إعلامي ياباني: حججت قبل 42 سنة واليوم أحج .. ما أراه عجيبا (جسور وقطارات وإنترنت)

إعلامي ياباني: حججت قبل 42 سنة واليوم أحج ..  ما أراه عجيبا (جسور وقطارات وإنترنت)
إعلامي ياباني: حججت قبل 42 سنة واليوم أحج ..  ما أراه عجيبا (جسور وقطارات وإنترنت)

كنا قبل أكثر من 40 سنة في معاناة كبيرة في رحلة الحج، كان الحجاج يلتحفون السماء بلا غطاء، ويتوسدون الأرض.. كنا نتحمل لسعات البعوض، ونمرض من لسعات العقارب". هذا ما قاله الإعلامي الياباني كوجي عبد العزيز لمندوب وكالة الأنباء السعودية وهو يصف حجه آخر مرة قبل أكثر من 40 سنة.
ويضيف "لقد كان الحج في السابق شاقا جدا، ومن الصعب الوصول إلى المشاعر المقدسة، حيث قلة الطرق وخدمات النقل وعدم توافر السكن المناسب، وقلة الخدمات الصحية والأمنية، وبصفتي إعلاميا قمت برصد هذه المعاناة قبل 42 عاما، وكنت أرى الحجاج ينامون على الأرض بلا مسكن يأويهم، ويلتحفون السماء من دون واقٍ من حرارة الشمس والمطر ويعانون الحشرات والبعوض المنتشر في منطقة المشاعر، إضافة إلى لدغات العقارب التي تمثل هاجسا للحجاج آن ذاك". ويتابع كوجي القول "وكان الذهاب إلى المستشفى قصة أخرى، حيث لم يكن يومئذ مستشفى في المشاعر يلبي احتياجات الحجاج، ولم تكن الإمكانات تفي بالغرض، وكان المصاب بمرض أو لدغة عقرب ينتظر ساعات من أجل مقابلة الطبيب أو أخذ حقنة".

#2#

ثم يلتفت الإعلامي كوجي وهو يشير بيده إلى قطار المشاعر ومنشأة الجمرات ويقول "فعلاً أنا لا أكاد أصدق، فمن صحراء جرداء لا يوجد فيها إلا نزر يسير من البيوت الطينية، ومواقع خدمات بسيطة مبنية من الحجر والجبس لا تكاد تعد.. إلى منشآت كبيرة، وجسور وكباري وأنفاق ووسائل نقل حديثة، وخطط للصحة والنقل والدفاع المدني والأمن يقف عليها قائد البلاد بنفسه.. إنه شيء عظيم". وسأل مندوب "واس" - الحاج كوجي منهمك في تصوير منطقة المشاعر المقدسة - عن هذا الحماس فقال "سأنقل هذه الصورة لوسائل الإعلام في بلدي، وأقارنها بصوري التي حفظتها معي قبل أكثر من 40 سنة ليشاهد الجميع، هذه النقلات التنوعية التي تحققت، ولا أقول نقلات بل هي حلم يتحقق، لأننا نتحدث عن مكان محدد وضيق جدا، وتضاريس غاية في الصعوبة، ووقت وجير لا يتجاوز ثلاثة أيام، وملايين الحجاج، يتحدون في كل شيء".
ويتابع كوجي القول "هذه الحقيقة يجب أن أنقلها من دون مبالغة ومن دون تزلف، الحقيقة وحدها كافية للقول إن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا.. مملكة عظيمة، تحتضن المشاعر المقدسة بدفء نشاط أهلها في خدمة ضيوف الرحمن مرددين .. خدمة الحجاج شرف لنا.. وينفقون بسخاء في تطوير خدمات ومشروعات لراحة وتيسير أداء المناسك". اُعجب كوجي بقطار المشاعر وهو يتنقل بين الجبال والوديان، متمنيا أن يركبه، بعد أن قرأ عنه قبل مجيئه إلى المملكة، قائلا "رأيت القطار، وأظنه سيكون وسيلة ناجحة بكل المقاييس خصوصاً أن مواصفاته قد تكون الوحيدة في العالم؛ إذ عرباته هي الوحيدة التي بها خمسة أبواب تسمح بتدفق الحجيج منه وإليه .. وهدفه الأساس خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة في هذه الأيام المباركة.. فشكرا للسعوديين. وأثنى كوجي على جهود المملكة، وخصوصا في توفير أقصى درجات الراحة للحجاج ومنها توفير مصادر التبريد والتكييف في المناطق المفتوحة مثل ممرات المشاعر، وفي ممرات منشأة الجمرات، وبالقرب منها، وقال "هذا الاهتمام الدقيق بمثل هذه التفاصيل تعطي صورة عن أن التفاصيل الأخرى مكتملة.. فما اهتمام المملكة بتلطيف الأجواء إلا دلالة على الرأفة والرحمة التي تسعى المملكة لتحقيقها".
وزاد كوجي القول "لقد كانت معاناة الحر كبيرة جدا ولا أنساها، وهذا ما كنت أتخيله وأنا في الطائرة قادما إلى جدة، ولكنني أصبت بالذهول وأنا أرى الرذاذ يلامس مظلتي التي تغطيني عن الشمس وهي إهداء منكم".
ولفت كوجي النظر إلى المراكز الصحية المنتشرة في منطقة الحرم الشريف والمشاعر المقدسة، واصفها بأنها مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وبالكوادر المدربة التي تفي حاجة الحجاج، وتلبي متطلباتهم، وتقدم الخدمة مجانا من دون مقابل بل يبحثون عن الأجر من الله لخدمة ضيوف الرحمن. وقارن الإعلامي الياباني بين الاتصالات في الماضي بالحاضر، وقال: إن التواصل هو ما يفتقده حجاج الأمس بينما هو اليوم من أيسر الخدمات التي يمكن لأي حاج أن يحصل عليها، وبخدمة راقية، فأبراج الاتصالات منتشرة في كل أصقاع المشاعر، إضافة إلى خدمات الاتصال مع الشبكة العالمية "الإنترنت" ووصفها بالتغير الجذري.

الأكثر قراءة