صيدلية منزل أم خزانة إسعاف ؟

صيدلية منزل أم خزانة إسعاف ؟

الصيدلية بمفهومها الصحيح هي مكان تداول العقاقير، من حيث صرفها واستعمالها أو بيعها وشرائها، والقانون يفرض مواصفات معينة يجب توافرها، أولها وجود صيدلي معتمد، يشرف على صرف الدواء واستهلاكه على نحو ما يقرره الطبيب، وهو شرط لا يتوافر في صيدلية المنزل.
وقد يفهم بعضهم أن صيدلية المنزل هي مكان حفظ العقاقير، حتى يحين استعمالها، وهذا أمر لا يجوز، لأن العقار يصرف لمرض معين، وشخص معين، بتوصية من طبيب معتمد، وحيث إن المرضى متفاوتون في أمراضهم، ومختلفون في طبيعة أجسامهم، فلا مجال إذن لاستعمال دواء لشخص غير الذي صرف له الدواء أصلا، وإلا حمل هذا التصرف احتمالات الضرر أكثر من احتمالات الفائدة.
وإن صيدلية المنزل -التي من الأحرى تسميتها بـ "خزانة الإسعاف"- لا يجب أن تحتوي على مواد أو أجهزة إلا بالقدر الذي يمكن لإنسان عادي أن يستعمله في حالات الطوارئ دون أن يتعدى مهمة المسعف الأولى فقط، إذ لا مجال للعقاقير أو الأدوية في خزانة الإسعاف إطلاقا.
ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس حفظ ما يسمى "صيدلية المنزل" في الحمام أو المطبخ وهو أمر ضار -إن لم يكن خطيرا- لأن الحمام أو المطبخ هما مكانان حاران رطبان، لا يصلحان لحفظ مواد يفترض في حفظها جفاف الهواء، واعتدال درجة الحرارة. ومن هنا فإن لخزانة الإسعاف مواصفات علمية، هي بإيجاز على الوجه التالي:
- تُختار خزانة أو صندوقا ذا حجم معقول، من خشب أو بلاستيك أو معدن، ويكتب عليها بخط واضح (خزانة الإسعاف) ولا بأس من رسم إشارة معينة، مثل الهلال الأحمر للدلالة على الغرض.
- وتوضع الخزانة في مكان متوسط، مناسب قريب من الجميع، وعلى ارتفاع مناسب، لا تصل إليه أيدي الأطفال، ويجب الحرص على اختيار مكان معتدل الحرارة، خفيف الرطوبة، بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة.
- أما ما يوضع في خزانة الإسعاف فهو الأدوات الواجب توافرها في كل بيت مثل ميزان الحرارة، وقطع من القطن، وأربطة من الشاش، وأربطة ضاغطة، وبعض المحاليل المطهرة، والأشرطة اللاصقة، وقد يكون هناك مجال لوضع الجبائر المعدنية أو الخشبية. أما عن صبغات اليود و الميكروكروم والكحول فقد رأت السلطات الصحية إيقاف استعمالها، لما ثبت من ضررها، وانعدام الفائدة المرجوة منها، لهذا فلا مكان لها في خزائن الإسعاف، و يكتفي لتطهير الجروح بالماء الجاري والصابون. ويمكن وضع بعض الأقراص المهدئة مثل الأسبرين و الباراسيتامول، أو الأقراص المهدئة للمغص والألم البسيط، وما عدا ذلك فلا يجوز حفظ أدوية في خزانة الإسعاف .

الأكثر قراءة