت أعاود الاتصال ولكن دون جدوى, غادرنا السكن يوم الخميس ليخبرنا السائق بصعوبة الوصول إلى تلك المنطقة بعد أن انغمرت بالمياه, بعدها أصبت بنوبة بكاء شديدة وذهبت إلى منزل إحدى الطالبات ثم ظللت على تواصل مع الدفاع المدني لمعرفة مصير أسرتي، فلم أجد ردا، وظلت التوقعات تحاصرني فأصبحت كالمجنونة التي لا تعرف ماذا تعمل, ذهب ابن الأسرة التي ظللت لديهم لمعرفة آخر المستجدات في تلك المنطقة، وتم إعلامنا بأنه تم نقل الأسر إلى المستشفى ومن ثم إلى الشقق المفروشة في شارع فلسطين. سألنا في عدد من الشقق إلى أن اهتدينا إلى الشقة المفروشة وعرفت أن أسرتي في هذه الشقق, سجدت على أثرها سجود الشكر.
وفي المقابل تروي والدة لمياء والدموع ملأت عينيها، مسترجعة ما سمتها بالمأساة, مشيرة إلى عدد أفراد أسرتها البالغ سبعة أفراد ولمياء هي الكبرى: مع هطول الأمطار في الأربعاء الأسود كنت على تواصل مع ابنتي عبر الجوال لأطمئن على الوضع لديها، ولم يهدأ لي بال إلا بعد أن أطمأننت عليها بدخولها سكن الطالبات كمكان آمن لها ولزميلاتها, وتحذيرها من الخروج من السكن في ظل الأوضاع الخارجية, ومع تزايد هطول المطر دخلت المياه المنزل بشكل مفاجئ وبقوة, أخذت أبنائي إلى الطابق العلوي كمكان آمن، إلى أن أتى زوجي متجاوزا السيول. وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات من احتجازنا بالطابق العلوي أتت فرق الإنقاذ وأخذتنا إلى المستشفى كمكان آمن، ومن ثم تما نقلنا إلى الشقق المفروشة, وخلال تلك الفترة لم أستطع التواصل مع لمياء في الجامعة، ولكني كنت مطمئنة لوضعها, ولم يستطع والدها مغادرة الشقق لإصابته بنوبة سكر، وظللت أتساءل عن وضع طالبات السكن وكيفية التوصل لابنتي بعد أن فقدت جوالي, ويوم الجمعة في آخر ساعات النهار عادت لمياء إلى الشقق، حيث كانت الدموع أكبر تعبيرا وفرحا برؤيتها.

الأكثر قراءة