رئيسة المرشدات: لن أغادر قبل عودة آخر طفل

رئيسة المرشدات: لن أغادر قبل عودة آخر طفل

لم تكن تدرك إحدى الحاجات الباكستانيات أن ظمأها هي وزوجها سيقودهما إلى طفلهما التائه عن طريق الصدفة، هذا ما حصل بالفعل عندما بلغ بهما التعب مبلغه وهما هائمان يبحثان عن طفلهما البريء ودخلا إلى أحد مراكز مرشدات التائهين في مشعر عرفة؛ بغية شربة ماء، وكانت المفاجأة حين وجدا طفلهما يلعب في أحضان إحدى المرشدات في المراكز، والأبرز في ذلك هي التجربة النوعية التي استحدثت، التي كانت توظيفا جديدا لعمل المرشدات وتنظيما حيا لبلورة جهود الفتيات والاستفادة منها في موسم الحج. ''الاقتصادية'' التقت مها فتيحي رئيسة مرشدات المملكة، التي وصفت التجربة بالرائدة على نحو يمكن أن يكون أكثر فاعلية وتنسيقا لجهود الراغبات في خوض التجربة. وأوضحت أن أدوارهن تمثلت في تجهيز أماكن الاستقبال لحالات الاطفال التائهين، ومن ثم العناية بهم وتهدئة المرتاعين منهم وتوفير الألعاب لهم، إضافة إلى رفع صورهم على موقع جمعية الكشافة وكيفية التعامل مع الحالات الواردة للمركز، وتبدأ الأقسام المتخصصة في عملية تنسيق الجهود في البحث عن ذويهم من خلال التواصل مع الجهات الأمنية عبر التقنية الحديثة وأجهزة الاتصال المختلفة (لاسلكي خاص ولاسلكي عام) وعبر موقع الأطفال التائهين عبر الانترنت يحتوي صور وبيانات وأسماء الأطفال التائهين، وعلى اتصال بقناة (الجزيرة المباشر) كما أنه موصول بالشاشات العامة في ساحات الحرم، في حين قامت جمعية الكشافة السعودية بتأمين الإمكانات المتاحة التي من شأنها أن تخدم الجهود المشتركة كافة. وأضافت فتيحي: ''تم تقسيم العمل وفق خطط ممنهجة تهدف إلى اختصار الجهد والوقت بين مسؤولات الاستقبال ومسؤولات الرعاية ومسؤولات التسجيل والحاسب الآلي اللاتي يقمن بتصوير الحالات وتدوين المعلومات ومسؤولات النظافة المسؤولات عن الاهتمام بالطفل ورعايته ومسؤولات التغذية اللاتي يقدمن أغذية مختلفة تتناسب مع أعمال الأطفال، وقد بلغ عدد الأطفال التائهين الذين استقبلتهم مراكز المرشدات خلال الأيام الأربعة الماضية نحو 79 طفلا وطفلة، ما بين مشعري عرفات ومنى، وتم إرجاع 76 حالة منهم وتبقى أربع حالات، ولن أستطيع الذهاب إلى جدة حتى يتمكنوا من العودة إلى ذويهم''. ولفتت فتيحي إلى التجاوب الكبير من الدوريات الأمنية ومن جمعية الكشافة السعودية ومن الجوالة ومن الجهات الأمنية كافة التي تعمل داخل نطاق الحج، وأضافت: ''لقد بعثت زيارة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد الأمل فينا ورفعت من معنوياتنا؛ لبذل المزيد من الجهد في نطاق عملنا ولمست في أعين الجميع الفخر بعمل المرأة السعودية، وانظر إلى هذه الطاقات النسائية الجادة التي تعمل في إطار تكاملي جنبا إلى جنبا مع قطاعات العمل وأثبتت جميع المرشدات والعاملات أنهن قادرات على خدمة ضيوف الرحمن وفق الإمكانات المتاحة ويستطعن القيام بأدوار خدمية راقية تجلت للجميع خلال الموسم الحالي ،ورسمنا صورة حضارية عن عمل المرأة السعودية تحت شعار ''كن فالوطن منك يكون''.
إنشرها

أضف تعليق