التمويل وأسعار الإيجارات يعوقان المشاريع الصغيرة للفتيات

التمويل وأسعار الإيجارات يعوقان المشاريع الصغيرة للفتيات
التمويل وأسعار الإيجارات يعوقان المشاريع الصغيرة للفتيات
التمويل وأسعار الإيجارات يعوقان المشاريع الصغيرة للفتيات
التمويل وأسعار الإيجارات يعوقان المشاريع الصغيرة للفتيات

تصدى عاملا التمويل وارتفاع الإيجارات لمشاريع فتيات جدة، ليشكلا ضغطا كبيرا عليهن، دفعهن إلى المناداة بصوت عالٍ لإنقاذهن من الإفلاس، وضياع استثماراتهن، ولتبني مشاريعهن التي باتت تسوّق في كثير من المعارض الخليجية والعربية. وكشف تحقيق تضمن مسحا ميدانيا أجرته "الاقتصادية" على المشاركات في معرض شباب وشابات الأعمال في جدة 2010، أن 80 في المائة من شابات الأعمال يقدمن على مشاريعهن بتمويل ذاتي، في حين تصدرت مشكلة ارتفاع أسعار إيجارات المحال التجارية أبرز العوائق التي تواجههن في مسيرتهن الاستثمارية.
وطالب عدد من المشاركات في المعرض بضرورة تبني البنوك، والغرف السعودية، إلى جانب وزارة التجارة دورا قويا في احتضان مشاريعهن، والعمل على دعمهن لضمان استمرارها، وعدم وصولها إلى طريق الفشل.
"الاقتصادية" تجولت بين أروقة المعرض في دورته الحالية في أرض المعارض في جدة، ورصدت عزيمة الشباب والفتيات من خلال عرض مشاريعهم، وسط تحد طموح يقوده حلم إطلاق علامة تجارية يفاخر فيها الوطن بين الصناعات العالمية. "الاقتصادية" تفتح في هذا التحقيق أبعاد أهمية معرض شباب وشابات الأعمال 2010م الذي اختتم أعماله أمس في جدة .. إلى تفاصيل قصص النجاح الصغيرة والحلم بالوصول إلى المشاريع الكبيرة.

الشركات العالمية .. البدايات من الصفر
من السهولة بمكان ألا يجد برنامج تقني أو خلطة شوكولاتة أو طريقة تصنيع ملابس إقبالا من الناس سوى الانتقاد الخفي، أو الابتسامة الكاذبة التي تعرف كيف تستغل الأضواء للبروز في هذه المناسبات على حساب جهود هؤلاء الطامحين للغوص في انطلاقة عالم التجارة من بوابة المشاريع الصغيرة.
في منتصف التسعينيات كان حلم LG الكورية متمثلا في انتشارها القوي مطلع الألفية الثالثة، وكما هو أيضا فكرة محرك Google الشهير.. هنا طموح الفتيات والشباب أكبر بكثير للوصول بهذه المنتجات والصناعات والخدمات إلى العالمية، لكن آهاتهم التي تخرج صوتا مبحوحا وخفيا أو دمعة مؤلمة حينما ينتهي كل شيء قبل أن يبدأ ويكون الحفل للأضواء فقط يزيد من شهرة أناس يركضون على جهد غيرهم وتكون صورهم منتشرة في الأعلام فقط وليس للإعلان بتحمل المسؤولية بعد نهاية المعرض وقيادة الاحتفال بمولد مشروع وطني يتحمل الجسارة والمسؤولية مؤسسات الغرف التجارية والبنوك السعودية مشروع يكون داعما لمشاريع أخرى ويكون الحلم حقيقة مشروعة للجميع.

#2#

رجال أعمال: المعرض نقلة نوعية
قصص نجاح تحكي تفاصيلها بين أروقة معرض شباب وشابات الأعمال 2010م في دورته الحالية على أرض المعارض، حيث لمعت أعمال الفتيات بمشاريعهن المختلفة والمبتكرة، مشاريع تحكي بداية مشوارها الاستثماري طالبة يدا داعمة ترتقي بمشروعها وترفع من شأنه وأخرى حصلت على علامة تجارية لتصميماتها تسعى أن ترتقي وتوسع بمشروعها إلى الاستمرارية وثالثة بمشروعها عرفت عربيا وخليجيا لتفرد تصميماتها الفضية تبحث عن فرص جديدة داخل بلدها وأخرى تتقل ابتكارات وإبداعات من الخارج لتوزعها بالداخل، متفقين وموحدين رايتهم بوصولهم إلى العالمية والارتقاء بمشاريعهن، روح فريق واحد يتبادلون المعرفة والخبرات الاستثمارية والمعوقات المواجهة لهم، كانت كلها تشجيع وحوافز للزوار والزائرات للدخول لعالم الأعمال الاستثمارية والاستفادة من المشاريع المطروحة.
اتفق عدد من رجال الأعمال والزائرين للمعرض على النقلة النوعية في المشاريع المطروحة في المعرض في هذا العام؛ فمعظم
المشاريع التقليدية ظهرت بشكل يحاكي العصر وتطوراته؛ ما يعكس صورة لمستقبل فتيات المملكة اللاتي اخترقن حاجز الإبداع والإنتاج؛ بحثا عن فرص استثمارية وروح التفاؤل بين المشاركات بالإصرار على النجاح، فلم يتوقفن عند شهاداتهن التعليمية والبحث عن وظائف، بل انخرطن في الأعمال التجارية رغم ضعف الإمكانات.

تمويل ذاتي!
أظهر مسح ميداني أجرته "الاقتصادية" بين المشاركات في المعرض يتعلق برصد المعوقات التي تواجه شباب الأعمال، أن 80 في المائة من المشاركين والمشاركات في معرض شباب وشابات الأعمال يعتمدون على تمويلات شخصية لمشاريعهم، متفقين أيضا على صعوبة فتح محال خاصة لهم، أو التوسع بسبب ارتفاع التكلفة وضعف الإمكانات.
وبحسب المسح، فقد اعتلت الإيجارات أهم الأسباب التي تواجه شابات الأعمال، حيث شكلت 70 في المائة من مجمل المشاركات في المعرض؛ إذ يشكون من ارتفاع الإيجارات في المراكز التجارية الكبيرة دون المراعاة لإمكانات المشاريع البسيطة، إضافة إلى قلة القنوات التمويلية للمشاريع الصغيرة والإنتاجية وقلة الأيدي العاملة، وأوضح عدد من المشاركات في المعرض أن المشاركة في المعرض تعتبر فرصة ذهبية لتسويق منتجاتهم ولتعريف الزائرين بالمنتجات التي أبدعتها شابات سعوديات.

#3#

حلم وصول العلامة التجارية إلى العالمية
سلمى رضوان، مصممة أزياء وضعت علامة تجارية لتصميماتها التي تصنعها خارج البلاد، وتتميز بجودة خاماتها وتميزها، حيث قالت: "مشواري الاستثماري بدأ بحلم والآن أصبح حقيقة، استطعت رغم صغر سني الاستثماري فتح فروع في عدد من المراكز التجارية في جدة، لكن غياب التمويل المالي كان أحد أهم العوامل المحبطة لتنمية وتطوير هذه العلامة التجارية المحلية والوصول بها إلى العالمية".
وتضيف بقولها: "لم أقف عند ضعف قنوات التمويل، بل كثفت ساعات العمل؛ حتى استطعت أن أكوّن رأس المال، وصنعت بصمة للعلامة التجارية الخاصة بتصميماتي، والآن أتطلع لعمل مصنع لتصنيع الملابس في المملكة".
تتابع سلوى رضوان، وهي خريجة كلية تصميم أزياء في باريس، قائلة: "واجهت صعوبة في نوعية الخامات المستخدمة؛ فمعظم الخامات المستخدمة هنا صينية أو رديئة الجودة والتصنيع،
وهذا الأمر اضطرني إلى السفر والبحث عن أجود الأنواع التي تناسب تصميماتي حتى استطعت خلال فترة زمنية بسيطة خلق علامة تجارية".
وأشارت رضوان إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي تشارك في معرض، معتبرة أنه فرصة لتثقيف المشاركات في المعارض وتنويرهم وتطوير أدائهم، بالرغم من أنها أبدت استياءها من غياب لجان تقييم المشاريع، التي تعمل على دعمها وتذليل الصعاب عليها.

مشاركات خليجية وعربية
وفي شأن آخر، تشير الفتاة هيفاء مدني، فنانة تشكيلية ومتخصصة في تصنيع الفضيات بأشكال مختلفة لتظهر كتحف أثرية قيمة، إلى أن قصة عملها بدأت من خلال صنع الفضيات منذ زمن، وشاركت في معارض عربية وخليجية، واستطاعت أن يكون لمنتجاتها صدى في دول عدة مثل: مصر، البحرين، وغيرهما من الدول الأخرى.
وأضافت قائلة: "هذا النجاح جعلني أبحث عن فرص استثمارية في بلدي، لكن ضعف قنوات التمويل حالت دون أن يظهر مشروعي للنور رغم حصولي على علامة تجارية من الغرفة التجارية لمنتجاتي، الا أنني لم أتمكن من أن أتوسع في المشروع بالشكل المطلوب، نظرا إلى ارتفاع أسعار الأيدي العاملة في الفضة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في المراكز التجارية.
وحول المشاركة في المعرض أكدت هيفاء، أنها استفادت من المشاركة في المعرض عبر تعريف الناس والمهتمين بمصنوعات الفضة، مبينة أنها كانت تأمل في استقطاب جهة داعمة لمشروعها، وقالت: "للأسف لم أجد أي جهة تدعم المشاريع أو تقدم تسهيلات للمشاريع المشاركة".

#4#

الاشتراك في المعارض فقط .. إلى متى؟
صاحبة محل أسيل لعمل قطع حلوى مختلفة حسب نوع المناسبة، فضلت تسمية محلها باسمها لتعريف الزائرين بمنتجاتها وحفظها من السرقة والتقليد، موضحة أن القطع التي تصنعها باتت معروفة ولها طلبات وبكميات كبيرة سواء للأفراح أو المناسبات الاحتفالية.
ولكن أسيل اتفقت مع هيفاء في قضية ارتفاع الإيجارات، وعدم توافر العمالة؛ الأمر الذي منعها من فتح محل خاص لها والاكتفاء بالاشتراك في البازارات والمعارض، والاستفادة منها عبر التعرف على قنوات وإجراءات التمويل المشاركة في المعرض، إضافة إلى تبادل الخبرات مع المشاركات في المعرض. وقالت: "يفتقر المعرض لتحقيق الهدف الرئيس وهو استقطاب الجهات الداعمة للمشاريع الصغيرة، فنحن كمشاريع صغيرة نحتاج إلى الدعم، خصوصا بعد تلمس نجاح المشروع وارتفاع حجم الطلبات على المنتجات".

مشاريع خلاقة .. ودعم مفقود
«الاقتصادية» التقت دلال طاشكندي، صاحبة محل "تويستي" والفائزة في معرض "صنع بيدي" وتقوم بعمل وجبات غذائية مختلفة بالتوست تقدم للمدارس والحفلات والمناسبات والمؤتمرات، أشارت إلى أنها كانت عازمة على إقامة مشروع عبارة عن مصنع لتوزيع وجبات ذات قيمة غذائية للمدارس والمراكز التعليمة، لكنها اصطدمت بتدني القنوات التمويلية والاشتراطات الصعبة، مع ضعف قنوات التواصل مع الراغبين بتبني تلك المشاريع.
وأوضحت دلال، أن هناك قوة شرائية كبيرة على منتجات الفتيات، لكن ضعف قنوات التواصل بينهن وبين الراغبين في المنتجات قلص إنتاجهن، لافتة إلى أن المشاركة في المعرض تعتبر قناة تسويقية للمنتجات وقناة تواصل أيضا مع رجال الأعمال لتبني أعمالهن واحتضانها.
وأبانت صاحبة محل "تويستي"، أن الإيجارات لا تزال أكبر عائق يواجه المشاريع الصغيرة في ظل غياب قنوات التمويل والاقتراض.
وهنا تقول سلوى الكاف، وهي مصممة ديكور لها نجاح كبير في جدة: "إن هناك إقبالا كبيرا على المنتجات التي تقدم بأيدي شابة سعودية بعد أن شهد في الفترة الأخيرة نقلة نوعية لنوعية الخامات المستخدمة والإتقان في العمل"، مبينة أن مشروعها بدأ بفكرة بسيطة من خلال عمل تجهيزات خاصة بالمواليد، ثم انتقل إلى عمل تصاميم لغرف الأطفال، ومن ثم تصميم منازل وفلل.
وأشارت دلال إلى أن ارتفاع الإيجارات حال دون قدرتها على إقامة محل خاص بالديكور لإبراز تصميماتها، إضافة إلى ضعف الإمكانات، وإنه على ضوء ذلك شاركت في المعرض لعرض منتجاتها على رجال الأعمال لتلقي الدعم المادي.

تصاميم هنا وتصنيع في أمريكا
فضلت صاحبة محل "لتل بيبي" الذي يعمل على تصميم الملابس في السعودية وتصنيعها في الولايات المتحدة، تصنيع الملابس في أمريكا؛ بحثا على الخامات الجيدة التي بات تفتقدها السوق، بالنظر إلى سيطرة المنتجات الصينية الرديئة على السوق، مؤكدة أن هناك إقبالا كبيرا من الجمهور على المنتجات الجيدة وبأسعار معقولة التي افتقدتها السوق أخيرا ـــ على حد قولها. وأضافت: "نعتمد في تسويق بضائعنا على المعارض التي تقام في المراكز، لكنها لا تعتبر كافية، ونسعى إلى التوسع في أعمالنا وفتح محل خاص لمنتجاتنا بعد أن استطعنا تكوين رأس مال جيد، لكن المعوقات التي واجهتنا كثيرة، ومنها إتلاف مخلّصي الشحن لبضائعنا، وتسببهم في فقدانها في كثير من الأوقات، واضطررنا في فترة من الفترات إلى أشهر عدة للبحث عن البضائع، الأمر الذي ضيع علينا المشاركة في المعارض".
وتابعت: "أصبحنا نستعين بشركات الشحن العالمية المكلفة التي أضعفت الهوامش الربحية، لتثقل كاهلنا وتشكل عامل ضغط كبيرا علينا يضاف إلى عامل ارتفاع الإيجارات في المراكز التجارية ووصوله إلى أسعار قياسية مقارنة بحجم المشروع".

أين دور الغرف والبنوك؟
الجازي القين صاحبة محل Bowtique تعرض ملابس ذات تصميمات غريبة ولافتة، طالبت بضرورة أن يكون للبنوك السعودية، والغرف التجارية، ووزارة التجارة والصناعة دورا في استقطاب مشاريع الشباب والفتيات في المملكة، والعمل على دعمها.
وأشارت الجازي إلى أنها بعد أن لاقت منتجاتها طلبات كبيرة أثناء مشاركتها في المعارض السابقة، تحمست للمشاركة في معرض شباب الأعمال في جدة للتعريف بمنتجاتها، مبينة أن معرض شباب الأعمال اكتسب شهرة كبيرة بين الأوساط الشبابية لتعريف الزائرين بنوعية المنتجات.
وأضافت: "طموحنا كبير ونحتاج إلى معرفة الناجحين والمتميزين حتى نصل إلى تطوير كل المشاريع الأخرى، ونزيد من قوة المنافسة وترتقي أعمالنا إلى العالمية، وهذا هو طموح يجب ألا ينتهي عند حدود انتهاء فترة العرض، بل يجب أن يبدأ العرض الحقيقي من نهاية المعرض، من خلال تقييم مستوى المشاركين، وإعلان أسماء المشاريع التي يمكن أن تتبناها الغرف السعودية، وتتولى تمويلها دون شروط تعجيزية البنوك السعودية، وترعاها وزارة التجارة والصناعة وتقدم لها كل التسهيلات.

الأكثر قراءة