استغلال المقومات السياحية وحسن التخطيط يرفعان عدد السياح السعوديين في دبي
أكد اقتصاديون سعوديون أن هناك عدة عوامل أساسية جعلت من المملكة الشريك السياحي الإقليمي لدبي التي نجحت في استقطاب نحو 4.2 مليون نزيل في فنادقها خلال النصف الأول من العام الجاري بفضل مزايا سياحية سعت لتوفيرها، من بينها إقامة فنادق ومرافق سياحية وفق مواصفات عالمية تلبي جميع احتياجات السائح العربي والأجنبي.
#2#
وقال لـ " الاقتصادية " الدكتور تيسير الخنيزي اقتصادي سعودي إن من بين العوامل التي أدت إلى زيادة عدد السياح السعوديين في دبي ارتفاع دخل الفرد السعودي مقارنة بغيره من دول منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه ورغم أن دخل الفرد السعودي قد يكون متقاربا لحد كبير من بقية دول الخليج، إلا أن الكثافة السكانية للسعودية مقارنة ببعض دول المجلس تعتبر عاملا آخر أسهم في زيادة عدد السياح السعوديين إلى دبي التي حرصت على توفير مناخ سياحي عالمي.
وأوضح الخنيزي أن دبي لم تستثمر فقط في تأجير المرافق السياحية فحسب، بل عملت على إنشاء فنادق ومجمعات تجارية وفق مواصفات عالمية تلبي جميع احتياجات السياح من مختلف جنسياتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وأشار الخنيزي إلى عامل آخر يتمثل في قرب المسافة بين السعودية والإمارات وتوفر وسائل النقل سواء كان برا أو جوا مما ساعد في زيادة نسبة السياح السعوديين في دبي وبقية الدول الخليجية، إلى جانب أن رجال الأعمال السعوديين لديهم استثمارات كبيرة في عدد من الدول الخليجية ومن أهمها الإمارات وبخاصة في إمارة دبي لذا يفضلون قضاء معظم الإجازات الرسمية في تلك الإمارة بغرض متابعة أنشطتهم الاستثمارية من جهة وإتاحة الفرص لأسرهم لقضاء الإجازات في هذه الدول.
وطالب الاقتصادي السعودي بضرورة اتباع القائمين على السياحة في المملكة باتباع نهج دبي في استقطاب أكبر عدد من السياح والاستفادة من مقومات السياحة الدينية التي تعتبر ميزة سياحية لا تتوافر في كافة دول العالم.
#5#
واعتبر الخنيزي أن السعودية تمتلك موارد ومقومات سياحية غنية وعريقة بأرضها وإنسانها وتاريخها لم يجر العمل على استغلالها والترويج لها كمقصد سياحي بالقدر الذي يتناسب مع أهمية هذه المقومات والذي يمكن أن يجعل منها مركزا سياحيا ينافس كثيرا من الدول الإقليمية.
ودعا الخنيزي إلى أهمية تبني استراتيجية سعودية موحدة لتنمية السياحة تتم بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، وتعمل على تنمية النشاط السياحي من خلال تشجيع إقامة المشاريع السياحية، ضخ الاستثمارات المحلية والأجنبية مع أهمية خلق فعاليات تجذب السياح، إلى جانب زيادة عدد الفنادق، ومراعاة التنوع في مستوى الفنادق لتلبية الفئات كافة، والعمل على إنشاء مكاتب سياحية في بعض الدول الأوروبية، وتأهيل وتخصيص مناطق للاستثمار السياحي مزودة بالتسهيلات للمستثمرين مع تيسير التأشيرات والإجراءات الخاصة بالسياحة والسياح.
#3#
من جهته، أكد المهندس عبد اللطيف البنيان المدير التنفيذي لهيئة السياحة في دبي ارتفاع عدد السياح السعوديين في الإمارة، مبيناً أن المملكة تعتبر الشريك الإقليمي الأكبر، لعدة عوامل منها أنها تعتبر حلقة الوصل بين كثير من الدول، إلى جانب أن العادات الاجتماعية والثقافية المشتركة بين السعودية والإمارات جعلت كثيرا من السياح السعوديين وأسرهم يفضلون السفر إلى دبي عن سائر الدول الأخرى.
وأوضح البنيان أن البنى التحتية والإمكانات التي تتمتع بها دبي جعلت منها مقصدا لكثير من المستثمرين والسياح.
#4#
من جانبه، أكد الدكتور إحسان بوحليقه اقتصادي سعودي أن استقطاب دبي أعدادا كبيرة من السياح من السعودية يرجع لعدة أسباب منها: توافر الخدمات اللازمة لمثل هذا النوع من السياحة، اتساع الأسواق وتنوعها وكذلك انتشار المدن والأماكن الترفيهية لجميع الفئات والأعمار، معتبراً أن تلك العوامل من أهم المقومات التي ترتكز عليها السياحة في أي بلد.
وأشار بوحليقه إلى أن دبي لا تتمتع بتلك الأجواء التي تجذب إليها هذه الأعداد على مدار العام, لكن مع حسن التخطيط وتوافر الإمكانات جعلت منها مقصدا للسائح طوال العام، إضافة إلى أنها ـــ دبي ـــ تغلبت على قسوة مناخها بتقديم منتج سياحي مناسب للسعوديين، مؤكدا أن نقص المقومات والخدمات السياحية في المملكة لقيام أي مشروع سياحي جعل من دبي منافسا قويا لبقية المدن الخليجية.