رمضان صعب في مصر بعد تضخم وانقطاع للكهرباء والمياه
ارتفاعٌ في الأسعار، قلقٌ على الخبز، وانقطاعٌ متكرّرٌ للمياه والكهرباء .. حلّ رمضان في مصر هذا العام وسط استياء من تزايد صعوبات الحياة التي أضيف إليها ارتفاعٌ شديدٌ في درجات الحرارة في شهر الصيام هذا العام. وجرت تظاهرات تلقائية خلال الأيام الأخيرة في أماكن متعددة بعضها بسبب عدم توافر المياه في الصنابير لعدة أيام والأخرى بسبب انقطاع الكهرباء بعد الإفطار.
وقام سكان غاضبون في إحدى قرى الفيوم (100 كلم جنوبي القاهرة) بقطع الطريق الرئيس المؤدي إلى العاصمة المصرية احتجاجا على قطع التيار الكهربائي، وتطلب الأمر تدخل الشرطة لإعادة حركة السير. وهذا الأسبوع، توفي شاب في الرابعة والعشرين من عمره يعاني مشكلات في القلب أثناء تدافع أمام أحد المخابز، ووصفته الصحف المستقلة بأنه "أول ضحية لطوابير الخبز في رمضان".
وتزداد صعوبة رمضان هذا العام بسبب ارتفاع الحرارة التي بلغت 40 درجة في القاهرة وأكثر في جنوب البلاد، وطول ساعات الصيام ما بين شروق الشمس وغروبها. ولا شك أن ارتفاع نسبة الاستهلاك إلى الذروة مع حلول الليل هو أحد أسباب الانقطاع المتكرّر للكهرباء والمياه، إذ إن هذين المرفقين الحيويين يعانيان من شبكات قديمة لا تكفي طاقتها لتلبية احتياجات السكان.
أما ارتفاع أسعار المواد الغذائية فهو أمر معتاد في رمضان نتيجة ازدياد الاستهلاك بسبب الاحتفالات الأسرية والاجتماعية التي تقام في الإفطار والسحور.
وقالت وسائل الإعلام المحلية إن أسعار السكر والأرز والحبوب والفواكه والخضراوات ارتفعت بنسب تصل إلى 30 في المائة في بعض الأماكن، كما قفزت أسعار اللحوم والدواجن بنسبة أكبر.
وتشكو حكمت محمد، وهي موظفة في إدارة حكومية، من أن "كل شيء ارتفعت أسعاره: الخبز واللحوم والدواجن والسمك والمكرونة بينما المرتبات ثابتة".
وأضافت أن "الموظفين يجب أن يتسوّلوا ليتمكنوا من إتمام الشهر ويضطرون إلى الاقتراض من الأهل والأصدقاء".
ويقول كمال سالم وهو سائق في إحدى الشركات "الآن هناك طوابير لكل شيء سواء كان الخبز أو اللحم" في إشارة إلى اللحوم التي تباع في مجمعات تابعة للحكومة بأسعار أدنى من تلك التي تعرضها محال الجزارة الخاصة.
وشهد تموز (يوليو) الماضي عشية حلول رمضان ارتفاعا في التضخم بنسبة 2,3 في المائة مقارنة بـ 0,7 في المائة في حزيران (يونيو)، غير أن توقف روسيا عن تصدير القمح إلى مصر هذا العام بسبب انخفاض المحصول، أدّى إلى تزايد القلق في مصر، المستورد الأول للقمح في العالم. ويضاعف المسؤولون الحكوميون التصريحات التي تؤكد أن الوضع تحت السيطرة.
وفي هذا السياق، قال وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد: إن مخزون القمح المتوافر يكفي إنتاج الخبز لمدة أربعة أشهر، مشددا على أن توقف تصدير القمح الروسي لن يكون له "تأثير" في هذا الخبز الذي يشكل الغذاء الأساسي لملايين المصريين، خصوصا أن 40 في المائة منهم يعيشون بدولارين أو أقل في اليوم.
ووعدت وزارة الكهرباء من جانبها بإنشاء محطات جديدة لتوليد الطاقة. كما أن مسؤوليها يتحدثون كثيرا عن مشروع إنشاء أول محطة نووية في البلاد بمنطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط (شمال غرب). لكن الوزارة دعت في الوقت نفسه المصريين إلى الاقتصاد في الكهرباء والتخلي عن البهجة التي يضفونها عادة على شهر رمضان من خلال وضع فوانيس كبيرة وزينات تُضاء بالكهرباء أمام منازلهم.