لا يوجد وعاء اجتماعي أسري متشعب ينمّي شخصية الشباب المسلم في أمريكا
أوضح الدكتور نهاد عوض الرئيس التنفيذي لمنظمة كير ''مجلس العلاقات الإسلامية بأمريكا''، أنه يوجد في أمريكا أكثر من 1200 مسجد باتت منتشرة في أمريكا، التي تشهد مزيداً من بناء المساجد، مستفيدة من الوضع القانوني والحقوقي الذي تقدّمه الحكومات الأمريكية لجميع الأقليات. وإن كانت المساجد هناك تتشابه مع الكثير من المساجد في دول الشرق، إلا أن الدور الذي تلعبه في أمريكا، ربما كان أكبر بكثير، لأنه المكان الأكثر تأثيراً في الجيل الجديد، وسط غياب الروابط الأسرية القوية. وقال: ''في أمريكا لا يوجد وعاء اجتماعي أسري متشعب ينمّي شخصية الشباب المسلم. فالأسر المسلمة في أمريكا تكون في العادة من أب وأم، حيث لا يوجد أقرباء ولا أجداد يهتمون برعاية الأبناء والأحفاد، وبالتالي يفقد الجيل الجديد قوة التماسك مع الأسرة ومع العادات والتقاليد الإسلامية المتوارثة.. وأستطيع القول إن الدعم الاجتماعي للأسر ضعيف، وما يعوّض عنه هناك هو المسجد.. حيث يلعب المسجد دوراً مركزياً في حياة المسلمين في أمريكا.. وشخصية المسلم هناك تدور حول المسجد''.
ويضيف نهاد في وصف أهمية المسجد للمسلمين بالقول: ''المسجد ليس فقط مكاناً للعبادة، بل هو مدرسة، ومركز تجمّع سياسي واجتماعي وثقافي، له موقع إلكتروني، وله خطة وميزانية وعنوان ومجلس إدارة، وفيه انتخابات مستمرة، وتوضع له خطط توسعة، فكل لبنة من لبنات المسجد مبنية بجهد الأفراد، داخل أمريكا أو خارجها، ليس مهمّاً، بل المهم أنها من صناعة المسلمين الأفراد، وهم يشعرون أنهم يملكون المسجد، وأن مستقبل المسجد هو مستقبلة، وما يحتويه المسجد هو ما يقدمه لحياتهم ولأبنائهم''.
ويبدو المسجد هناك مركزاً أساسياً في حياة المسلمين، حيث يصبح مكاناً اجتماعياً له مكتبة ومراكز للاجتماعات، وملتقى المسلمين في الحي الواحد. وتتمتع المساجد هناك بطراز معماري تقليدي لبعض المساجد الشرقية، فيما تمزج بعضها بين الطابع الشرقي والهندسة المعمارية الحديثة، مشكّلاً نموذجاً للتقارب بين الموروث الإسلامي، ومعطيات العصر الحديث.
لذلك يصف نهاد عوض المسجد في أمريكا أيضاً بأنه ''حلقة متكاملة في حياة المسلم الملتزم في أمريكا''، حيث تدور تلك الحياة حول المسجد الذي يعدّ نواة للمسلمين هناك.