حدائق منازل السعوديين مصدر للغذاء وتعليم الطلاب

حدائق منازل السعوديين مصدر للغذاء وتعليم الطلاب

نستعرض هذا الأسبوع أحد العناصر الأساسية في المسكن وهو الحديقة المنزلية. ونقدم في هذا التقرير نظرة وأفكارا متنوعة حولها. "الاقتصادية" التقت عددا من المختصين والأفراد الذين لديهم اهتمام خاص بالحديقة، لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع. تحدث في المستهل المهندس فيصل شعبان وهو مصمم حدائق يعمل لمؤسسة متخصصة في تنسيق الحدائق قائلا إن الأسرة السعودية بدأت تهتم بالحديقة اهتماما متزايدا حيث إنه لا تخلو أي فيلا جديدة أو قصر من حديقة لها اهتمام خاص, وأضاف أن هذا الاهتمام في تزايد مستمر وأن الأفكار والأنظمة وحتى النباتات في تنوع وتجدد مستمر وهناك سنويا الكثير من الأنظمة المختلفة المهتمة بري الحدائق وكذلك بصيانتها والاهتمام بها، مبينا أن المشكلة الأساسية التي تواجه الحديقة المنزلية هي في الحاجة إلى العناية بهذه الحديقة بشكل مستمر، خصوصا في فصل الصيف حيث درجة الحرارة العالية التي كثيرا ما تؤدي إلى قتل النباتات.
ويرى المهندس فيصل أن قيام بعض الأشخاص بالتوجه إلى المزارعين العاديين أو الذين دخلوا على مهنة الزراعة من أسباب المشاكل للحدائق، من جهته أوضح عمر الوسيدي وهو عقاري لديه خبرة في بيع المنازل، أن الحديقة هي أول ما يسأل عنه من يرغب في شراء منزل، فإذا كانت الحديقة ذات عناية واهتمام فإنها تعطي انطباعا حسنا للمشتري، وأكد أن من يرغب في الاستثمار في المساكن فعليه أن يولي الحديقة اهتماما خاصا فهي بمثابة المكياج على وجه العروس ولا يمكن أن تكون هناك عروس دون مكياج، فمن أراد التسويق الجيد لمشروعه فلا ينسى الاهتمام بالحديقة.
من جانبها قالت السيدة أم فهد "إن تصميم الحديقة الخارجية مكمل لتصميم البيت من الخارج وتصميم البيت من الخارج مكمل لتصميم البيت من الداخل وهو جزء لا يتجزأ من جمال المسكن وأنا أقوم بالاهتمام بالحديقة بنفسي وأهتم بتلك النباتات وهي هوايتي المفضلة فمن الأشياء التي أستمتع بها سقيا الحديقة وتأمل تلك الأشجار التي اخترتها بعناية فأنا أقوم بتقليم تلك الأشجار والتعرف على أسباب ضعف تلك النباتات ومشاكلها وأصبح لدي مع مرور الوقت خبرة كبيرة". وترى أم فهد أن الشجيرات الصغيرة ممكن أن تعيش لمدة ستة أشهر حتى إذا دخل موسم الصيف أمكن إزالتها والإبقاء على تلك الأشجار التي تتحمل العطش كالصباريات ونحوها وترى أن الاستمتاع برعاية الأشجار والاهتمام بها متعة لا تعادلها متعة.
بدوره أكد المهندس عبد العزيز سلمان - مهندس زراعي - أن الحديقة المنزلية من أهم العناصر المنزلية ويرى أن الحديقة المنزلية يمكن أن تكون حديقة مثمرة تنتج الكثير من الخضار وحتى الفاكهة، وأن وظيفة الحديقة تتعدى بكثير النواحي الجمالية للمنزل، مضيفا أن الحديقة المنزلية تعطي الدروس العلمية لأفراد العائلة حيث تمتزج التعليم بالهواية مما يتعلم معه أفراد الأسرة الكثير من المعلومات المفيدة كما أن متعة قطف ثمار الحديقة المنزلية من الأمور الماتعة، مما يحقق توفيرا في المصروفات وغيرها. ويؤكد ذلك السيد صالح العبيد حيث تحدث عن زراعته ست نخلات من النوع السكري والبرحي حيث تكفي حاجتهم إلى التمر طيلة العام، ويقول السيد صالح إنه يتولى عملية العناية بهذه النخلات ويستعين في بعض الأحيان بمزارع لمساعدته. ويرى أن النخلة لا تتطلب الكثير من الماء أو العناية وأنها مباركة فهي تتحمل العطش وتصبر على الظروف ويتمنى أن يكون هناك تشجيع على زراعتها لأنها أنسب الأشجار لبيئتنا. ويقترح السيد صالح أن تشجع البلديات الحدائق المنزلية لما في ذلك من فوائد جمة. أما المهندس فيصل الدلبحي وهو مهندس تخطيط فيرى أن الحدائق والاهتمام بالأشجار يجب أن تبدأ من تخطيط الحي، فالعناية بتشجير الأرصفة امتداد للحديقة المنزلية ويكمل بعضها بعضا ويرى أن المخططات للمشاريع السكنية لا تلزم بمخططات للحديقة وهذا نقص في عنصر مهم. ويطالب المهندس فيصل بوضع معايير للحدائق تسهم في ترشيد المياه والاستفادة من مياه الصرف وغيرها.

الأكثر قراءة