العيدية من «حب القريض» إلى التفنن في تقديمها بأسلوب عصري
''عطوني عيديتي عادت عليكم'' هي أحد الصيحات التي يعبر بها الأطفال في الماضي عن فرحتهم بالعيد، رغبة منهم في نيل ''العيدية''، التي تعد من أهم مظاهر الاحتفال التي تكتمل بها فرحتهم وبهجتهم، والتي ما زالت باقية وبأساليب تواكب العصر.
وعلى الرغم من قدم ''العيدية'' إلا أنها ما زالت باقية، فهي أحد الموروثات الجميلة لدى ''السعوديين'' وغيرهم من الشعوب العربية، حيث شهدت هذه العادة تطوراً مع تقدم الزمن، فمن ''الحلوى وحب القريض وحب القمح المحموس...''، إلى التفنن في تقديم العيدية بأشكال وأفكار متنوعة، تواكب العصر.
#2#
ويرى الآباء أن لـ ''العيدية'' قيمة اجتماعية، وآثرا طيبا في النفوس، وأنها تنمي قدرة الطفل على التصرف، وأخذ القرارات فيما يمتلك من نقود، وتدربه في المستقبل على كيفية التصرف في أمواله، والتخطيط السليم لصرفها.
بينما يجد فيها الآبناء فرصة للاستفادة من ''العيدية'' في قضاء بعض مستلزماتهم، مبينين أن القيمة الحقيقية في معناها، خاصة حينما تقدم من أناس لهم في القلب حب ومودة.
#3#
يقول خالد الصقعبي ـــ أب لثلاثة أطفال: ''إن للعيدية أهمية خاصة، فهي تعني الكثير لدى الأطفال والكبار، حيث إنها إحدى العادات الجميلة التي أحرص على القيام بها، ومعايدة أبنائي وأبناء أقاربي وأصدقائي، فأحرص على أن أصرف مبالغ نقدية من فئة العشرة ريالات، والخمسين ريالا لتوزيعها على الأطفال.
وعن ذكرياته مع العيدية يقول الصقعبي: ''إلى الآن أتذكر كيف كنا نذهب منذ الصباح الباكر في أيام العيد، ونجول على الجيران والأقارب لجمع أكبر قدر ممكن من ''العيدية'' التي تعطى إلينا. إن التنافس كان كبيراً بيني وبين أخواتي وأبناء عمومتي لتحقيق حصيلة أكبر من النقود''.
ويشاركه الرأي محمد الراجحي، موكداً أن لمنح العيدية مواقف إيجابية ومهمة في حياة الطفل، الذي ستبقى عالقة في ذاكرة الإنسان على مر الأزمان والعصور.
وقال: ''إن الحصول على العيدية في الماضي لا يأتي عشوائيا فهناك طرق وآليات معينة كلما حرص الأطفال على الالتزام بها، كلما كان الربح من العيديات أكثر وأوفر مالا، ومن أهمها الانضباط والجلوس واستقبال الضيوف من الأقارب والجيران للحصول عليها''.