السعودية الأعلى بين دول المنطقة في نقص المهارات الشبكية والفجوة ستصل إلى 33.4% عام 2009
السعودية الأعلى بين دول المنطقة في نقص المهارات الشبكية والفجوة ستصل إلى 33.4% عام 2009
كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة IDC للأبحاث، أن السعودية تشهد واحداً من أعلى معدلات إجمالي نقص المهارات الشبكية في الشرق الأوسط، بنسبة 29.1 في المائة، ومن المتوقع أن تصل الفجوة في المهارات الشبكية إلى 33.4 في المائة في عام 2009، مشيرة إلى أنه لا يزال النقص في المهارات الشبكية المتقدمة أعلى من إجمالي النقص في المهارات. وأرجعت IDC هذا النقص إلى النمو الاقتصادي الكبير بالمملكة الذي عزز حجم الطلب، في الوقت الذي تحد فيه القوانين من عمل المغتربين في المملكة.
وتوقعت مؤسسة IDC في الدراسة التي قامت بتمويلها شركة سيسكو سيستمز، وتم عرضها يوم أمس الأول في القاهرة في مؤتمر صحافي موسع، أن يكون للنمو الاقتصادي المطرد في المنطقة تأثير في مستوى الطلب على تقنية المعلومات بما في ذلك المهارات الشبكية، فعلى سبيل المثال، تتوقع المؤسسة زيادة الطلب على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط بمعدل نمو سنوي مجمع قدره 16.9 في المائة بين عامي 2005 و2009. ويتضح من خلال نتائج هذه الدراسة، أن منطقة الشرق الأوسط وباكستان ستعاني نقصا في المهارات الشبكية التي تلبي احتياجاتها.
وأكدت الدراسة أنه من المتوقع أن يرتفع مستوى الاستثمار في الأجهزة بمعدل نمو سنوي مجمع قدره 19.6 في المائة حتى عام 2009، في حين أن الاستثمار في البرمجيات سيرتفع بنسبة 11.2 في المائة، وفي خدمات تقنية المعلومات بنسبة 10.8 في المائة، وعليه فإن منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً بمعدل يتجاوز ضعفي معدل النمو السنوي المجمع في غرب أوروبا والذي يبلغ 5.8 في المائة. ويتضح من ذلك أن اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً سريعاً جداً، ولذلك فإن الاستثمار في تقنية المعلومات يشهد نمواً أيضاً على مستوى المنطقة بأكملها.
وكشفت الدراسة أن النقص في عدد المهارات الشبكية في عام 2005 يعادل 12493 نقطة، والذي يمثل نقصاً فعلياً في عدد الأشخاص ذوي الكفاءات قدره 50 ألف تقريباً، وسيرتفع إلى 114800 بحلول عام 2009. وعليه فإن نسبة إجمالي النقص في المهارات الشبكية سوف ترتفع من 27 في المائة في 2005 إلى 35 في المائة بحلول 2009. وتوصلت الدراسة التي حملت عنوان "الطلب على المهارات الشبكية" في منطقة الشرق الأوسط، إلى نتيجة مفادها أنه ما لم تتم معالجة مشكلة النقص في عدد الكوادر الخبيرة بالشبكات بشكل عاجل وخلال فترة أقصاها ثلاث سنوات، فإن الطلب على هذه المهارات في مصر سيفوق العرض بنسبة 34 في المائة بحلول عام 2009، حيث سيصل النقص في عدد الكفاءات البشرية المطلوبة لدعم النمو الاقتصادي إلى أكثر من 19 ألف خبير. وفي المقابل، أشارت نتائج الدراسة نفسها التي أجريت في دول أوروبا الغربية والشرقية، إلى أن نسبة النقص في خبراء الشبكات ستصل إلى 11.8 في المائة بحلول عام 2008.
وأكدت الدراسة أن المشكلة تبدو أكثر خطورة في قطاعات تقنية أخرى، فعلى سبيل المثال، ستبلغ نسبة الفارق بين العرض والطلب على المهارات الشبكية المتقدمة (مثل الاتصال الهاتفي عبر الإنترنت والحماية والاتصالات اللاسلكية) 37 في المائة في عام 2009، في حين أن هذه النسبة ستصل إلى 15.8 في المائة في شرق وغرب أوروبا بحلول عام 2008. وأشارت إلى أن مصر تشهد نمواً اقتصادياً لافتاً، كما تمكنت من تحقيق معدل نمو مطرد في إجمالي الناتج المحلي. وتعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي سجلت أعلى معدلات نمو في إجمالي الناتج المحلي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وعليه تتوقع مؤسسة IDC للأبحاث أن يقود النمو الاقتصادي المتواصل في المنطقة إلى زيادة الطلب على تقنيات المعلومات والاتصالات بما في ذلك المهارات الشبكية.
وتشير توقعات المؤسسة إلى أن الطلب على تقنيات المعلومات في منطقة الشرق الأوسط سيزداد بمعدل نمو سنوي مجمع يفوق 16.9 في المائة خلال الفترة بين 2005 و 2009. وقد أدى ذلك بالفعل إلى زيادة غير مسبوقة في الطلب على المهارات الشبكية العامة والمتقدمة، علاوة على أن النقص في برامج التدريب الفعال أسهم في تفاقم هذا الوضع، كما أن ارتفاع معدلات توظيف الكوادر من الأسواق المحلية، سلط الضوء على ضرورة حل المشكلة من خلال إعداد خطط تدريب محلية. وأوضحت نتائج الدراسة أن مصر تسعى إلى مواجهة هذا النقص من خلال العديد من مبادرات تطوير الموارد البشرية، ما يعكس أهمية مهارات تقنية المعلومات والاتصالات بالنسبة للمجتمع، وضرورة توفير الكوادر الماهرة. ويضاف إلى ذلك، أن آفاق نمو انتشار الإنترنت واسعة في مصر فقد أشار 99 في المائة من المشاركين في الدراسة إلى أن استخدامهم للشبكة يتركز في تطبيقات البريد الإلكتروني ودخول الإنترنت. كما أكد المشاركون أن أهمية الشبكات ستتنامى في المستقبل، ومن هنا فإن احتمال انتشار الشبكات كبير جداً، مما يعني أن الطلب على المهارات والكفاءات سيزداد لدعم هذا الانتشار، وعليه فإن منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً بمعدل يتجاوز ضعفي معدل النمو السنوي المجمع في غرب أوروبا والذي يبلغ 5.8 في المائة. ويتضح من ذلك أن اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً سريعاً جداً، ولذلك فإن الاستثمار في تقنية المعلومات يشهد نمواً أيضاً على مستوى المنطقة بأكملها.
وفي الوقت الذي شهدت فيه مصر إطلاق العديد من المبادرات الإقليمية على صعيد تعزيز التدريب على العلوم والتقنيات الجديدة، فإن الفارق الكبير المتوقع بين العرض والطلب يؤكد ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوفير برامج التدريب المناسبة وتشجيع الطلاب على الانتساب إليها. وتأتي نتائج الدراسة بمثابة دعوة للقطاعين العام والخاص والمدربين والأفراد لبذل المزيد من الجهد من أجل تلبية هذه الاحتياجات. وبالتالي ما لم يبدأ تنفيذ الخطط في هذا الصدد على الفور، فإن عملية تبني التقنيات الحديثة والقدرة التنافسية والنمو الاقتصادي، ستواجه تحديات وأخطاراً عديدة.
وقال ياسر القاضي مدير عام "سيسكو سيستمز" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: ما لم يتم اتخاذ إجراء سريع، فإن نقص الكودار الخبيرة بالشبكات سوف يقف عائقاً في طريق عملية التطوير التقني والنمو الاقتصادي في الدول التي تشهد أسواقها نمواً كبيراً، فتوظيف الكوادر الخبيرة في المواقع المناسبة، يعزز إنتاجية الشركات من خلال استثمار التقنيات الحديثة كتلك المستخدمة في أوروبا حالياً. وعلينا أن نواصل العمل مع حكومات المنطقة بهدف تعزيز الوعي بفرص العمل المتاحة، كما يجب أن نشجع الطلاب على اكتساب المهارات الشبكية الأساسية والمتقدمة.
من جهته قال فيليب فان هيردان، كبير المحللين في مؤسسة IDC للأبحاث: شهدت بيئة الأعمال تطورات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وباتت تتسم بتنافس كبير بين سلاسل التوريد، وأصبحت الشركات الآن أكثر من أي وقت مضى تشكل وحدات متداخلة ومترابطة تعتمد على الإنترنت من أجل التواصل مع شركائها التجاريين، وبالتالي فإن عدم توفر العدد الكافي من الكوادر البشرية التي تتمتع بالمهارات الشبكية التي تضمن استمرار هذا التواصل، سيؤثر سلباً على القدرة التنافسية للمؤسسات، واقتصاد البلد عموماً، ومن هنا تبرز أهمية الدور الذي تلعبه المبادرات المدعومة من قبل الشركاء على هذا الصعيد، مثل "برنامج أكاديمية سيسكو للشبكات"، الذي يوفر التدريب على التقنيات الشبكية من خلال دورات متخصصة ويجري تدريس مساقات هذا البرنامج الذي انطلق عام 1997، في أكثر من 11 ألف أكاديمية تضم 1.9 مليون طالب في أنحاء مختلفة من العالم.