مكافحة الجراثيم المقاومة

مكافحة الجراثيم المقاومة

التقارير حول ظهور بكتيريا جديدة في شبه القارة الهندية مقاومة لكل المضادات الحيوية تقريبا، وتزايد انتشارها حول العالم، تذكير رزين بالحاجة إلى التعامل مع العدوى بشكل أكثر جدِّية.
لم تمض سوى ستة عقود منذ أطلق البنسلين ثورة في المعالجة الطبية. ولم يتم استحداث سوى فئتين جديدتين فقط من المضادات الحيوية في الأعوام الـ 40 الأخيرة، في حين تضع المقاومة عبئاً متزايداً على المرضى ونظام الرعاية الصحية.
إن تزايد السفر حول العالم وكذلك ''السياحة الطبية'' العابرة للحدود يضاعفان الحاجة إلى استجابة دولية أكثر قوة وتنسيقا، طالما أن البكتيريا لا تحترم أي حدود.
الدرس الأول هو الحاجة إلى مزيد من الاستخدام المسؤول للمدى المحدود للمضادات الحيوية المستعملة حالياً، للحد من انتشار المقاومة التي ستفقدها فاعليتها. وهذا يعني مزيدا من القيود على الوصفات التي يكتبها الأطباء، ومزيدا من الحرص من قبل المرضى على تناول العلاج الموصوف لهم كاملا، واستخدام أقل عشوائية للمضادات الحيوية في القطاع البيطري من أجل زيادة نمو الحيوانات.
الأمر الملح الثاني هو مزيد من المقاربات بالغة الدقة إزاء الصحة العامة، بالذات في المستشفيات حيث يقع كثير من حالات انتقال العدوى، التي غالباً ما يتسبب فيها المرضى أنفسهم. ويتطلب ذلك مزيدا من الفحص المنتظم وعزل من تحوم حولهم المخاطر، وتحسين النظافة، وتكرار عمليات تغيير القسطرات بوتيرة أكبر.
كذلك لا بد أن يكون هناك حذر وشفافية أكبر في رصد الإصابات ومكافأة المديرين الذين ينجحون في تقليص تأثيرها. وكثير من البلدان التي تورد التقارير معدلا منخفضا من حالات العدوى المكتسبة في مستشفياتها لا تفعل ببساطة ما يكفي حتى لقياس مدى حقيقة المشكلة.
إن قوانين الطبيعة تعني أن المقاومة البكتيرية ستحدث لا محالة، إلا أن قيود التجارة والعلم أحدثت خللا كبيرا في مسار الوصول إلى منتجات جديدة مطلوبة. إن الأبحاث في شأن مضادات حيوية مبتكرة أمر صعب، وحوافز ذلك متواضعة مقارنة بكثير غيرها من الأصناف الصيدلانية.
وسبق للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن أطلقا مبادرات مشتركة في الأشهر الأخيرة للإقرار بالحاجة إلى مقاربات مبتكرة، مثل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتيسير الموافقات النظامية، وتمويل وتسعير المزايا. ومن المنتظر صدور توصيات مفصلة بنهاية العام المقبل.
والجراثيم الفائقة ذات المنشأ الهندي التي وردت في التقارير هذا الأسبوع، ينبغي أن تذكّر صانعي السياسة بأن عليهم التقيد بجداولهم.

الأكثر قراءة