عندما يتولى الإدارة في الشركة العائلية غريب لمن الصلاحيات؟

عندما يتولى الإدارة في الشركة العائلية غريب لمن الصلاحيات؟

عندما تولى أكهارد كورديس منصبه رئيسا لمجلس إدارة شركة هانييل المختلطة تساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الأمور ستسير سيرا حسنا. علما بأنه رفيق درب يورجن شريمب ولديه خبرة سنوات في القيادة في شركات عالمية مدرجة في البورصات . أما الآن فهاهو ذا ينتقل إلى شركة عائلية ليست موضع اهتمام الرأي العام وذات ثقافة خاصة بها ومغايرة .
إنها الهجرة ما بين " السلطة والاعتدال " ، وهو عنوان لدراسة أجرتها مؤسسة سبنسر ستيوارت الاستشارية . وفيها يصف فيرنر أوبرماير ، مؤلف الدراسة وأحد الشركاء في مؤسسة سبنسر ستيوارت ، المهام المطلوب إنجازها من قبل رئيس مجلس إدارة أجنبي لشركة عائلية. وقد كانت القاعدة التي استند اليها في تحليلاته سلسلة من اللقاءات الشخصية مع مسؤولي شركات عائلية ألمانية كبرى.
إن أبرز تغير يحدث عادة لدى تسلم غريب عن الأسرة لمهام منصبه رئيسا لمجلس إدارة الشركة هو تغير في توازن السلطات القانونية وفي منهجية التواصل و الاتصال . فاذا كان منطلق الأسرة سابقا أن وجود واحد " منهم " في مقعد القيادة هو ضمانة لعدم حدوث أخطاء ، فقد أضيفت اليوم أدوار إضافية لمجالس إدارة الشركات العائلية.

في السابق كان يتم اللجوء لطرق اتصال أخرى للتوصل إلى توافق ، لكن اليوم أصبح من الضروري تقنين هذه العمليات حيث برز في هذه الأثناء شكل جديد من أشكال إدارة الشركات ، مما يتيح الفرصة لقيام إدارة أكثر احترافية ، واحترام و استقلال أعضاء المجالس المختلفة بصورة أكبر. وفي الوقت نفسه يزداد التحدي للأسرة في مسعاها للتعرف على أعضاء مؤهلين لمجالس الرقابة والإشراف . ولعل من أكبر التحديات استدعاء أو تجنيد رئيس مجلس إدارة للشركة من الأجانب . ومن المعروف أن هذه العملية مشابهة لما يجري في جميع الشركات الأخرى من حيث تحديد المرشحين المناسبين داخليا. ولكن من المعروف أيضا أنه كثيرا ما تستدعى ، في حالة أي تغيير في الكوادر القيادية ، عناصر خارجية أيضا ، ولو من أجل القيام بإجراء مقارنة بين أفضل العناصر الداخلية وأفضل العناصر الخارجية . وبينما تتميز عملية التعيين الداخلي ، مقارنة بالتعيين الخارجي ، بأنه ليس فيها من عناصر المجازفة ما في التعيين الخارجي ، مضافا إلى ذلك أنه لا يرافقها جهل لا بالأشخاص ولا بهوياتهم الثقافية . ولكن الركون إلى هذه المزايا واختيار القيادة من العناصر الداخلية يلغي إمكانية الاستفادة من أفضل الكفاءات القيادية الخارجية.
ويلخص السيد أوبرماير ذلك كله بقوله : " حتى وإن كان المرشح الداخلي يتمتع بالأفضلية ، فلا ينبغي للمرء أن يصرف النظر عن إجراء مقارنة بين الخيارات المتاحة في السوق " .
ولعل من أهم القضايا في هذا المجال تحديد وتوضيح الموضوعات العقلانية ، وهذا يعني إعطاء أهمية خاصة لموقف المرشح وخصائصه الشخصية ، أو كما عبر عن ذلك السيد أوبرماير : " إن العناصر القيادية التي تعاني من عقدة " الأنا " وتنتهج أسلوبا بيروقراطيا في القيادة ، لا تعمر طويلا في الشركات العائلية " . وهذا ينطبق أيضا على موضوع " الرواتب " ، حيث ينبغي هنا إجراء عملية حساب دقيقة ، فقد ثبت أن دفع رواتب عالية لجميع أفراد الطاقم القيادي يلعب دورا سلبيا ، ولهذا ينصح أوبرماير في ضوء المناقشات ، بإلزام العنصر القيادي الذي يقع عليه الاختيار بالتكيف مع ظروف وشروط عمل أعضاء الطاقم القيادي الآخرين . وثمة أمر آخر لا بد لرئيس مجلس الإدارة الخارجي أن يلتزم به وهو أنه نادرا ما يتاح له في الشركات العائلية أن تكون يده هي اليد العليا في حسم القضايا الاستراتيجية.

الأكثر قراءة