«الدفاع المدني» يسرد خطته لـ «السيول» في مكة والمشاعر
نفذت قوات الدفاع المدني أمس فرضية لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وشملت الخطة أحياء مكة كافة. إضافة إلى عدد من المناطق المعرضة لمخاطر السيول المنقولة من مرتفعات الشفا إلى وادي نعمان مثل جامعة أم القرى وقرية الهاوة والحسينية. ويهدف ذلك إلى رفع درجة الاستعداد والتهيؤ من قبل جميع الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة. وتضمنت الخطة التي شارك فيها عدد كبير من وحدات وفرق الدفاع المدني على الاستعدادات لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مرحلة ما قبل الحدث التي تبدأ فور التنبيه لعلميات الدفاع المدني من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن احتمالية هطول أمطار غزيرة على مكة والمشاعر، لتتولى عمليات الدفاع تمرير هذه المعلومات إلى قيادة القوات في الحج ومدير الدفاع المدني في مكة, والجهات الحكومية كافة المعنية بتنفيذ خطة مواجهة الأمطار والسيول, لتقوم كل جهة من هذه الجهات برفع درجة الاستعداد وتهيئة إمكاناتها البشرية والآلية لأداء المهام المنوطة بها.
وتواصلت الاستعدادات في مرحلة سقوط الأمطار, بورود تحذير من هيئة الأرصاد يفيد بتزايد احتمالات سقوط أمطار غزيرة حيث يتم تمرير هذا التحذير من عمليات الدفاع المدني إلى قيادة قوات الدفاع المدني في الحج ومديرية الدفاع المدني في مكة, ومديري مراكز الدفاع المدني والحماية المدنية والسلامة, والجهات الحكومية كافة, لتبدأ على الفور عملية نشر الفرق والوحدات الميدانية البشرية والآلية في جميع المناطق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة, وبدء بث رسائل تحذيرية عبر التلفزيون والإذاعة.
أما المرحلة الثانية من خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مكة والمشاعر، فبدأت مع ورود أول بلاغ لعمليات الدفاع المدني عن هطول أمطار غزيرة لتبدأ الفرق الميدانية التابعة للدفاع المدني والجهات الحكومية المعنية في التمركز في المواقع الأكثر عرضة للمخاطر، وفتح قنوات تصريف المياه وإزالة العوالق بها.
ويوجه مدير الدفاع المدني بتشغيل غرفة التنسيق من قبل أقسام الحماية المدنية والإعلان عن بلاغ طبي "باللون الأصفر" وتمرير البلاغ للشؤون الصحية والهلال الأحمر والفرق الطبية والإسعافية, وبدء العمليات الميدانية لإنقاذ العالقين والمحتجزين في مناطق السيول, بينما يوجه مدير شعبة العمليات المراكز كافة التي تمتلك أجهزة قياس الأمطار بأخذ القرارات على مدار الساعة, وتزويد غرفة العمليات بأي قرارات تفيد في التعامل مع الموقف.
وفي حال ورود أي بلاغات من مراكز الدفاع المدني في أحياء العاصمة المقدسة عن ارتفاع منسوب المياه فوق (30 ملم) يتم توجيه الفرق الميدانية إلى مواقع الإسناد الآلي والبشري في المواقع المتضررة.
شملت الفرضية الطريق الدائري الثالث, ومخططات النسيم والعوالي, والزاهر, ومنطقة أسفل كوبري جامعة أم القرى وشارع الحج وطريق مكة جدة القديم, ومناطق الشهداء والمعيصم وجبل النور. وتبدأ إجراءات منع السيارات والأشخاص من الدخول إلى هذه المواقع أو مجاري السيول وإرسال رسائل تحذيرية للمواطنين عبر الأبراج القريبة من المناطق الخطرة .
وتلقت عمليات الدفاع المدني بلاغاً افتراضياً أثناء تنفيذ الخطة الفرضية عن وجود أمطار غزيرة على جبال الشفا, أدت إلى سيول جارفة منقولة عبر "وادي النعمان" قد تحدث أضرارا بالغة على المناطق القريبة منها, لتبدأ عمليات الدفاع المدني تمرير هذا البلاغ لقيادة القوات المشاركة في الحج , ومدير جامعة أم القرى ومدير مشروع قطار المشاعر, وتوجيه صافرات الإنذار المتنقلة إلى المناطق الواقعة على جانبي وادي "نعمان" وبث رسائل تحذيرية عبر وسائل الإعلام بالابتعاد عن مجرى الوادي, وتكثيف الدوريات الأمنية وأمن الطرق لمنع السيارات من الاقتراب من مجرى الوادي, وإيجاد الطرق البديلة والمناسبة, وإرسال المعدات والفرق الميدانية إلى مواقع الإسناد الآلي القريبة من الموقع، وتكليف قيادة قوات الدفاع المدني في الحج بإرسال طائرات لمسح المناطق المتضررة وتحديد المواقع الأكثر عرضة لمخاطر السيول, لتتولى قيادة الدفاع المدني إعلان بلاغ طبي باللون الأحمر, وتبدأ أركان الحماية المدنية بإنشاء مناطق الفرز الطبي بالقرب من المواقع المتضررة وتوجيه الفرق الطبية والإسعافية إلى هذه المناطق لتنفيذ خطة الإخلاء الطبي.
واحتوت الخطة الفرضية أيضاً على التعامل مع احتمالات انغمار قرية "الهاوة" بمياه السيول, حيث توجهت الفرق الميدانية وطائرات الدفاع المدني للقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء الجوي إلى مواقع الإسناد, ونقل أعداد كبيرة من سكان المناطق المتضررة بالباحات إلى مراكز الإيواء وإنشاء منطقة للإخلاء الطبي, ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة, وتنفيذ خطة الإغاثة وفق بيانات دقيقة عن عدد المتضررين والمصابين.
وأمكن من خلال الخطة الافتراضية إنقاذ أكثر من 250 شخصا ممن احتجزتهم السيول في المناطق المتضررة, ونقل ما يزيد على 100 مصاب إلى مناطق الإخلاء الطبي, منهم 50 شخصا تم إخلاؤهم باستخدام الطائرات, واستقبال أكثر من 350 متضررا لمعسكرات الإيواء.
وتحسباً لاحتمال ارتفاع مياه السيول لأكثر من مترين, وتجاوزها الحواجز الخرسانية لجامعة أم القرى, وتضمنت الفرضية أيضا عدداً من الإجراءات تشمل إخلاء الطلاب والعاملين في الجامعة في أسرع وقت وتحريك الفرق الطبية والإسعافية لنقل المصابين والبدء في عمليات الإنقاذ.