تزايد التوقعات بارتفاع الفائدة حتى 5.25 % يهبط بالأسهم الأمريكية
تزايد التوقعات بارتفاع الفائدة حتى 5.25 % يهبط بالأسهم الأمريكية
<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>
المُتعاملون في سوق الأسهم كانوا مُحبطين قلقين من التضخم ومؤشراته من قبل أن يبدأ السوق تداولها في الأسبوع الماضي، ويبدو أن ظهور رئيس الاحتياطي الفيدرالي السيد بن برنانكي ظُهر يوم الاثنين بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر أدلى خلاله من منطلق الشفافية بتصريحات أحبطت المُستثمرين وأدت إلى تقلب مزاجهم، فرأينا منذ بدء تداولات يوم الإثنين تقلباً حاداً في أداء المؤشرات الرئيسية، كانت هذه هي البداية ولكنها كانت السمة الغالبة على أداء السوق خلال الأسبوع الماضي بأكمله، حتى أن تحسن الأجواء السياسية لم يتمكن من ترطيب أجواء السوق.
أتذكر جيداً كيف بدأت السوق يوم الإثنين منخفضة ورأيت كل مؤشر قد تآكل من نقاطه الشيء القليل حتى تحدث المحافظ وبدأ يتوغل شيئاً فشيئاً في تصريحه، حيث بين أن "التضخم وصل إلى مستويات قريبة أو تزيد قليلاً على الحد الأقصى المُتوقع" من قبلهم وهذا كلام لا يودّ المُستثمرون سماعه، ثم استطردّ فقال "إن التضخم وتوقعاته ستكون تحت مراجعة البنك المركزي"، عندها هوت السوق وبدأ البيع بعد أن فهم المُستثمرون بشكل واضح وجليّ أن البنك المركزي سيُترجم قلقه من التضخم برفع الفائدة في اجتماعه القريب وذلك في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لا يختلف اثنان على أن أمام البنك المركزي خيارا واحدا وهو كبح ولجمّ الاقتصاد الذي ينمو بواسطة سلاح الفائدة حتى لا يُصبح التضخم مارداً ينهش في جسد الاقتصاد، وهذا في نظر المُستثمرين سيؤدي إلى تدن في أرباح ونمو الشركات، وهنا يتذكرون أن الشركات أصلا تُعاني من ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار السلع والخامات الأولية ولا ينقص شركاتهم المُساهمة أن يزيد عليها عبء تكاليف الاقتراض.
إذن كانت السمة الغالبة على أداء السوق هي التقلب العنيف في الحركة وفي كل يوم كان يهبط عن سابقه، كانت موجات البيع المتتالية تُجهض كل محاولة للصعود وكلما أقبل مشترون للأسهم واجههم بائعون لها بكميات كبيرة مما فتّ عزيمة وهمّة المقبلين على الشراء، وفي كل مرة تعيش فيها السوق هذه الحالة يبرز سؤال تلقائي هو: أين القاع؟ وعند أي مستوى سيتوقف هذا الهبوط؟ أسئلة مشروعة ولكن أجوبتها تتطاير مع كل هبوط قوي للسوق، جدير بالذكر أن مؤشر قياس تقلب السوق وصل في الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له منذ عام 2003، وبذلك أنهت السوق تعاملاتها على انخفاض فهبط مؤشر داو جونز بمقدار 355 نقطة أي بنسبة 3.2 في المائة، يليه مؤشر ناسداك بنسبة 3.6 في المائة ثم أقلهما مؤشر S&P 500 بنسبة 2.8 في المائة، وبهذا يكون "ناسداك" قد أثبت أنه خسر كل نقاطه التي كسبها منذ بدء العام الحالي وخسر فوقها 3.2 في المائة.
الأسبوع الحالي
المؤشرات الاقتصادية وأرباح الشركات لم يكن لها أثر يُذكر في الأسبوع الماضي ولكن هذا الأسبوع سيكون للبيانات الاقتصادية دور مهم، فالكل ينتظرها ابتداءً من القائمين على الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه السيد بن برنانكي وصولاً إلى المُستثمرين في أرجاء العالم، ليست كل البيانات الاقتصادية هي المُرتقبة ولكن مؤشرات التضخم هي التي ستخطف اهتمام الجميع، حيث سيُعلن اليوم الثلاثاء عن مؤشر أسعار المُنتجين PPI ويُتوقع له الارتفاع حتى 0.5 في المائة استكمالاً للارتفاع الذي حصل في نيسان (أبريل) بمقدار 0.9 في المائة، كما أن مؤشر أسعار المُنتجين الجوهري Core PPI الذي يُستثنى منه أسعار الأطعمة والطاقة يُتوقع له الارتفاع بمقدار 0.2 في المائة بعد أن زاد في نيسان (أبريل) بمقدار 0.1 في المائة.
من المؤشرات الأخرى المهمة ذات العلاقة بقياس التضخم وهو مؤشر أسعار المُستهلكين CPI سيُعلن عنه غداًَ الأربعاء، هنا سيربط المُراقبون والمُستثمرون بين مؤشر أسعار المُنتحين PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI ليتعرفوا أكثر عما إذا كانت أسعار المُنتجين المرتفعة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المُستهلكين، أي هل ستكون العلاقة طردية بالضرورة، وإلى أي حد سيكون عمق هذه العلاقة؟ التوقعات تحوم حول ارتفاع مؤشر أسعار المُستهلكين CPI بمقدار 0.4 في المائة في أيار (مايو) وأما مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI فيتوقع الاقتصاديون أن يرتفع في أيار (مايو) بمقدار 0.2 في المائة بعد أن كان 0.3 في نيسان (أبريل) المُنصرم.
هناك عدد آخر من البيانات الاقتصادية المهمة ولكنها في هذه الفترة الزمنية هي أقل أهمية من مؤشرات التضخم سالفة الذكر. من هذه المؤشرات أسعار الاستيراد التي يُتوقع لها الزيادة في ظل زيادة أسعار النفط القادم من خارج الحدود الأمريكية. حسنا التوقعات تتحدث عن أن الزيادة في مؤشر أسعار الاستيراد ستكون 0.8 في المائة وإذا اُستثني منها النفط المرتفع أصلاً فيُتوقع أن يرتفع مؤشر الاستيراد بمقدار 0.6 في المائة.
بقي القول إن هذا الأسبوع كما في الأسبوع الماضي يُسيطر عليه شعور بأن البنك المركزي متجه إلى رفع الفائدة في الاجتماع المقبل في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وذلك بربع نقطة ليُصبح معدل الفائدة عند 5.25 في المائة، إذن المُستثمرون ومديرو المحافظ والصناديق مقتنعون بذلك ولكن لديهم هم آخر هو هل سترتفع الفائدة إلى مستوى أبعد من هذا أي إلى معدل 5.5 في المائة مثلاً، الكثير منهم لا يستبعد ذلك ولكنهم يحتاجون إلى مؤشرات تؤكد هذا الاعتقاد وتدعمه، لذا نرى دائما تغيير المستثمرين والصناديق مواقعهم الاستثمارية فيبيعون أسهما ويشترون أخرى يرون أنها ذات سعر منخفض وتملك فرص نمو أكبر من غيرها على الرغم من كل الظروف والمُستجدات الاقتصادية، البيع والشراء وتغيير المواقع الاستثمارية نراها في شكل حركة وتذبذب الأسعار، وبالتالي تنعكس على أداء السوق.
التحليل الفني
لم يتمكن "ناسداك" من اقتحام مستويات المقاومة التي كونتها متوسطات الحركة ذات العشرين والعشرة أيام، فرأيناه ينهزم ويندحر أمام مستوى المقاومة 2220 نقطة، ثم وصل يوم الخميس الماضي عند مستوى 2142 نقطة وبقي متماسكاً حتى جاء يوم الجمعة فاستسلم وهبط قليلاً تحت مستوى الدعم هذا وأغلق عند 2135 نقطة.
المستوى الذي أغلق عنده "ناسداك" يُعتبر مستوى دعم ثانويا Minor Support ناتجا من القاع المُتكون في الرابع والعشرين من أيار (مايو)، إذا تماسك "ناسداك" وصعد منه فإن صعوده لن يستمر كثيراً حيث يقف أمامه مستويا مقاومة قريبان هما 2175 نقطة و2186 نقطة الناتجان من وجود متوسطي حركة عشرة وعشرين يوما، حتى هذه اللحظة فإن احتمالات الهبوط أقرب للتحقق من احتمالات الصعود، ولا يمكن الجزم بصعود "ناسداك" إلا إذا خرج من القناة الهابطة التي كونها في الثامن من أيار (مايو) عند مستوى 2352 نقطة.
الهبوط إذا حصل بعد مستويات الدعم القريبة فإنه سيصل حتى مستوى 2100 نقطة ولو تجاوزها فلن يتمكن من دعمه إلا مستوى الدعم النفسي عند مستوى 2000 نقطة، وهذا إن حصل لن يتم خلال الأسبوع الحالي إلا إذا صدرت أخبار تُعجل من تحقق هذه الحركة الفنية، المهم لا تتصور أن ينتقل المؤشر من مستوى إلى آخر إلا بعد حدوث تأكيد بكسر دعم أو تجاوز مقاومة وهكذا. جدير بالذكر أن بقية المؤشرات وأقصد داو جونز وS&P 500 تعيش حالة الانهزام والإحباط نفسها التي يعيشها "ناسداك"، من هنا يجب مراقبة مؤشر القوة النسبية RSI والمؤشرات المتأرجحة الأخرى لتحديد الفرص الأنسب للدخول بعد أن تصل هذه المؤشرات إلى حالة التشبع بالبيع Oversold، وحتى تتجاوز السوق هذه المرحلة فلن نُسلط الضوء على أي سهم كما في التقارير السابقة.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/gdoo6.gif" width="499" height="300" align="center">