مطلوب إعادة النظر في تقاعد المرأة
مطلوب إعادة النظر في تقاعد المرأة
لفتت انتباهي رسالة إلكترونية وردت عبر عنواني البريدي في الاقتصادية لإحدى المعلمات في قطاع وزارة التربية والتعليم وشرحت هذه المعلمة في رسالتها المعاناة الكبيرة التي تواجهها في عملها من جهة، وفي منزلها وأسرتها من جهة أخرى. وركزت على موضوع العمر التقاعدي للمرأة من حيث طول الفترة للحصول على التقاعد المبكر سواء الاختياري أو الإجباري. ونوهت إلى الصعوبات والإشكالات التي تتعرض لها المرأة العاملة بعد مرور عشر إلى خمس عشرة سنة على خدمتها، وتزايد التزاماتها الأسرية تجاه زوجها ومنزلها وظروفها الاجتماعية. فعندما قرأت هذه الرسالة فكرت وتساءلت بالفعل عن فترة تقاعد المرأة وبحثت عن الفروقات في نظام التقاعد بين الرجل والمرأة ، فالمرأة يحق لها التقاعد عند بلوغ الستين عاماً! أو خدمة عشرين عاماً اختيارياً بنصف الراتب، وعليها أن تخدم ضعف هذه المدة أو نصفها لتحصل على أعلى من نصف المرتب .. بغض النظر عن هذه الاشتراطات فالجميع يدرك أن وضع المرأة ومسؤولياتها خارج إطار العمل لا تمكنها من الوفاء بالوظيفتين في آن واحد بالشكل الأمثل، وتخيلوا امرأة شارفت على الستين عاماً ومطلوب منها اتقان الوظيفتين، الزوج والأسرة والأبناء والمنزل من جهة، والمديرة ومهام الوظيفة ومشتقاتها من جهة أخرى.
الأمر الآخر الذي ينبغي طرحه ودراسته ويتعلق بتخفيض سنوات التقاعد والفائدة المتوقعة منه، أن عطاء المرأة يكون متوقداً حتى فترة الأربعينيات من العمر، وتخفيض سن التقاعد لها سيمكنها من التركيز على واجباتها الأسرية والمنزلية، ومن جانب آخر، إعطاء الفرصة لغيرها وهن كثيرات ويصلن إلى 30 في المائة بطالة نسائية للعمل والإحلال بدلاً منها، ومقابل ذلك يتاح للمرأة في حال تقاعدها المبكر أن يستفاد منها في أدوار أخرى غير الوظيفة الرسمية، مثل الاستشارات والإرشاد وتقديم الخبرة للجهات في مجالات تمتلك الخبرة فيها.
إنني أكتب هذه المقالة، وكلي أمل وقناعة في إعادة النظر في تخفيض سن التقاعد للمرأة والحصول على مكتسبات عديدة تخدم المجتمع، والمرأة في هذه الحالة هي الكاسب الأكبر في إراحتها بعد وصولها إلى السن المنطقي لعملها وتركيزها على وظيفتها الأخرى في الأسرة. والاستفادة من خبراتها وقدراتها التي حصلت عليها في تقديم خدمات محدد ة للمجتمع ومنها الأعمال الاستشارية والتطوعية ومن ذلك تقديمها هذه الخبرات عبر جمعية المتقاعدين التي أقرت أخيرا، ولا ندري هل ستضم النساء أو ستكون محصورة على الرجال كما هو واضح من اسمها.