600 ألف حاج رموا الجمرات في ثالث أيام التشريق

600 ألف حاج رموا الجمرات في ثالث أيام التشريق

طافت أمس جموع الحجيج من أقصى الأرض وأدناها بالبيت العتيق، غسلوا حولها خطاياهم بتكبير وابتهال، وشربوا كأس زمزمها الأخيرة، فالحج عند المقبلين من بعيد فرصة عمر وحيدة لن تتكرر. أصوات بكاء ونحيب تختلط برجاءات الغفران في صحن الحرم. أدعية بكل لغات الأرض تتداخل حتى تكاد تصبح لغة واحدة آخر لحظاتهم في مكة.. بكاء ونحيب وصدح بأدعية أمان أخيرة تسمع في صحن الطواف، حجاج يزحفون ببطء شديد لا أحد يريد أن يغادر، يود أكثرهم أن يبقى فيها، أو يولد مرة أخرى على أرضها ثم يموت فيها.. هكذا يقولون لكل من يسألهم ولكنها رحلة الحج أوشكت على النهاية. بالأمس أدت جموع حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات في أجواء إيمانية متكاملة، دون حدوث ما يعكر صفو الحجيج، ووسط منظومة خدمات متكاملة. وقد استقبل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح أمس الجمعة ثالث أيام التشريق فى جو آمن مطمئن، تحفهم عناية الله ورعايته. بعد ذلك توجهت جموع من وفود الرحمن إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع بالبيت العتيق وأداء صلاة الجمعة. وبيّن حاتم بن حسن قاضي وكيل وزارة الحج أن أكثر من 600 ألف حاج قاموا برمي الجمرات يوم أمس، وأن الوزارة واصلت تنفيذ خطتها فيما يتعلق بنفرة ضيوف الرحمن إلى مكة المكرمة، حيث أمنت لهم الحافلات لنقلهم بعد رمي الجمرات. وأكملت أجهزة الوزارة استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن بعد أن استقر أكثر من مليوني حاج أمس الأول في مكة المكرمة بعد أن قاموا برمي الجمرات متعجلين. وقال اللواء سليمان العمرو قائد قوات الدفاع المدني في الحج إن فرق الدفاع المدني المتمركزة والراجلة انتشرت في كل الطرق المؤدية إلى منطقة المشاة للمساندة فى عمليات الإنقاذ عند الضرورة، وذلك تحسبا لهطول أمطار كما شهدته المشاعر أمس. وانتشرت فرق الدفاع المدني على جسر الجمرات لضمان التفويج السليم والكامل للحجاج على الجسر وذلك بما يضمن توزيع كثافة الحجاج على أكبر قدر ممكن على الجسر وفي الممرات والطرق المؤدية إليه. وبدأ تدفق الحجاج نحو الساعة التاسعة من صباح أمس بعد أن تمت تهيئة الخدمـات كافة التي تمكنهم من النفرة في زمن قياسي وتم التنسيق المشترك بين القيادات الأمنية والمرورية العاملة أصلا في مشعر منى والمساندة لها، لتنظيم حركة السير للمشاة والمركبات وإزالة كل العوائق ومنع الاختناقات. وقد استمتع ضيوف الرحمن بالخدمات التي قدمتها الدولة على صعيد المشاعر المقدسة حيث تم تهيئة مئات المحال التجارية ومراكز المواد الغذائية الثابتة والمتنقلة التي تحوي كل ما يحتاج إليه الحاج من المواد التموينية بجميع أنواعها, كما لا يجد الحاج أى عناء عند حاجته لمراجعة أى مستشفى أو مركز صحى للاطمئنان على صحته أو تلقى العلاج على أى مستوى كان، إضافة إلى ما وفر وجهز فى منى من خدمات صحية تساند جميع المستشفيات والمراكز الصحية فى مكة المكرمة فيما انتشرت فى منى أيضا مستشفيات ومستوصفات أخرى تابعة للخدمات الطبية في وزارة الدفاع والطيران، والحرس الوطني، ووزارة الدخلية، وجمعية الهلال الأحمر السعودي. وانتقل ضيوف الرحمن أمس، عبر طرق وأنفاق وجسور ربطت منى بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة صممت ونفذت على أحدث المواصفات العالمية. ويقف على جنبات هذه الطرق وهذه الخدمات رجال أمن نذروا أنفسهم لتوفير الراحة والأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله يسهمون في إرشاد الحاج وإعانته فيما يحتاج إليه، من الأمن العام، والمرور، والحرس الوطنى، والكليات العسكرية، والكشافة السعودية، وقوى الأمن الداخلى والدفاع المدنى، الذى انتشرت مراكزه فى كل أنحاء المشاعر المقدسة. وتجوب فرقه أنحاء منطقة منى لتوفير السلامة والإرشاد عبر مختلف الوسائل حفاظا على الحاج وسلامته، إضافة إلى عديد من الجهات المساندة التي تحظى بشرف خدمة الحجاج أينما حلوا وحيثما ارتحلوا مستشعرين جميعا شرف وعظم هذه الأمانة التى خص الله وأكرم بها هذه البلاد الطاهرة قيادة وشعبا.
إنشرها

أضف تعليق