التطوير المستمر للأنظمة والتشريعات في المملكة يسهم بفعالية في دعم المطورين الأكفاء

من خلال حلولها المتكاملة، تطرح شركة موطن العقارية منتجاتها الاستثمارية الرائدة لشركائها المستثمرين والمطورين لتحقيق رسالتها بتوفير منتجات وخدمات عقارية منافسة تحقق إضافة إيجابية للمجتمع وتحقق عوائد مجزية للمساهمين والمستثمرين.
ما الرؤية التي تنطلقها منها ''موطن''؟ وما هي تطلعاتها؟ وما أهم أهدافها المستقبلية التي تطمح من خلالها للوصول إلى ريادة صناعة التطوير والخدمات العقارية والاستثمار العقاري؟ .. كل هذه الأسئلة وعديد غيرها أجاب عنها الدكتور رائد الدخيل المدير التنفيذي لشركة موطن العقارية، خلال هذا الحوار الذي أجرته معه ''الاقتصادية''، فإلى الحوار:

كيف تـُعرّفون شركة موطن العقارية؟

''موطن'' هي شركة مساهمة مقفلة، تضم عدداً كبيراً من المساهمين يتجاوز 280. وتعد ''موطن'' شركة تطوير واستثمار عقاري، تركز في عملها على مجال الاستثمار العقاري لتحويل الأنشطة التطويرية إلى فرص استثمارية، ومنتجات مبتكرة مدعمة بحلول متكاملة لاجتذاب المستثمرين والمطورين، يقدمها فريق عمل احترافي يملك مهارات عالية ومعرفة متقدمة في مجال الاستثمارات العقارية.

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية التي نشأت من جراء انهيار السوق العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية على تطور استثماراتكم، وما مدى تأثيرها في السوق العقارية المحلية عموماً؟

الاقتصاد السعودي يتصف بالمتانة، وفي ظل التقلب الذي تعيشه أسواق العالم حالياً، فإن المملكة تأخذ مكانة اقتصادية رائدة بين دول العالم، وبالتالي، فتأثيرات الأزمة العالمية كانت محدودة في قطاع العقار بالمملكة، وذلك لوجود الطلب الداخلي الحقيقي.
وتشير الدراسات التي تم نشرها خلال السنتين السابقتين إلى أن هناك ثقة كبيرة من قبل المستثمرين في قطاع العقار السعودي ترجمت عبر ضخ سيولة مالية كبيرة في قطاع العقار، ونأمل أن يشجع المستثمرون للمشاركة في مشاريع تطويرية خلال الحقبة المقبلة من خلال تحسين البيئة الاستثمارية والمرونة في الأنظمة.

#2#

ما أهم المشاريع التي تعمل عليها ''موطن'' حالياً؟

في الوقت الحالي، تضع ''موطن'' في اعتبارها ثلاثة أنواع من المشاريع: مشاريع التطوير العقاري الصناعي، ومشاريع التطوير السكني، ومشاريع التطوير الفندقي، وتتركز استثمارات الشركة في هذه المجالات الثلاثة في المنطقتين الوسطى والغربية. وتستعين ''موطن'' لتنفيذ مشاريعها بخبراتها المحلية المتمثلة في مجلس إدارتها ومستثمريها، كما تعتمد على الكفاءات التي يضمها فريق عملها الاحترافي ذو الخبرات العالمية، الذي يعمل على المفاضلة بين الفرص واختيار الأنسب لخبراتها.
ومن أهم المشاريع التي تعمل عليها الشركة وسيكون لها شأن في قطاع الصناعة في المملكة بإذن الله هو مشروع مدينة البوابة الصناعية، الذي يلبي الطلب المتزايد على المدن الصناعية المتكاملة في العاصمة الرياض، ويوفر الأراضي الصناعية ومستودعات التخزين، والمراكز التجارية، والسكن للعمالة، إضافة إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المتكاملة وفقاً للمعايير العالمية، وإلى جانب ذلك كافة مقومات الحياة المدنية الراقية من خلال منظومة شاملة من الخدمات العامة، والمرافق السكنية والتجارية المتنوعة التي ستخدم سكان المدينة، وتوفر لهم كل احتياجاتهم.

#3#

بصفتكم المسؤولين عن تطوير مدينة البوابة الصناعية، كيف تنظرون إلى مساهمة المدن الصناعية في عملية التنوع الاقتصادي في المملكة؟

قطاع الصناعة له دور مهم في الاقتصاد السعودي، إذ تفوق الاستثمارات الصناعية في المملكة 350 مليار ريال حاليا، وهي إحدى الركائز المهمة في الاقتصاد السعودي، وتسعى الدولة من خلال الخطط التنموية إلى زيادة مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد السعودي، ونأمل من خلال تطوير مدينة البوابة الصناعية إلى رفع مساهمة هذا القطاع ومشاركته في الاقتصاد السعودي.

#4#

إلى أي مدى تأخذون الاعتبارات البيئية في الحسبان، خصوصاً أنتم بصدد تطوير مدينة صناعية وأحياء سكنية وغيرها من المشاريع؟

وضعت هيئة المدن الصناعية معايير واشتراطات خاصة بمطوري المدن الصناعية في المملكة، وراعت في هذه المعايير والاشتراطات الجانب البيئي بشكل خاص. وفي هذا الإطار، أخذ فريق عمل شركة موطن في الاعتبار جميع هذه المعايير في عند تخطيط مدينة البوابة الصناعية وتصميم البنية التحتية، ونحن نعتقد أن هذه المدينة ستكون نموذجاً ومثالاً يحتذى به للمدن الصناعية على مستوى المملكة.

#6#

ما سبب تزايد الطلب على المدن الصناعية التي يطورها القطاع الخاص؟

حسب آخر الدراسات التي أجريت على السوق المحلية التي أجرتها شركة موطن مع استشاريين متخصصين، تبين وجود طلب حقيقي على الأراضي الصناعية الجاهزة للاستخدام ببنية تحتية مطورة ومعايير عالمية، وتم العمل على إنشاء مدينة البوابة الصناعية لتسد جزءا من احتياجات السوق، ولذلك تضع ''موطن'' هذا المشروع في مقدمة أولوياتها.

ما الذي سيميز مشروع المجمع السكني بيلا كازا شمالي الرياض عن الأحياء السكنية الأخرى؟
يتكون مشروع بيلا كازا من شطرين شرقي وغربي وكلاهما يقدم استخدامات تجارية وسكنية، يتميز الجزء السكني بمجمع متكامل بمواصفات عالية وخدمات متميزة تشمل جميع شبكات المرافق، إضافة إلى مناطق مفتوحة ومسطحات خضراء وممرات للمشاة، وجميع هذه المرافق العامة تشكل أكثر من نصف مساحة الأرض المخصصة لتطوير المشروع. كما سيوفر المشروع مركزاً مخصصاً لتوفير الأنشطة الترفيهية والاجتماعية لسكان الحي.

تعملون حالياً على إنشاء فندقين، فما المعايير التي تعتمدونها عند تطويركم مشاريع فندقية؟

قبل تبني أي مشروع، يقوم فريق عمل شركة موطن بالمفاضلة واختيار المشاريع الأنسب للشركة، التي تتفق مع رؤيتها ورسالتها وأهدافها. وقد تم اختيار المواقع الخاصة بفندقي الشركة في الرياض ومكة بناء على المعايير الخاصة بهذا النشاط، التي تتسم بالصرامة لضمان أفضل كفاءة وجودة.
أول الفنادق التي نعمل على تطويرها هو فندق ميراج جراند، الذي سيتميز بموقعه القريب من مركز الملك عبد الله المالي على الطريق الدائري الشمالي، ويقدم خدماته الفندقية الراقية لمنطقة لا تزال بحاجة لمنشآت تقدم مرافق وخدمات الضيافة، وذلك بناء على دراسات متخصصة أجريت على تلك المنطقة.
أما الفندق الثاني الذي نعتزم إنشاءه، فهو فندق الإحسان رويال، الذي سيتم تطويره في مكة المكرمة على شارع إبراهيم الخليل في حي المسفلة بالقرب من الحرم المكي. ونتطلع إلى تقديم خدمة الضيافة التي تليق بقدسية بيت الله الحرام وتتجلى فيها قيم الأصالة والكرم من خلال هذا الفندق الذي تم اختيار موقعه قريباً من المسجد الحرام، ليسهل التنقل بينهما. ولقد روعي في تصميم الفندق توفير عديد من الخدمات المتخصصة بالحجاج والزوار.

#5#

ما سياستكم في اختيار التصاميم لمشاريعكم؟

سياستنا العامة الخاصة باختيار التصاميم تتطلب أن يكون هناك قيمة مضافة للمدينة والمنطقة التي يقع فيها المشروع، وأن يكون التركيز على توفير أفضل الخدمات لمستخدمي المشروع والمستفيدين منه، وأن تراعى جوانب الصيانة والحيثيات التشغيلية على الأمد الطويل، كما نحاول بذل الجهود لخفض التكلفة الخاصة بالمشروع، والالتزام بالميزانية المحددة له، إضافة إلى مراعاة الجوانب البيئية وانسيابية الحركة، وتناغم المشروع مع المحيط.

ما العوامل التي توفرونها في مشاريعكم لجعلها جاذبة للاستثمارات؟

في البداية، نحن نحرص في ''موطن'' على دراسة أفكار المشاريع بشكل متعمق، وفي حال وجدناها ذات جدوى، ننتقل لدراسة السوق التي يستهدفها كل مشروع وتحديد مستوى الطلب ومن ثم تكوين رؤية نبدأ من خلالها عمل دراسات جدوى واضحة ترصد المنافسة والتكاليف والعوائد المتوقعة. تأتي بعد ذلك دراسة المشاريع العالمية المشابهة وتحليل السلبيات والإيجابيات الخاصة بهذه المشاريع لوضع المعايير التصميمية المناسبة وتحديد الأهداف المطلوبة، ومن ثم نقوم بتعيين طرف ثالث متخصص في نوع المشروع وتزويده بهذه الدراسات والمعايير والأهداف للوصول إلى التصميم الأنسب الذي يلبي احتياجات السوق وفق معايير الجودة والتشغيل التي تلتزم بها ''موطن''، ناهيك عن التأكد من موافاة الضوابط الخاصة بالجهات التنظيمية ذات العلاقة، وهكذا، نقوم بمتابعة الجهات المسؤولة لاستصدار التراخيص والاعتمادات الخاصة بالمشروع وعقد الاتفاقيات المناسبة مع مزودي الخدمة، مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، والتأكد من مطابقة التصاميم للمواصفات، لتأتي أهم مراحل العمل وهي الهيكلة المالية للمشروع، والتي ينفذها فريق ''موطن'' من الكوادر المتخصصة لتطوير الهيكلة المالية لكل مشروع، كلٌ حسب طبيعته، وإيجاد التحالفات المناسبة وطريقة التمويل الأفضل سواء التمويل المباشر، أو الطرح العام أو الخاص وغيرها من وسائل التمويل. إن مفهوم إدارة التطوير الذي تعتمده ''موطن'' يمكن الشركة من تولي مراحل المشروع بشكل كامل بدءاً من اقتناص الفرص وحتى مرحلة التنفيذ، مروراً بتكوين الشراكات الناجحة والهيكلة المالية المناسبة.

أوجدت المساهمات العقارية في السابق وسائل مناسبة لتمويل المشاريع العقارية .. في تقديرك هل الصيغ الحالية للتمويل مناسبة لحجم التمويل المطلوب للفترة المقبلة؟

كان للمساهمات العقارية في السابق دور في تطوير المخططات في المدن السعودية، وتعثرت بعض هذه المساهمات بسبب عدم وضوح الأنظمة في ذلك الوقت. والبدائل للمساهمات العقارية لم تتبلور خلال الفترة السابقة، فهناك تأخير وتحجيم لوسائل التمويل من الجهات المختصة، فتتطلع شركات التطوير العقاري السعودية ومن ضمنها شركة موطن إلى إعادة دراسة تمويل مشاريع التطوير العقاري وتطوير الآليات والتشريعات المناسبة لتوسع هذا النشاط ليلبي الطلب أو الاحتياجات الحالية أو المرتقبة الخاصة بتمويل المشاريع العقارية الملبية لاحتياجات المملكة.

هل ترون أن السوق العقارية تعيش الاستقرار المطلوب؟

لا بد من دعم استقرار السوق من خلال إقرار منظومة الرهن العقاري وتطبيق مبدأ الشفافية في وسائل تطبيق هذه الأنظمة.

هناك من يقول إن السوق العقارية تصحح نفسها باستمرار.. هل هذا صحيح؟ ولماذا؟

هذه النظرة صحيحة، وما يبرهن على ذلك الدراسات المنشورة لتوجهات هذه السوق خلال الحقب الماضية، وهناك وضوح لتوجه السوق العقارية خلال فترات زمنية طويلة، باستثناء الأزمات غير المتوقعة. فالتوجه العام للسوق العقارية خلال الفترة الماضية يعطي منحى تصاعدياً بشكل عام مع قفزات من حين لآخر يتبعها استقرار لفترات معينة، ولا بد من تكرار ما سبق ذكره أن مجالات الاستثمار العقاري لكل منها خاصية معينة، وعند الاستثمار لا بد من التركيز على المجال والمنطقة التي سيتم الاستثمار فيها لدراسة التوجهات والتوقعات الخاصة بذلك.

لدى الجمهور انطباع أن المضاربين في العقار هم من يوجهون السوق العقارية، ويرى الجمهور أن المضاربين يضخمون أسعار الأراضي ويحدون من عدد المستفيدين من السوق، ويقلصون عدد المستثمرين في القطاع العقاري؟

للمضاربين دور في الأسواق العقارية، ولكن في رأيي أن المضاربين في القطاع العقاري في المملكة أخذوا دوراً أكبر من دورهم المفترض، مما أثر سلباً في مجال التطوير العقاري، وأرى أن التطوير في الأنظمة والتشريعات الجاري الآن في المملكة يسهم بفعالية في دعم المطورين الأكفاء المحترفين، والحد من المضاربة لتكون ضمن أوضاعها الطبيعية.

ماذا عن مشاريع التطوير السكني؟

تعتزم ''موطن'' تدشين العمل قريباً في مشروع مجمع سكني مغلق شمالي الرياض. نحن نتطلع لتقديم مشاريع سكنية مفتوحة، ولكننا حريصون على اختيار التوقيت الأنسب للدخول في هذه الفئة من المشاريع، وكانت هناك مجموعة من الفرص السكنية التي تمت دراستها لكنها لم تطابق المعايير الخاصة بشركة موطن، ونحن نعكف الآن على دراسة مجموعة من الفرص الجديدة، وسيتم الإعلان عن مشاريعنا الجديدة التي سيتم تبنيها في التوقيت المناسب ـــ بإذن الله.