الأنظار تتجه يوم الخميس نحو "المركزي الأمريكي" وتوقعات برفع الفائدة حتى 5.25 %

الأنظار تتجه يوم الخميس نحو "المركزي الأمريكي" وتوقعات برفع الفائدة حتى 5.25 %

عضو جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<p><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></p>

لا يجد المُراقب للسوق الأمريكية عبارةًً دقيقة لوصفها سوى أنها سوق قلقة شديدة التقلب، حيث كانت هذه هي السمة الغالبة عليها خلال ما يزيد على شهر وما استجد عليها في الأسبوع الماضي هو أنها هدأت ولا يتقلب في حركتها ولكن بقي القلق يأكل ويشرب مع المتعاملين في السوق انتظاراً لقرار البنك المركزي وما سيُعلنه بخصوص سياسته النقدية المتعلقة بالفائدة. المؤشرات الرئيسية أنهت تعاملاتها نهاية الأسبوع على انخفاض طفيف فمؤشر داو جونز هبط بنسبة 0.2 في المائة و"ناسداك" ومؤشر S&P 500 بمقدار 0.4 و0.6 في المائة على التوالي.
لماذا القلق هو السمة الغالبة على المتعاملين في السوق من أفراد ومديري محافظ وصناديق استثمار؟ الكل ينتظر إعلان البنك المركزي لسياسته النقدية وما سيفعله إزاء التضخم وكيف سيكبح جماح نمو الاقتصاد، الجميع يعلم أن قرار رفع الفائدة ربع نقطة هذا الأسبوع هو أمر محسوم ولا جدال فيه وليس هذا الذي يقلقهم ولكن ماذا بعد رفع الفائدة هذا الأسبوع، هل هناك مزيد من عمليات الرفع؟ أم أن البنك المركزي سيكتفي ويتوقف عن مزيد من رفع الفائدة ويراقب أداء الاقتصاد ومؤشرات التضخم؟ إنها حالة من الترقب تُخيم على السوق حتى من اتخذ قراره الاستثماري يخشى أن يتخذ خطوة ويرى مصلحته في أن ينتظر حتى يرى ردّ فعل بقية المستثمرين ومديري المحافظ والصناديق حتى الخميس المقبل عندما ينتهي اجتماع البنك المركزي.
ويوم الأربعاء الماضي ارتفعت السوق وردّ البعض الارتفاع إلى قوة نتائج أرباح الشركات للربع الثاني، حيث أعلن بنك مورجان ستانلي Morgan Stanley وشركة فيدكس FedEx عن نتائج قوية، وهذا سبب في نظري غير وجيه حيث انخفضت السوق بقوة يوم الإثنين الذي سبقه مع وجود شركات أعلنت عن نتائج لا تقل قوة عما أُعلن يوم الأربعاء، والسبب في تقديري يعود إلى وجود طلبات قوية حدثت يوم الأربعاء بغرض تغيير مواقع ومحتويات صناديق ومحافظ. نعود إلى الشركات، حيث أعلنت شركة فيدكس FedEx عن نمو أرباحها بنسبة 27 في المائة وردّ مدير الشركة هذا النمو القوي إلى قوة في الاقتصاد العالمي، وكذلك أعلنت شركات أخرى مثل أوراكل Oracle وCircui City عن أرباح قوية.
البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي كان لها دور بسيط في تحريك السوق وإن كان من تقرير اقتصادي لافت فهو ارتفاع في عدد المنازل الذي بدأ ووصل إلى 1.975 مليون وحدة سكنية ولكن هذا الارتفاع الكبير جاء بعد انخفاض مفاجئ حدث في شهر نيسان (أبريل) الماضي، كما ارتفعت قليلاً طلبات السلع المُعمرة ورد المحللون الاقتصاديون هذا إلى انخفاض بسيط في الطلب على مكونات الطائرات.

التضخم والفائدة

تحدثت كثيراً في التقارير السابقة عن الفائدة وتأثيرها على سوق الأسهم وكان الكلام عنها يتم دائماً على عجل وهذه المرة سنُفرد لها فقرة خاصة. الاقتصاد الأمريكي ينمو باستمرار ومعه يزيد التضخم وهذا قد يؤدي إلى كساد، وهذه حالة لا يريد ساسة الاقتصاد الوصول لها البتة لذا فإن الحل الطبيعي والمنطقي هو أن يتم كبح نمو الاقتصاد من خلال استخدام سلاح رفع الفائدة حتى تزيد تكلفة الاقتراض ويقل نموها بسبب ارتفاع التكاليف، وهذا هو تطبيق الحل في أبسط صورة بعيداً عن التعقيد، ومن هنا يرى البعض أن الفائدة قد تصل وتلامس حاجز 6 في المائة خلال منتصف عام 2007 أما وصولها إلى 5.5 في المائة فهو أمر حتمي في نظر الأغلبية.

بعض الاقتصاديين يرى أن مؤشرات التضخم مثل مؤشر أسعار المُستهلكين CPI وأسعار المُنتجين PPI لا تُعطي صورة حقيقية ودقيقة عن مقدار التضخم وحجمه، وأن مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI على سبيل المثال الذي يقتصر على قياس أسعار النفط والغذاء لم يرتفع إلى درجة مُخيفة تدعو البنك المركزي إلى الاستمرار في رفع الفائدة، وأن تعافي الاقتصاد من التضخم يحتاج إلى وقت حتى يتضح من خلال مؤشرات التضخم، ويخلصون إلى أن التضخم هو شبح لا وجود له وأنه كابوس في رؤوس البعض سيزول وأنه لا داعي إلى مزيد من عمليات رفع الفائدة، وأرى أنه أمام هذا الجدل الساخن الذي يدور في أروقة جهابذة الاقتصاد أن التصرف الأسلم هو مجاراة الحركة الفنية والتحليل الفني لمؤشرات الرئيسية وفي اختيار الأسهم المُراد المُتاجرة فيها ببساطة Follow The Trend أي اتبع اتجاه السوق ولا تعانده.

الأسبوع الحالي

بعد ظهر الخميس بتوقيت الولايات المُتحدة سيكون المُستثمرون على موعد مع البنك المركزي الفيدرالي، اجتماعات البنك المركزي ستبدأ الأربعاء وتنتهي الخميس وفيه سيُعلن محافظه عما سيتم فعله بخصوص الفائدة ونظرتهم للتضخم، ما سيقوله البنك المركزي هو الذي سيؤدي إلى تقلب السوق من جديد أو انطلاقتها نحو الأعلى نعلم أن رفع الفائدة ربع نقطة أمر حتميّ يتوقعه الجميع أي ستصبح الفائدة 5.25 في المائة، ولكن حديث البنك المركزي عن المُستقبل هو الذي سيهتم له المتعاملون في السوق وليتخذ كل قراره الاستثماري وحتى يرى ردود فعل المُستثمرين وكيف سيتعاملون مع الحدث.
صحيح أن الاحتياطي الفيدرالي سيخطف الأضواء ولكن لا يمنع هذا من وجود بيانات اقتصادية ستصدر ويهتم لها الجميع، فاليوم الثلاثاء سيصدر مؤشر ثقة المُستهلك لشهر حزيران (يونيو) ويتوقع انخفاضه إلى 103 بعد أن كان 103.2، وأيضاً سيصدر تقريرا عن مبيعات المنازل المُستخدمة لشهر أيار (مايو)، حيث يُتوقع وصوله إلى 6.62 مليون وحدة بعد أن كان 6.76 وحدة سكنية، ويوم الجمعة سيكون آخر البيانات الاقتصادية عن دخل الفردّ وإنفاق الفرد الشهر الماضي وهنا يرى البعض أن دخل الفردّ سيزداد 0.2 في المائة بعد أن الزيادة الأكبر منه في نيسان (أبريل) التي كانت 0.5 في المائة، بينما سيرتفع في المقابل مؤشر إنفاق الفردّ حتى 0.4 في المائة في أيار (مايو) مقارنة بـ 0.6 في المائة وكل هذه تبقى توقعات وقيمة المؤشرات الحقيقية ستصدر في مواعيدها المعلنة في الجدول المرفق.
أما على صعيد الشركات التي ستُعلن نتائجها فهناك أسماء كبيرة ومشهورة مثل شركة Nike و NIK و3Com MMM وRed Hat RHAT وMonsanto MON وResearch In Motion RIMM وهذه الشركة ستعلن نتائج أرباحها الخميس ويُتوقع لها 65 سنتا عائدا على كل سهم أي سترتفع من 56 سنتا التي حققتها السنة الماضية يوم أن كانت عوائدها 602 مليون دولار.

التحليل الفني

في التقرير السابق رسمت متجهاً هابطاً كما في الرسم البياني المرفق وذكرت أن هذا المتجه الهابط سيعمل عمل مقاومة ويمنع "ناسداك" من الصعود أو يُعوقه قليلاً وهذا ما حدث بالفعل، ورأينا أن ارتفاع "ناسداك" يوم الأربعاء بقوة لم يُساعد في اختراق هذا المتجه الهابط كما أن متوسط حركة 20 يوما يعمل عمل المقاومة هو الآخر ويقع عند المستوى نفسه الذي يقف عنده هذا المتجه الهابط أي عند مستوى 2150 نقطة تقريباً، وإن كان من أمر يدعو إلى التفاؤل فهو بقاء "ناسداك" فوق متوسط حركة عشرة أيام بعد صعوده الأربعاء.
و"ناسداك" موعود بالارتفاع على المدى القصير في حالة تمكنه من تجاوز متوسط حركة 20 يوما عند مستوى 2145 نقطة وهذا يتزامن مع اختراقه للمتجه الهابط وكسره صعوداً، وعند حدوث هذا فإن "ناسداك" سيرتفع حتى يصل إلى مستوى 2228 نقطة وعندها سيقاومه متوسط حركة مائتي يوم، وإذا لم يحدث هذان الشرطان فنخشى أن يذهب "ناسداك" إلى مستوى الدعم النفسي 2100 نقطة مروراً بمستويات دعم عدة أقربها مستوى 2103 نقاط و2065 نقطة.
"ناسداك" على المدى المتوسط متجها نحو الهبوط حيث نرى أن متوسط حركة خمسين يوما يستعد للهبوط تحت متوسط حركة مائتي يوم، ومثله متوسط حركة مائة يوم سيهبط تحت متوسط حركة 150 يوما، وكلها مؤشرات تدل على ضعف في الصعود إن حصل.

الأكثر قراءة