فيروسات وأطباء
تتميز المستشفيات الخاصة في السعودية، بخدماتها الخمس نجوم التي تقدمها للمريض كالغرف الفخمة، تغذية حسب الطلب، قنوات فضائية، وطاقم تمريض بهي الطلعة! وقد تنسى بعض هذه المستشفيات "التجارية" أو تتناسى أن المريض لم يأت لهذا المكان إلا لأنه مريض، أبعدنا الله وإياكم عن المرض، والمريض ليس بحاجة لأغلب هذه الخدمات غير اللازمة لديه بقدر حاجته للشفاء، وهنا يظهر القصور الواضح لأغلب مراجعي هذا النوع من المستشفيات في رداءة الأطباء فيها.
الأسبوع الماضي شخص أحد أطباء الطوارئ في واحد من هذه المستشفيات مرض أحد الأطفال تشخيصا خاطئا، وبعد يومين ظهرت علامات جديدة على جسم المريض، ليتم نقله مرة أخرى إلى المستشفى نفسه الذي شخصه تشخيصا آخر غير الأول، ثم بعد يوم آخر ظهرت علامات أخرى، ليتوصل أربعة أطباء اجتمعوا على الطفل على أنه مصاب بداء فيروسي، واتفق ثلاثة منهم على أن هذا الفيروس هو "الحصبة"، أما الرابع فخالفهم "وحلف 60 يمينا" على أن هذا الفيروس ليس بالحصبة، مستندا إلى أن هذا الفيروس لا يظهر إلا في الشتاء!
الحق يقال أن الطفل تعافى من مرضه، وما زال والده لا يعلم ما أصاب ابنه حتى الآن، أما المستشفى الذي عولج فيه الطفل فما زالوا يواصلون أبحاثهم عن فيروس الحصبة الذي يظهر في الصيف، وأخيه الذي يظهر في الشتاء!!