أوضاع العائلات الأمريكية أفضل مما كان عليه الحال قبل 100 عام
شهد المستوى المعيشي للعائلات الأمريكية خلال المائة عام الماضية تحسناً كبيرا وما يمكن قراءته ما بين سطور الوضع الراهن، والمحصّلة المُحققة، أن النفقات المُخصصة للمواد الغذائية، والملابس انخفضت بالعلاقة مع حجم النفقات الإجمالية للميزانية العائلية بصورة رهيبة. ولهذا، ينفق الأمريكان اليوم الكثير من المال على السيارات، ومنازل الرحلات، والنزهات والرحلات، ومبتكرات التقنية الحديثة، من أجهزة مشغلات أقراص الفيديو - DVD حتى مشغّل ملفات الموسيقى - الآي بود – iPod. هذا ما جاء عن دراسة شاملة تحت العنوان "مائة عام من النفقات الاستهلاكية في الولايات المتحدة"، التي أعلنتها وزارة العمل في واشنطن هذه الأيام.
وحسبما ورد عن التقرير المتعلّق بالدراسة: "لقد كانت مراحل الجيشان بالفعل تدريجية أكثر من كونها دراماتيكية. ومن النظرة العامة والغالبة، فإن الميزانية الأمريكية للمواطنين بين عام 1901 وعامي 2002/2003 لا شيء فيها مشترك سوى المكان. فمع بداية القرن الماضي كانت تتألف العائلة على سبيل المثال بالمعدل من 4.9 شخص، وعقب مائة عام لاحقة أصبح المعدل نحو 2.5 فرد ضمن معدلات المناطق، وبالمعدل نحو 2.7 فرد في نيويورك، وكذلك نحو 2.3 قي بوسطن. وفي عام 1901 كانت تتقاضى العائلة بالمعدل نحو 750 دولارا في السنة، وفي عام 2002 أصبح المعدل نحو 50.302 دولار، وهذا ضعف الأول بنحو 67 مرة. وبالفعل فإن نمو حجم الدخل الإجمالي ليس على نحوٍ اسمي فقط، ولكن فعلياً: ومعادلةً مع التضخم ارتفع حجم الدخل الإجمالي السنوي من 750 دولاراً إلى 2282 دولارا. بالنظر إلى أن حجم النساء العاملات في الوقت الراهن تضاعف من الربع إلى نحو 50 في المائة.
ويُعزى الانتعاش المتزايد للعائلات الأمريكية خلال العقد العشرين، بناءً على التقرير الذي عرضته الوزارة، إلى تحوّل النفقات إلى حدٍ كبير: ففي عام 1901 اعتادت العائلة الأمريكية على إنفاق نحو 80 في المائة بالمعدل من نفقاتها الإجمالية على أشياء تختص بالحاجات اليومية، مثل الوسائل الغذائية، والملابس، والسكن والاستقرار. وعقب مائة عام لاحقة، انخفضت هذه الحصة إلى نحو 50 في المائة. وما أثار الانطباع هذا على نحوٍ خاص، التراجع في النفقات المخصصة للمواد الغذائية، حيث تراجعت الحصة من حجم النفقات الإجمالي من 42.5 في المائة إلى 13.2 في المائة. ويكتب الباحثون: "مع بداية السبعينيات كانت تلك الوُجهة لا تزال منتشرة بصورة واضحة". فحتى تلك الفترة من الزمن كانت العائلات تنفق نحو 72.4 في المائة من النفقات المخصصة للوسائل الغذائية على المواد الغذائية، والتي يتم تحضيرها وتناولها في المنزل. ولكن مع بداية القرن الواحد والعشرين تقلّصت تلك النسبة لدى العائلات الأمريكية إلى 58.1 في المائة؛ حيث يتم إنفاق المبالغ المتبقية من المال من مخصصات المواد الغذائية لتناول الطعام في المطاعم .
وفي عام 1960، بناءً على ما جاء عن الدراسة، تجاوزت تكاليف الاستقرار والسكن لأول مرة نفقات الوسيلة الغذائية ضمن ميزانية العائلات الأمريكية. ويتوارى خلف هذا ارتفاع في عدد مالكي المنازل الخاصة (19 في المائة في عام 1901، 67 في المائة عام 2002)، وكذلك ارتفاع الأسعار للعقارات. وأنفقت العائلة الواحدة في فترة الستينيات نحو 62.5 في المائة مقابل قروض الرهان والصكوك العقارية، أو الاستئجار، ويُعد هذا من فئة "السكن" في الميزانية المُسجّلة. وفي الوقت الراهن، تبلغ النسبة نحو 19.3 على اتساع البلاد. وبالإضافة إلى هذا، توجد نفقات أخرى لتكاليف جانبية مختلفة، من الطاقة والغاز، والماء، وحتى جمع النفايات.
وحسبما ورد عن الدراسة: " يوجد انخفاض مستمر خلال المائة عام الماضية في حصة النفقات المخصصة للملابس والنفقات الاستهلاكية"، حيث أنفقت العائلة الأمريكية بالمعدل مع بداية القرن العشرين 14 في المائة مقابل الملابس، والآن تبلغ النسبة ما يزيد على 4.2 في المائة بشيء بسيط. وارتفعت مساحة اللعب للعائلات لما يُسمى "النفقات وفقاً لما يراه المرء مناسباً"، من 20.2 في المائة (155 دولارا) إلى 49.9 في المائة (20.333 دولار). والقدرة، في إنفاق المزيد من المال على أشياء أخرى، بالإضافة إلى الحاجات اليومية، أسهمت في تحسين المستوى المعيشي". وفي الفترة ما بين عام 1934 وعام 1936 كانت نسبة 44.4 في المائة من كافة العائلات الأمريكية تمتلك سيارة؛ ومع بداية القرن الواحد والعشرين، تمتلك نسبة 88 في المائة من كافة العائلات الأمريكية سيارة واحدة على الأقل، وفي المعدل تمتلك العائلة الواحدة سيارتين.
وحسبما ورد عن الخبراء: "على الأقل، بالإضافة إلى أهمية التحوّل في النفقات الاستهلاكية، هناك عدد كبير من المنتجات، التي لم تكن موجودة أصلاً ما قبل مائة عام، والتي تُعد اليوم جزءا من الحياة اليومية في عصرنا الحالي. وهذا يمتد من أجهزة الكمبيوتر الشخصية حتى أجهزة التلفزيون، إلى أجهزة مشغلات ملفات الموسيقى - ipod ". وتنفق العائلات بالفعل اليوم في المدن الداخلية المال مقابل الحصول على منازل الرحلات، ومراكب الرحلات، وهم أعضاء في نوادي اللياقة البدنية، وملاعب الجولف، أو نادي اليخوت، ويذهبون إلى المسارح، والحفلات الراقصة، ورحلات سياحية. "بالتأكيد الكثير من هذه الأشياء لم تكن العائلات ما قبل مائة عام تحلم بها. وهذا إثبات متاح على التحسين في المستوى المعيشي".