مصليات الطرق اجتهاد لفعل الخير .. تحتاج للتصميم البيئي الملائم والتنظيم

تلفت المصليات الموجودة على طريق الرياض ـــ سدير ـــ القصيم السريع الانتباه، وعلى الرغم من أنها بعيدة عن محطات البنزين التي عادة ما تشهد مساجدها أو مصلياتها فوضى وسوء تنظيم خلاف انعدام النظافة في دورات المياه خلال الازدحام وخصوصاً في ذروة المناسبات مثل نهاية الأسبوع أو الإجازات أو الأعياد، إلا أن الحال ليس بأفضل من غيره، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عدة، إذ كيف لبيوت الله ـــ عز وجل ـــ ألا تحظى بإجلال مهما كان موقعها؟

#2#

ويتضح جلياً إنشاء المصليات بطريقة غير لائقة، على الرغم من أن هدفها أن تكون متاحة للمسافرين ليتمكنوا من الصلاة فيها لكن ليس بهذه الطريقة، والأولى أن تبحث الجهات ذات العلاقة "الشؤون الإسلامية، البلديات، النقل، السياحة" بالتعاون مع راغبي الأجر في إنشاء المساجد والمصليات، الوضع المناسب لهذه المصليات واختيار مواقع تكون قريبة من مداخل ومخارج المدن والقرى على الطرق السريعة على ألا يضاف إليها أي منشآت سوى المسجد، مع توفير جمالية للموقع عبر إنشاء مصليات ذات تصاميم تتناسب مع بيئة الموقع كما هو الحال للتراث النجدي، وإحاطة المكان بالنخيل والأشجار وجلسات للأسر مع دورات مياه.

ليس ذلك تقليلا مما هو موجود لكنه لا يرتقي ولا يرضي بأي حال، فالزنك وانعدام الماء يثيران علامات التعجب، وكأن الإجابة تشير إلى عجز أو أننا في بلد لا يعتني بالمساجد والمصليات، حتى هذه اللحظة لا نعلم من المسؤول ومن قام بإنشاء المصليات الموجودة على الطرق السريعة بين المدن، مع دعائنا له أن يكتب له الله ـــ سبحانه ـــ الأجر والثواب على قدر الاجتهاد، فهو أسهم في اختيار أماكن مناسبة وفقا لرصد "الاقتصادية" أمس لمواقع المصليات التي هي أقرب إلى الرياض، وأسهم كذلك في المحافظة على أداء الصلاة في وقتها حيث يتوقف المسافرون لأداء الصلاة.

اجتهاد رائع يدل على الحرص على فعل الخير، وخاصة أن المصليات من الداخل نظيفة ومرتبة رغم قسوة الطقس من حيث الغبار والأتربة كون المناطق برية، ومنظر ذلك الزير الذي توافق مع عذرية المكان، إلا أننا نطمح إلى الأجمل شريطة أن تحظى هذه الأماكن بعناية فائقة لا تلغي عذريتها الجميلة، وإنشاء بيوت الله ومصليات تمثل شخصيتنا نحو الاهتمام بأقدس الأماكن وأحبها إلى الله ـــ القدير العزيز.