الغاز الطبيعي ورقة رابحة في كل الأحوال
هنا في منطقة ريدين بالقرب من ديب هولتس يوجد واحد من أكبر مخزونات الغاز الطبيعي في ألمانيا وهنا أيضا مقر شركة وين جاز بالإضافة إلى شقيقتيها الكبريين شركتي فينتر شال وغاز بروم وهما شركتان مشتركتان بين ألمانيا وروسيا حيث كانت تعتبر هذه المنطقة مخزنا للغاز الروسي حيث يتم تخزين غاز منطقة سيبيريا في فترة الصيف لحين استخدامه في الشتاء حين تنخفض درجات الحرارة. وتسجّل سعات الغاز نحو 4.2 مليار متر مكعب من المخزون.
وتكفي السعات المخزّنة لتزويد نحو مليوني منزل من المنازل التي تقطنها عائلات بالغاز لمدة عام كامل. ويُعتبر مخزون الغاز مساهمة جلية في تأمين تزويد الغاز في غرب أوروبا، حيث تتدفّق المصادر بنحو خمسة آلاف كيلومتر حتى شمال سيبيريا بصورة مستمرة . ويرتفع استهلاك الغاز في الشتاء صباحاً منذ الساعة الرابعة بصورة كبيرة وواضحة وبعد أربعة ساعات تالية أي في نحو الساعة الثامنة، يصل حجم الاستهلاك في اليوم إلى أعلى معدلاته. ومن ثم يبدأ المنحنى بالهبوط. ويمكن ملاحظة فترتين من الذروة نحو الساعة الثانية عشرة، والثامنة عشرة، عندما يتناول الألمان وجبة دافئة من الطعام. وما بين الساعة العاشرة مساء إلى الساعة الحادية عشرة يخلدون للنوم، ويطفئون التدفئة حتى اليوم التالي.
وتتكرر الدورة خلال العام. يُعتبر استهلاك الغاز في قمته خلال شباط (فبراير)، وآذار (مارس) الماضيين، وأقل استهلاكاً من تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر)، وهي أشهر أشعة شمس الصيف الدافئة. وفي الأشهر التي تتخلل تلك الفترتين كل شيء ممكن. ولهذا تكمن الحاجة إلى مخزون للغاز الطبيعي لمعادلة تلك التقلبات. ويُعتبر الفرنسيون والألمان في أوروبا أسياد مخزون التزويد. وتخزن الدول الغربية نحو 21 في المائة من حاجتها السنوية في خزانات الغاز، بينما يحفظ الألمان نحو 20 في المائة. ويؤكّد راينر زيلي، المتحدّث الرسمي لإدارة شركة وين جاز بأن شركته نفسها لم تصل في فترة الشتاء الأخيرة والقارصة ولا مرة واحدة إلى حدود السعات لديها.
ويوجد في ألمانيا نحو 43 خزّان غاز تحتوي على نحو 18.9 مليار متر مكعب. وتعتبر مجموعة فينتر شال أكبر شركة تزويد للغاز والنفط في ألمانيا، حيث تزوّد الشركة لدى منطقة ريدين منذ مئات الأعوام بمصادر الطاقة. وهنا تقع ثلاث مناطق لتخزين الغاز فوق بعضها البعض. وزوّدت مجموعة فينتر شال الغاز من الحجر البني، والذي يقع تحته الصخور الصلبة، وأسفل منها أكثر الفحم. وعلى الدوام يتدفق الغاز من جوف الحجر البني والكربون. وتم التخلي عن التزويد من الطبقة الوُسطى، والصخور الصلبة، في عام 1992، حيث تسلّمت شركة وين جاز الطموحة والناشئة ذاك التزويد، وينمو حجم الغاز لديها سنوياً نحو 10 في المائة، ولهذا احتاجت لسعات تخزينية لاستمرار سوقها. ولم تطلب فينتر شال من مناطق التخزين لديها في الصخور الصلبة إخلاءها، ولكنها بدأت العمل على إنشاء خزانات غاز كبيرة.
وتمتد مناطق التخزين بمسطحات من ثمانية كيلو مترات مكعبة في أقصى اتساع ثلاثة كيلومترات مكعبة باتجاه شمال- جنوب، وخمسة كيلومترات مكعبة باتجاه شرق- غرب. وتبلغ تكلفة أعمال الحفر نحو 218 مليون يورو، ومنشآت الخزانات الإجمالية في ريدين نحو 365 مليون يورو. وتستثمر وين جاز مع ارتفاع طلب أوروبا على الغاز في تعزيز شبكتها الإنتاجية، وسعات التخزين، حيث تمت مضاعفة سعات النقل في خلال فصل الشتاء الماضي إلى نحو 12 مليار متر مكعب سنوياً. بتكلفة بلغت نحو 200 مليون يورو.
لقد تحول عدد من الدول التي كانت تصدر الغاز إلى دول مستوردة مثل بريطانيا واستهلكت دول الاتحاد الأوروبي عام 2003 نحو 500 مليار كيلومتر مكعب من الغاز. حينها تمت تغطية نصف الحاجة من الغاز عن طريق المصادر الخاصة. وسترتفع الحاجة من الغاز حتى عام 2015 إلى 600 حتى 700 مليار متر مكعب، ولكن ستنخفض حصص التزويد الخاصة إلى 25 في المائة. وتغطي شركة بريتيش بتروليوم البريطانية BP نحو 179.529 مليار كيلومتر مكعب من احتياطي الغاز الإجمالي المعروف حالياً في العالم. وتملك روسيا وحدها نحو 48 ألف مليار كيلومتر مكعب من احتياطي الغاز.
وأصبحت المنافسة على الطاقة أمراً دولياً وسوف تواجه أوروبا المزيد من المنافسة أكثر وأكثر مع آسيا .ولتأمين الطلب على الغاز في أوروبا، من المفترض، بناء على تقديرات وكالة الطاقة الدولية للفترة ما بين عامي 2001 و2030، أن يتم استثمار نحو 456 مليار دولار، منها 227 مليار دولار في الاستكشاف، والتزويد، واستثمار نحو 122 مليار دولار في النقل والتخزين، و108 مليارات دولار في المنشآت المخصصة لتوزيع الغاز، ونحو 18 مليار دولار في سعات النقل، ومعالجة الغاز .