صندوق النقد الدولي يطور نظاما لمساعدة الأسواق الناشئة

صندوق النقد الدولي يطور نظاما لمساعدة الأسواق الناشئة

كشف صندوق النقد الدولي حلال حلقة نقاشية رفيعة أمس في سنغافورة، عن مشروع نظام جديد لمساعدة الأسواق الناشئة في دول العالم بحيث تقلل احتمالات تعرضها إلى أزمات مالية والتحرك لمواجهة هذه الأزمات عندما تقع.
وتتضمن الآلية الجديدة توفير "خط ائتمان سريع" لهذه الأسواق في آسيا وغيرها من مناطق العالم والتي تمتع بسياسات اقتصاد كلي قوية.
وقال مارك ألين مدير إدارة سياسة التنمية والمراجعة في صندوق النقد الدولي، إن الكشف عن هذه الآلية الجديدة بالتفصيل سيتم خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في أيلول (سبتمبر) المقبل.
وأضاف ألين خلال مؤتمر صحافي بعد الحلقة النقاشية التي استمرت
يومين، أن هذه الأموال المشروطة تلعب دورا مفيدا في التقليل من الأزمات. وشارك في الحلقة النقاشية مسؤولون وخبراء اقتصاديون من إفريقيا وشرق ووسط أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وأشار ألين، إلى أن المشروع الجديد يحتاج إلى المزيد من الجهد من أجل وضع جميع التفاصيل بما في ذلك تحديد المعايير التي سيتم استخدامها لتحديد الدول المؤهلة للاستفادة من هذه الآلية. وأضاف أنه لا يجب وضع "معايير عالية جدا بحيث لا تستطيع الدول تلبيتها".
وشهدت الحلقة النقاشية اتفاقا واسع النطاق بين المشاركين على ضرورة العمل من أجل العلاج التدريجي للخلل المالي العالمي حاليا.
وقال ليزلي لوبيز مدير معهد صندوق النقد الدولي، إن السنوات الخمس عشرة الأخيرة شهدت عددا كبيرا من الأزمات التي كانت مكلفة ومؤلمة للغاية. وأشار إلى الأزمة الاقتصادية الآسيوية عامي 1997/ 1998 وأزمة تفشي وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي "سارس" في جنوب شرق آسيا عام 2003 وغيرها.
وقال تاكاتوشي كاتو نائب رئيس صندوق النقد الدولي، "إنه في الوقت الذي ساعد فيه نمو الاقتصاد العالمي خلال السنوات القليلة الماضية الاقتصاديات الناشئة على تحقيق أداء اقتصادي مبهر، فإن هدوء الأجواء حاليا لا يجب أن يجعلنا نقلل درجة استعدادنا لمواجهة العواصف الاقتصادية المحتملة".
وأضاف أنه في الوقت الذي حققت فيه العولمة مزايا عديدة في مختلف أنحاء العالم فإن تكامل الأسواق المالية يؤدي أيضا إلى مخاطر جديدة. وقال كاتو "إن الزيادة الطفيفة في اضطرابات أسواق المال بمثابة تذكرة بأن أسواق رأس المال ليست في منأى عن التقلبات في مزاج المستثمرين".
وكان صندوق النقد الدولي قد أشار إلى أن الاقتصاديات الناشئة تواجه تحديا لخفض معدل التذبذب في الأسواق المحلية وجعل نفسها أكثر مرونة في مواجهة عمليات تدفق رؤوس الأموال الكبيرة والمتقلبة وتجنب الأزمات المستقبلية. وجاءت الحلقة النقاشية في إطار الإعداد للاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين الذي تستضيفه سنغافورة في أيلول (سبتمبر) المقبل.
وأشار كاتو إلى نجاح العديد من الاقتصاديات الناشئة وخاصة في آسيا في تكوين احتياطيات لتغطية المخاطر المنتظرة وهو ما يشكل في الوقت نفسه عبئا كبيرا على الاقتصاد في تلك الدول بسبب فقدان فرصة استثمار هذه الاحتياطيات. وأضاف أنه يجب البحث عن وسائل جديدة لرصد احتياطيات لتغطية المخاطر المستقبلية ولكن بتكلفة أقل بالنسبة إلى الاقتصاد المحلي في تلك الدول.

الأكثر قراءة