رميٌ بلا حوادث .. 2.2 مليون حاج تعجلوا و600 ألف اليوم
رغم الكثافة العالية التي شهدها جسر الجمرات من خلال تدفق نحو 2.2مليون حاج متعجل في ثاني أيام التشريق، استطاعت الخطط المعدة من قبل الجهات الأمنية ضبط إيقاع التدفقات البشرية التي سجلت معدلا عاليا وفق رصد مركز القيادة والسيطرة في منشأة الجمرات ووقف أمس من على منشأة الجمرات المسؤولون كافة في حالة ترقب وقلق، حيث يعد يوم التعجل عنق الزجاجة في منظومة الحج وأعلن قبل مغرب أمس اكتمال تفويج المتعجلين، حيث تحركت جموع الحجاج المتعجلين أمس في موجات بشرية من الجمرات صوب طرقات المسجد الحرام، تنظم تحركاتهم المموجة تلك، سواعد رجال الأمن البواسل التي واصلت ساعات التنظيم تلك تحت زخات المطر حيث ظل قرابة 20 ألف رجل أمن متمركزين من مداخل منى جنوبا حتى مخارجها بالتقاء مكة شمالا في قوالب سلاسل أمنية من أجساد البشر لحماية ضيوف الرحمن التي حاطت بهم الرعاية الأمنية من كل صوب، فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية ظلت متواصلة في رقابتها الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق فيما ظلت قرابة خمسة آلاف كاميرا رصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة وفي الوقت ذاته وقف قرابة 100 باحث يمثلون خبراء في معهد خادم الحرمين الشريفين وعدد من الجامعات المحلية والدولية يرصدون المخاطر المتوقعة التي قد تؤثر في الحجاج في يوم التعجل وأبرزها قياس التدفقات البشرية من منشأة الجمرات صوب المسجد الحرام، إذ ستبنى على هذه الدراسات وتوصياتها قرارات توسعة صحن الطواف.
واستطاع أمس حجاج بيت الله الحرام في ثاني أيام التشريق رمي الجمرات الثلاث تحفهم عناية الله ورعايته، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى، بعدها توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعا لقول الحق تبارك وتعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) وأسهمت الخطط المعدة من قبل الجهات الأمنية في تدفق جموع الحجيج على منشأة الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت يسير بتوفيق من الله ـــ عز وجل ـــ ثم بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطويرالذي شهدته منشأة الجمرات. كما أسهم توزيع تدفقات الحجيج على جميع مستويات المنشأة الخمسة في انسيابية الحركة حيث قامت قوات الأمن بتحديد مسارات متعددة للذاهبين إلى الجسر ومسارات أخرى للعائدين منه ويشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج على المنشأة لمنع الاختناقات والتدافع فضلا عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السعودي التي توزعت في عدة مناطق تحت الجمرات وفي جنباتها بما يمكنها من التدخل
وأفصح لـ "الاقتصادية" حاتم قاضي وكيل وزارة الحج أن قرابة 2.2 مليون حاج رموا أمس الجمرات في يوم التعجل وتم إعطاء الفرصة من خلال إيقاف التفويج لمدة أربع ساعات للحجاج غير النظاميين، مشيرا إلى أن نحو 600 ألف حاج سيرمون في ثالث أيام التشريق.
ونجحت أمس قوات الطوارئ في تنفيذ خطتها ليوم التعجل على جسر الجمرات من خلال تخصيص أربع ساعات لتفويج الحجاج غير النظاميين من المفترشين والذين لا يتبعون للحملات، لرمي جمراتهم ومغادرة المشاعر، كونهم لا يخضعون لتنظيم وأعدادهم كبيرة، وعادة يستهدفون هذا اليوم، بصفته يوم التعجل، لإنهاء رمي الجمرات والمغادرة. وأوضح قائد قوات الطوارئ الخاصة العميد الركن خالد بن قرار الحربي أنه تم تخصيص اليوم الثاني عشر فقط لتفويج الحجاج غير النظاميين من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية ظهرا، ليتم بعدها تفويج الحجاج النظاميين، باتفاق مع وزارة الحج من خلال ورش عمل خرجت بدروس مستفادة من الأعوام الماضية. وأشار الحربي إلى وجود 416 كاميرا تصوير رقمية عالية الدقة تغطي منشأة الجسر والطرق المؤدية إليها، منها 408 كاميرات يتم التحكم فيها من قبل قوات الطوارئ.