الحجاج يغادرون «المشاعر» .. ويوثقون ذكريات مليئة بــ «المشاعر»

الحجاج يغادرون «المشاعر» .. ويوثقون ذكريات مليئة بــ «المشاعر»

الحجاج يغادرون «المشاعر» .. ويوثقون ذكريات مليئة بــ «المشاعر»

مع زخات الأمطار تحولت جنبات المشاعر المقدسة إلى مسارح للتوديع والتعبير الحركي في مشاهد تراجيدية غلبت عليها العاطفة الجياشة، ولكل طريقته الخاصة في الوداع تبعا لثقافته وطريقة تعبيره. بطرق كثيرة تمازجت فيها مشاعر الفرح بالبكاء، واختلطت اللهجات لتنتهج تعبيرا واحدا مفاده الوداع الذي يوجع في بعض الأحايين، وذلك في وقت تحولت فيه أركان المشاعر المقدسة وردهات شوارع مكة إلى استديوهات تصوير انطلقت من عدساتها صور للأرشفة، التاريخ، والمدونات المختلفة، حيث اتجه حجاج مختلفون على أنواع مشاربهم وثقافاتهم، وحضاراتهم، إلى توثيق الحدث الأكبر والأبرز بالصور، وتحرير الرحلة عن طريق الكتابة وأرشفتها، والحديث لأهاليهم عن تجربة الحج في ظل تطور تنموي شاهد سهولة التجول بين المشاعر والاستمتاع بالأجواء الروحانية. وفي جانب آخر، ذهب البعض من المودعين من الحجاج للأراضي المقدسة، إلى أخذ عينات زجاجية ممتلئة بتراب مكة، وإدخالها في نماذج متحفية كنوع من الاحتفاظ بذكرى غالية؛ لتروي عن كثب تفاصيل الرحلة بالكامل من وقت المغادرة إلى لحظة العودة. وما إن دقت ساعة الرحيل أجراسها، حتى انهالت عيون حجاج بيت الله بالبكاء واهتزت الأفئدة من ألم الرحيل ولاح شريط الذكريات يستعرض مشاهده المختلفة بين منى ومزدلفة وعرفات والمسجد الحرام. #2# عبد الرزاق نوري - عراقي الجنسية - وقف أعلى منشأة الجمرات الجمرات من أعاليها بعينين، اغرورقت إحداهما بالدمع، والأخرى تسجل وتوثق آخر ملامح المكان، وتتولى تلك الأصابع تدوين تفاصيل الرحلة، في مذكرة صغيرة تسجل أبرز الملامح وأحلى الذكريات في رصدٍ يسبر أغوار الرحلة، معلقا بأنه الآن أدرك الهدف الحقيقي من اداء الحج إن توفر شرط الاستطاعة. يقول حاج آخر: "سأمضي بعد عودتي إلى بلدي مباشرة أشرح تفاصيل التفاصيل، وكيف أصبح الحج نزهة روحانية وإسلامية وفريضة لأداء النسك، وسأتولى شرح تفاصيل الخدمات الراقية التي يحظى بها الحجاج من لدن حكومة المملكة، وكيف أن هذا الشعب المضياف يستقبل ضيوفه بصدق الابتسامة والتعبير عن مكنون الفؤاد، من شعور صادق، منبعه هذه الأحاسيس الدفاقة، وسأتولى رصد كل شيء وعرضه على الأهل والأصدقاء إذا لا يمكن أن أتجاهل وصاياهم في ذلك". وفي ملمح آخر يوثق سليم بو حسن، من الجزائر، رصد رحلته ويرجئ ذلك إلى اهتمامه بحيثيات الحج ومباحثه المختلفة عنها، وكيف أنه يحتفظ برصد لمراحل تطور صناعة في المكان والانسان. أما الحجاج الآسيويون، ففضلوا ممارسة طقوسهم الروحانية في عملية الوداع، ونهجوا نثر (القبلات) على الأماكن الأثرية والتاريخية المختلفة، وطبعت دقائقها الأخيرة في مكة المكرمة بأحضان دافئة تعتزم العودة مرة أخرى، ورواية الذكريات الأخيرة كافة التي بالتأكيد لن تنسى.
إنشرها

أضف تعليق