رجال الأمن .. عيون ساهرة على أمن الحج والحجيج

رجال الأمن .. عيون ساهرة على أمن الحج والحجيج

عين ترصد حركة الحجيج وأخرى تنظر نحو الحشود البشرية المرتدية للبياض، المهيبة التي تتضرع إلى المولى في أيام الحج الفضيلة, وتطلب المغفرة، ومن أعلى الجسور والكباري والشوارع وممرات المشاعر المقدسة وأسفل هضاب مكة وأعلى شعابها، هناك من يظهر جليا وهو ينظم حركة الأرتال البشرية في تجربة ميدانية لرجل أمن هي الأولى له من نوعها. رجل أمن ما زال يتلقى التدريبات في إحدى مدن تدريب الأمن العام يعمل باستشعار روحي للنسك، دون تعب أو ملل .. رجل أمن يزهو بنفسه ويقدم أجل الخدمات بأسلوب يرتقي إلى مفاهيم الشريعة الإسلامية السمحة، يخطو أولى خطواته في مدرسة الحج الميدانية, بصحبة جوقة عسكرية من زملائه يحدوهم الأمل صباحا والسهر على تفويج الحجاج وتنظيم حركتهم ليلا.
من منى إلى مشعر عرفات إلى مزدلفة إلى شوارع العاصمة المقدسة معادلة أمنية معلومة، أشبه ببصمات عسكرية شابة نذرت نفوسها لتنظيم الحركة وتجنب التدافع, بعد أن تلقوا دورات مكثفة وفنونا كثيرة في التعامل مع الحجاج على اختلاف جنسياتهم وتباين ثقافاتهم.
رجال أمن يحملون الطفل على أكتافهم ويساعدون الشيخ والكهل لعبور الزحام في تفان يعكس روح الإسلام الصادقة، وفئة أخرى يتأرجحون إذا ما دعتهم الضرورة إلى وضع حواجز بشرية بين فوج وآخر لتنظيمهم دون تدافع والخروج بهم نحو السلامة المنشودة ، ومنهم حديث عهد بتجربة الحج جاء ليثبت أن ضيوف الرحمن هم ضيوف الوطن وسلامتهم هي هاجس الجميع، لتتجلى بذلك على قسمات وجوههم التي يلفحها لهيب الشمس مفاهيم الحرص على أمن وسلامة الحج والحجيج مما قد يعكر الصفو العام.
تولدت لديهم العزائم الصادقة في وجه من يتربص بمنظومة الأمن المتكاملة في الحج، ومن أعلى الكباري والجسور والمسطحات من مختلف المشاعر المقدسة يرقبون رجال الأمن المشاركين في منظومة أمن الحج، وانسيابية الحركة دون خوف من هذه التجربة الجديدة، التي يؤمنون بها أكثر ويؤكدون من خلالها على أهمية التنظيم.
التجربة تفتح الباب أمام حماة الوطن لتجارب قادمة في مواسم الحج، حتى يدونوها في سيرتهم الذاتية التي ستكون أبرز ملامحها تجربة في سبيل الحفاظ على أرواح تصدح بها المشاعر وتهتز لإيقاع التلبية والتكبير في جنبات المشاعر.

الأكثر قراءة