70 % من المستثمرين لا يعرفون التقارير والقوائم المالية
أكد استطلاع أعدته مجلة المحاسبة - التي تصدر عن الجمعية السعودية للمحاسبة ـ أن 70 في المائة من المستثمرين في سوق المال لا يعرفون ما التقارير المالية مقارنة بمن يعتمدون في قرارهم الاستثماري على المنتديات والشائعات وصعود مؤشر سوق المال. كما أثبت الاستطلاع أن قرارات هيئة السوق المالية التي تتناسب مع وضع السوق هي التي تعني المستثمرين وتكون دافعاً لهم في شراء أو بيع الأسهم. والقوائم المالية تعد إحدى الركائز التي ينبغي على المستثمرين الاعتماد عليها عند اتخاذ قرار شراء السهم. وأكد 70 في المائة من المستثمرين الذين شملهم هذا الاستطلاع أنه لا علم لهم على الإطلاق بهذه القوائم المالية، بينما كان 25 في المائة منهم على علم بهذه القوائم ولكن بشكل بسيط جداً، أما الـ 5 في المائة الباقون، فأكدوا أنهم يعلمون الكثير عن هذه القوائم وأنهم يتابعونها باستمرار. وتشير هذه النتائج إلى أن السواد الأعظم من المستثمرين لا يلقون بالاً أو أنهم لا يستطيعون قراءة هذه القوائم نظراً لحاجتها إلى متخصص في المحاسبة لقراءتها. وبالنسبة إلى الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها في اتخاذ قرار الشراء، تعددت وتنوعت هذه الأسباب، فـ 37 في المائة ممن شملهم هذا التحقيق أكدوا أنهم يعتمدون في قرارهم الاستثماري على صعود مؤشر سوق الأسهم، في حين يتوجه 31 في المائة منهم إلى المنتديات لمعرفة ما الشركات المتوقع ارتفاع أسعار أسهمها، بينما تسيطر الشائعات على 29 في المائة من المستثمرين، ويعتمد 3 في المائة فقط منهم على التقارير المالية. وتعكس هذه النتائج عدم وجود وعي استثماري كافٍ لدى المستثمرين في السوق المالية.
وقال الدكتور محمد المغيولي أستاذ المحاسبة في جامعة الملك سعود أن هناك تعدد في أساليب البحث العلمي الخاصة بدراسة سلوك المستثمر في الأسهم. ولعل من أشهر هذه الأساليب دراسة سلوك المستثمر من خلال فحص حركة الأسعار ومؤشرات الأسواق في فترة الإعلان عن أخبار مالية ومحاسبية عن الشركات كالإعلان عن القوائم المالية السنوية وربع السنوية، وزيادة رأس المال بمنح أسهم مجانية، والتوزيعات النقدية، وغيرها من الأخبار ذات التأثير الإيجابي أو السلبي على أسعار الأسهم. وهذا الاستطلاع يعطي فرصة للباحثين في تقديم الأبحاث عن أسباب هذه النتائج.
أما سالم الزهراني المصرفي فقال: إن هناك نوعين من المتداولين، الأول هم المستثمرون والنوع الثاني هم المضاربون. والمضاربون ينقسمون إلى نوعين، مضارب محترف، ومضارب غير محترف، وهم يمثلون الشريحة الأكبر من بين المضاربين، لأنهم يستثمرون مبالغ صغيرة في سوق الأسهم وهم الذين لا يعون أهمية التقارير المالية فيدخلون السوق حسب توجه السوق الربحي. أما المضاربون المحترفون فيعون تماما ما التقارير المالية ومدى أهميتها لهم، وبالتالي يكون لديهم علم تام بتوجيه السهم. وأعود إلى المستثمر الصغير غير المدرك لأهمية القوائم والتقارير المالية وعددهم كبير جداً، فتوجههم يكون في الغالب حسب توجه السوق إلى الربح فقط دون علم بما تحتويه هذه القوائم المالية.