52 % من ملاك ثلاجات التبريد يؤيدون الاندماج والأغلبية ترفض الكشف عن حجم الاستثمار
بيّنت دراسة ميدانية حديثة أجريت حول مقترح لاندماج شركات ثلاجات المواد الغذائية في المملكة، أن تطبيق عملية الاندماج بين شركات ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية يمثل جانباً مهماً وأساسياً تتطلبها معطيات الفترة المقبلة من تسارع وتيرة التنمية في البلاد والانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي وبالذات مع دخول المملكة في منظمة التجارة العالمية " لذا ينبغي النظر إليه كمشروع ملزم لا مجرد دراسة".
وأشارت الدراسة، إلى أن عملية الاندماج بين الشركات تتأثر بالعديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية، غير أن وزارة التجارة والصناعة تعتبر من أبرز هذه الجهات التي لها دور مؤثر.
ووفقا لمكتب المورد للاستشارات، الذي استعرض هذه الدراسة في ندوة "الآفاق والفرص المستقبلية لعمليات الاندماج بين المنشآت السعودية" التي عقدت أخيرا في مجل الغرف السعودية الرياض، فإن أهم المؤشرات التي تم استنباطها من المسح الميداني وبناء على مرئيات أصحاب القرار في شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية أن فكرة الاندماج كانت مقبولة وبنسبة وصلت إلى 52.6 في المائة من إجمالي الشركات التي شملها المسح والبالغة 57 منشأة موزعة على عدد من المدن. بينما بلغت نسبة الشركات التي لم يكن لديها الرغبة أو القبول لعملية الاندماج 47.4 في المائة.
كما أكدت نتائج المسح الميداني أن اختلاف أنواع النشاط بين السلع المبردة أو المخزنة في الثلاجات يعد معوقاً رئيساً للاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية، غير أن هناك إيجابيات ومكاسب كبيرة للاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية تفوق الآثار السلبية التي قد تنشأ من عملية اندماج هذه الشركات.
وأمام تلك النتائج، أوصت الدراسة بضرورة تحديد السياسات والإجراءات والنظم الكفيلة لتنفيذ عملية الاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية على أطر مؤسسية، وكذلك تكوين شركة كبيرة متخصصة في مجال التبريد ودعوة أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة بها كمؤسسين.
وأوضحت الدراسة أنه انطلاقاً من اهتمام الدولة بالقطاع الخاص وتعزيز القدرة التنافسية له لمواجهة التحديات المقبلة ومنها انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، ونظرا لما تمثله مستودعات ومخازن التبريد من أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الوطني, وحيث إن هذا النشاط يغلب عليه طابع المؤسسات العائلية الفردية، فقد يكون من المناسب دعوة هذه الشركات إلى الاندماج للتكيف مع ظروف المرحلة المقبلة، واستجابة للدعوات المطالبة بتحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة واندماج الشركات الصغيرة مع بعضها، ومنها نشاط ثلاجات ومستودعات التخزين المبرد للمواد الغذائية والذي قد يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتقديم خدمات أفضل ومنها تسويق المنتج المحلي الذي أصبح موجودا في السوق بدلاً من استيراد السلع الأجنبية وتخزينها وتسويقها داخلياً، وكذلك رفع القدرة على المنافسة في السوق المحلية والخارجية في ظل وجود سوق مفتوحة من المتوقع أن تكون في السنوات المقبلة أكثر ضراوة في المنافسة.
الوضع الحالي للنشاط
أفادت الدراسة أن نشاط ثلاجات المواد الغذائية يعتبر من الأنشطة الاقتصادية المهمة في المملكة والتي لا غنى عنها في تأمين احتياجات الإنسان اليومية من السلع والمنتجات الغذائية، ويجب أن تتمتع هذه المخازن بكفاءة عالية في التخزين والحفظ لهذه المواد الغذائية وذلك لعلاقتها المباشرة في صحة المواطن. ويمكن إلقاء الضوء على الوضع الحالي لهذا النشاط من خلال استعراض الجوانب التالية:
عدد الشركات العاملة
توضح أبرز المؤشرات المستخلصة من التوزيع النسبي لأعداد ثلاجات المواد الغذائية حسب المناطق الإدارية في المملكة: أن منطقة الرياض تستحوذ على النسبة الأعلى من حيث إجمالي عدد شركات ثلاجات المواد الغذائية في المملكة، بما يمثل ربع هذه الأعداد أي بنسبة 25 في المائة، يليها من حيث الأهمية منطقة مكة المكرمة بنسبة 20.3 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 18.4 في المائة. وتتقارب كل من منطقة القصيم والمدينة المنورة في نسبة توزيع ثلاجات المواد الغذائية على مناطق المملكة المختلفة حيث بلغت هذه النسبة نحو 9.4 في المائة و9 في المائة على التوالي، فيما حصلت منطقة عسير على نسبة 7 في المائة من إجمالي عدد شركات ثلاجات المواد الغذائية الموزعة على مناطق المملكة المختلفة. بينما بقية مناطق المملكة وهي (حائل، تبوك، جازان، نجران، الجوف، الحدود الشمالية) فتتوزع النسبة فيها ما بين 0.5 إلى 4 في المائة، غير أنه من الملاحظ خلو منطقة الباحة من هذه الثلاجات.
المسح الميداني
تمكن فريق المسح الميداني التابع لمكتب المورد للاستشارات من استطلاع رأي 57 شركة ومؤسسة أي ما يمثل نحو 26.9 في المائة من إجمالي عدد الشركات المستهدفة والبالغة 212 منشأة موزعة على عدد من المدن، هي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الرياض، حائل، الدمام، القصيم، ونجران. وكانت أبرز نتائج تحليل الاستبيانات المعبأة من قبل مسؤولي شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية على النحو التالي:
أولا: نسبة الاستجابة للأسئلة
كانت نسب الاستجابة والتجاوب من قبل مسؤولي شركات التخزين المبرد مع البحث الميداني جيدة أي ما يمثل نحو 67 في المائة من إجمالي الأسئلة، ما عدا السؤال الذي طرح عن حجم الاستثمار حيث بلغت نسبة الاستجابة 19.3 في المائة.
ثانيا: تحليل البيانات حسب السؤال
تمثلت جميع الإجابات من قبل مسؤولي شركات التخزين المبرد - عينة الدراسة - حول طبيعة نشاط الشركات في تخزين وتبريد المواد الغذائية فقط.
وفيما يتعلق بحجم الاستثمار، أجاب عن هذا السؤال 11 شركة وكانت متفاوتة ما بين مليون إلى 100 مليون ريال وذلك حسب حجم المنطقة الإدارية وحجم المنشأة الإداري والمالي وطبيعة السلع المخزنة، إلا أن هناك شركات كبيرة مثل أباروزيني والشربتلي وبلشرف قد تفوق رساميلها ذلك الحد.
وعن وسيلة التبريد، كانت الإجابات عن هذا السؤال والذي تكون من ثلاثة خيارات وهي تبريد تابع للشركة أم مستأجر أم أخرى، كالتالي: 28 شركة من 57 شركة إجمالي عدد الشركات التي شملتها الدراسة أي 48.3 في المائة تستخدم مخازن تبريد تابعة للشركة، 23 شركة أي 41.4 في المائة من إجمالي عدد الشركات تستأجر مخازن تبريد، وست شركات أي 10.3 في المائة من إجمالي عدد الشركات تستخدم وسائل تبريد أخرى. ويمكن الاستخلاص أن نحو 50 في المائة من إجمالي الشركات التي شملها المسح تستخدم مخازن تبريد تابعة للشركة.
وحول تأييد أو رفض فكرة الاندماج، أوضحت النتائج أن هناك 31 شركة أجابت بالموافقة على فكرة الاندماج أي ما يعادل 52.6 في المائة من إجمالي الشركات التي شملها المسح، فيما أجابت 26 شركة بعدم الموافقة على الفكرة أي ما يعادل 47.4 في المائة.
بينما تمحورت أبرز إجابات مسؤولي شركات التخزين المبرد حول المعوقات والتحديات التي قد تحول دون قبولهم لفكرة الاندماج في: تذبذب السوق، ارتفاع تكلفة التبريد، نقص في الكفاءة، المنافسة القوية بين الشركات، ضعف رأس مال بعض الشركات، حساسية بعض المواد الغذائية وقابليتها للتلف السريع، ضعف إمكانية التخزين، مواجهة المستثمر الأجنبي، وتوفير الضوابط للأمان في مجال التبريد.
فيما تمثلت أهم الحلول المقترحة من قبل مسؤولي شركات التخزين المبرد لمواجهة التحديات والمعوقات السابق ذكرها في: استخدام "كود" رقابة المخازن، تطبيق المواصفات القياسية المعتمدة على مخازن التبريد، تحسين أساليب العمل في مخازن التبريد، إنشاء مدينة كاملة للتبريد، التخصص في تخزين المواد، تحديث أجهزة التبريد، تأهيل الكوادر البشرية، واستقطاب خبرات أجنبية لتطوير وسائل التبريد.
تحديات ومعوقات الاندماج
من المتوقع أن تواجه شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية العديد من التحديات في ظل انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وفتح الاستثمار الأجنبي، ولعل من أبرزها أن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية يفتح الباب لدخول شركات أجنبية إلى السوق السعودي تعمل في التخزين المبرد للمواد الغذائية وهذه الشركات من المتوقع أن يكون لديها خبرة وكفاءة عالية في هذا المجال، مما يمثل ذلك تحدياً رئيساً لشركات ثلاجات المواد الغذائية في المملكة. كما أن إتاحة الفرصة للمستثمرين الأجانب للاستثمار في هذا المجال حسب نظام الاستثمار الأجنبي في المملكة يعد كذلك تحدياً بالنسبة لشركات ثلاجات المواد الغذائية السعودية قد يؤثر على الشركات المحلية الراغبة في الاندماج لتطوير وتحسين أدائها حتى تكون قادرة على مواجهة المنافسة المتوقعة من الشركات العالمية.
ومن التحديات كذلك ضعف مستوى الخدمات التي تقدمها شركات ثلاجات المواد الغذائية لمنتج معين ما قد يؤدي إلى قيام المنتجين الرئيسيين وأكثرهم شركات أجنبية لفتح فروع لهم لتقديم خدمات أكبر لهذه المنتجات.
كما يعتبر عدم انتشار التوزيع الجغرافي للثلاجات على المناطق في المملكة من التحديات التي تواجه اندماج الشركات حيث يؤدي إلى أن يكون هناك اختلال بين العرض والطلب للسلع المبردة وغالباً هو فائض في الطلب مما يغري الشركات الأجنبية لسد ذلك الطلب في تلك المناطق وقد تتوسع خدمات تلك الشركات لتشمل البلاد كافة. كما أن حجم الاستثمارات في هذا النشاط متواضعة إذا ما قيست بحجم ونمو السوق السعودي وزيادة الاستهلاك المحلي في السنوات الأخيرة.
فيما تكمن أبرز المعوقات التي تواجه الشركات الراغبة في الاندماج بشكل عام وشركات ثلاجات المواد الغذائية بشكل خاص في اختلاف أنواع النشاط بين السلع المبردة أو المخزنة في الثلاجات والذي يعد معوقاً رئيساً للاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية. كما أن اللاعب الرئيسي في الأنشطة التجارية ومنها مخازن التبريد هو تحقيق أرباح لمالكي ثلاجات المواد الغذائية، وبما أن هذه الشركات تحقق أرباحا من أنشطتها فإنها تظهر عدم الرغبة في الاندماج.
ومن المعوقات أيضا أن أغلب ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية مملوكة من قبل عوائل تتمسك بالمحافظة على ملكيتها واسمها في السوق وبالتالي يتضح عدم رغبة مالكيها في الاندماج. كذلك أن الشركات الكبيرة لديها سيطرة كاملة على حصتها في السوق, ولهذا فإن هذه الشركات ليس لديها الرغبة في الاندماج، إلى جانب أن الثلاجات الصغيرة تعتبر عملاء للشركات الكبيرة وليس منافسين لها وهذا يشجع الثلاجات الكبيرة على عدم الاندماج والاستمرار على الوضع الحالي.
كما أن ثلاجات التخزين المبرد الكبيرة لا تواجه مشاكل كبيرة في الأمور المالية والإدارية والتنظيمية والتسويقية وبالتالي رغبتها في الاندماج تكاد تكون محدودة، إضافة إلى أن نظرة شركات التبريد الكبيرة في الاندماج هو أن يتحول مجموعة من العملاء والموزعين إلى شركاء في الإدارة والربح وهذا ما لا تريده هذه الشركات. كما أن عدم توفر الأيدي العاملة المؤهلة للعمل في مجال التخزين المبرد للمواد الغذائية يمثل معوقاً للشركات الراغبة في الاندماج.
عمليات اندماج الشركات
أشارت الدراسة إلى أن جهات رسمية وغير رسمية لها دور مؤثر في عملية اندماج شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية، ومن أبرزها:
وزارة التجارة والصناعة
تضطلع وزارة التجارة والصناعة بالعديد من المهام التي لها دور مؤثر في عمليات اندماج الشركات، ولكن هناك بعض المقترحات التي نرى أنها تسهم في مساعدة ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية على الاندماج، ومن بين تلك المقترحات أنه من الممكن أن تسهم الوزارة بحكم المهام التي تضطلع بها في تسهيل إجراءات اندماج الشركات من خلال اختصار هذه الإجراءات وإنجازها في وقت قصير خاصة أن السلع الغذائية المبردة لديها قابلية سريعة للتلف، كذلك استصدار أو تحديث الأنظمة والقوانين المحكمة لعملية الاندماج بين الشركات بما يتماشى مع التطورات والمستجدات الاقتصادية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، وبالذات الإشراف على تطبيق القواعد والإجراءات المترتبة على المملكة نتيجة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
ومن المقترحات أيضا تفعيل إشراف الوزارة على الأسواق الداخلية وحمايتها من الاستغلال والاحتكار وضغط الأسعار خاصة بعد تحقيق عمليات الاندماج بين الشركات، واتخاذ التدابير اللازمة لتأمين متطلبات الأسواق المحلية من المواد والسلع الغذائية المبردة ومراقبتها وتحديد أفضل المصادر لتوفيرها بالتعاون والتنسيق مع المستثمرين في هذا المجال، إضافة إلى مراقبة الجودة النوعية للسلع والمواد الغذائية المبردة وإجراء الفحص والاختبارات المعملية لها وغيرها من السلع والمواد المستوردة من المواد الغذائية المبردة والتأكد من جودة صلاحيتها للاستهلاك ومطابقتها للمواصفات القياسية السعودية والعالمية.
وأيضا تخصيص أراض بأسعار رمزية لإقامة شركات ثلاجات المواد الغذائية المندمجة، وبالذات تخصيص مواقع مناسبة بمساحات جيدة لإنشاء مخازن التبريد الحديثة للمواد أو السلع الغذائية المخزنة، إلى جانب تشجيع اندماج شركات ثلاجات المواد الغذائية (وبالذات الصغيرة منها ) في وحدات كبيرة لتوفر الكثافة الرأسمالية واستكمال إجراءات الدمج والتخصص في مجال معين.
وزارة الشؤون البلدية والقروية
للوزارة دور غير مباشر في عملية الاندماج بين ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية، وهذا الدور يتمثل في إصدار الوزارة للائحة الاشتراطات الصحية الخاصة بمستودعات المواد الغذائية ووسائل نقلها. وهذا مما يسهم في تطبيق الاشتراطات الصحية اللازمة للمواد الغذائية المخزنة أو المبردة مما ينعكس أثره إيجاباً على صحة المستهلك، إلى جانب ذلك نقترح أن تقوم الوزارة في الإسراع في إجراءات الحصول على تراخيص إنشاء مستودعات التخزين المبرد للمواد الغذائية وتحديد المواقع المناسبة لإقامتها.
صندوق التنمية الصناعية
نقترح لتقديم الدعم المالي لشركات ثلاجات المواد الغذائية الراغبة في الاندماج أن يتم إعادة هيكلة صندوق التنمية الصناعية السعودي لتقديم القروض الميسرة لهذه الشركات أسوة بما يقدمه الصندوق حالياً من قروض للمشاريع الصناعية، خاصة أن لدى الصندوق برنامج إقراض المخازن المبردة. وكذلك أن يتم الاستفادة من برنامج تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع البنوك المحلية والذي أسندت إدارته أخيرا إلى الصندوق، وذلك لتمكين ثلاجات المواد الغذائية التي تقع ضمن هذه الفئة من المنشآت من الحصول على التمويل اللازم من البنوك بعد التحقق من جدواها الاقتصادية.
مصلحة الجمارك
من الممكن أن تسهم مصلحة الجمارك بالتعاون مع الجهات المعنية لإنشاء مخازن تبريد وحفظ الأغذية ذات الكفاءة العالية وبالذات السلع والمواد السريعة التلف، مع تركيز إنشائها في المناطق القريبة من المنافذ الجمركية أو في مناطق الإيداع وإعادة التصدير القريبة من الموانئ السعودية.
البنك الزراعي
للبنك الزراعي دور مؤثر في عملية الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية، ويكمن الدور المطلوب من البنك لمساعدة الثلاجات على الاندماج في تقديم القروض الميسرة لإنشاء مخازن تبريد الأغذية من خلال الاستفادة من البرنامج الموجود حالياً في البنك في هذا المجال، وكذلك دعم وتشجيع الجمعيات الزراعية للغرض نفسه.
الدفاع المدني
يسهم الدفاع المدني بصورة غير مباشرة في عملية الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية، ويبرز دوره من خلال وضع اشتراطات الأمن والسلامة اللازمة لهذا النوع من النشاط، إضافة إلى تحديد المواقع المناسبة لإقامة المستودعات والمخازن المبردة ليسهل الوصول لها في حالة استدعاء دخول الدفاع المدني لا سمح الله.
مجلس الغرف
لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية له دور مؤثر في عملية الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية، وتكمن مساهمته من خلال جوانب رئيسة تتمثل في رصد ومتابعة جميع المتغيرات الاقتصادية الداخلية والخارجية المؤثرة في عملية الاندماج بين الشركات وتحليل انعكاساتها على بيئة الأعمال في المملكة، كذلك المساهمة مع الجهات الحكومية التنفيذية في صياغة النظم والقوانين التي تحكم عملية الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية، وإعداد البحوث والدراسات الاقتصادية التي تعنى بالقضايا المتعلقة بالاندماج بين الشركات واقتراح الحلول الكفيلة بعلاجها، إلى جانب حث وتشجيع شركات ثلاجات المواد الغذائية - وبالذات الصغيرة منها - على الاندماج فيما بينها لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق، ومواجهة الشركات الكبيرة والعريقة في السوق، إضافة إلى رفع قدرة هذه الشركات على خفض التكاليف وتحسين وتطوير أساليب العمل وبالذات في الإدارة والتسويق.
الغرف التجارية الصناعية
يتماثل دور الغرف التجارية الصناعية - إلى حد كبير - مع دور مجلس الغرف في هذا المجال، إلا أن دورها قد يتركز في الشركات الموجودة في مواقع وجود الغرف المنتشرة في مناطق المملكة كافة.
آلية تطبيق الاندماج عمليا
وأفادت الدراسة أن من أهم الخيارات المطروحة للحفاظ على الشركات المحلية خصوصا الصغيرة ومتوسطة الحجم منها لأجل رفع كفاءاتها الإنتاجية استعداداً للمنافسة المتوقعة مستقبلاً نتيجة انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية هو الاندماج وذلك عن طريق قيام أكثر من شركة بالاندماج معا إما داخل كيان شركة جديدة أو داخل كيان إحدى الشركتين مما يجعل الكيان الجديد أقوى وذا إمكانيات أكبر وقادرا على المنافسة.
وبما أن شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية والتي تصنف - حسب رأي الكثير من الاقتصاديين - ضمن المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم فإنه من الأجدر والأولى لها أن تندمج فيما بينها كأفضل الحلول لمواجهة المنافسة المقبلة.
كما أشارت الدراسة إلى أن من أهم حوافز الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية تكمن في تحقيق الربح باعتباره يمثل الحافز الأساسي للاندماج بين هذه الشركات، كذلك إمكانية زيادة المخزون من السلع المبردة. كما يعد تقليل التكاليف حافزاً مهماً لاندماج ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية، إضافة إلى تحقيق استمرارية نشاط الشركة في السوق خاصة أن السلع التي يتعامل معها تعتبر ضرورية للمستهلك، إلى جانب توفير المواد الغذائية المبردة في السوق السعودي وإمكانية تغطيتها احتياجات السوق من هذه السلع، وإمكانية توسع نشاط الشركة وقدرتها على تطوير وتحسين أساليب العمل.
الآثار المتوقعة للاندماج:
يمكن تلخيص الآثار المتوقعة لعمليات الاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية من خلال التطرق إلى جانبين رئيسيين، أولها إيجابيات الاندماج ومنها على سبيل المثال لا الحصر إمكانية تعظيم الأرباح بين الشركات المندمجة، توسيع نشاط الشركة وإمكانية تصدير بعض منتجاتها للخارج، كما يسهم الاندماج بين الشركات في توحيد نشاط التخزين مما يقلل من التكلفة التي كانت تتحملها الشركات الصغيرة مقابل تخزين المواد الغذائية، وكذلك في قيام صناعة المنتجات الغذائية لتوفر مخازن تبريد ذات كفاءة عالية ومعتمدة على المنتج الوطني.
ويسهم الاندماج أيضا في تأمين احتياجات السوق السعودي من السلع والمواد الغذائية، تحسين الكفاءة الإنتاجية ورفع مستوى المبيعات أو الخدمة وبالتالي زيادة الأرباح وتقديم خدمات متميزة للمستهلك، إلى جانب أن الاندماج وسيلة لتقوية ودعم التنافس من خلال تركيز الأموال وخلق كيانات كبيرة، ومن زاوية أخرى توحيد القوى التجارية والمالية للشركات المندمجة مما يساعدها في الوقوف أمام المنافسة سواء على المستوى المحلي أو الدولي، كما أن استخدام أساليب التقنية الحديثة في التخزين المبرد يسهم في تطوير منتجات الشركات المندمجة للمنافسة في السوق المحلي والعالمي، إضافة إلى أن الشركات ذات الكيانات الكبيرة تستطيع عمل خطط طويلة المدى والتدريب للكوادر الفنية والإدارية الوطنية وزيادة توفير الفرص الوظيفية.
وإذا كانت الإيجابيات السابقة للاندماج مزايا له فلا يعني هذا أنه يخلو من بعض السلبيات ولكن بصفة عامة التأثير ليس سلبياً من الناحية الاقتصادية. وتتمثل أهم السلبيات الناتجة عن عمليات الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية في صعوبة الاندماج بين ثلاجات التبريد لاختلاف الوضع بين نشاط التبريد كمخازن تبريد ونشاط بيع السلع المبردة، كذلك صعوبة فصل نشاط التبريد كمخازن وتجارة السلع المبردة القائمة.
كما أن اختلاف أنواع النشاط بين السلع المبردة أو المخزنة في الثلاجات يمثل أبرز سلبيات الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية، إلى جانب أن الاندماج قد يؤدي إلى احتكار كلي كامل أو احتكار قلة مما يحد من درجة المنافسة ويؤدي إلى التحكم في المستهلك والأسعار، إضافة إلى أن عدم توفر الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في مجال التخزين المبرد للمواد الغذائية قد يكون من إحدى سلبيات الاندماج.
النتائج والتوصيات
من خلال استعراض المحاور السابقة للدراسة وتحليل البيانـات والمعلومات الخاصة بمجتمع العينة (شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية) وتحليل مصادر المعلومات الأساسية ومرئيات المختصين في هذا الجانب، فقد توصلت الدراسة إلى أن تطبيق عملية الاندماج بين شركات ثلاجات التخزين المبرد للمواد الغذائية يمثل جانباً مهماً وأساسياً تتطلبها معطيات الفترة القادمة من تسارع وتيرة التنمية في المملكة والانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي وبالذات دخول المملكة في منظمة التجارة العالمية، لذا ينبغي النظر إليه كمشروع ملزم لا مجرد دراسة.
كما وجد من خلال نتائج المسح الميداني لشركات التخزين المبرد للمواد الغذائية أن منطقة الرياض تستحوذ على النسبة الأعلى من حيث إجمالي عدد شركات ثلاجات المواد الغذائية في المملكة، بما يمثل ربع هذه الأعداد وبنسبة 25 في المائة، يليها من حيث الأهمية منطقة مكة المكرمة بنسبة 20.3 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 18.4 في المائة.
وبما أن نسبة استجابة شركات ثلاجات المواد الغذائية من خلال نتائج المسح الميداني كانت جيدة حيث وصلت هذه النسبة إلى نحو 70 في المائة من إجمالي العينة التي شملها المسح، مما يدل على أن هناك مؤشرا جيدا على رغبة واستعداد هذه الشركات على التفكير الجاد نحو الاندماج فيما بينها.
وفيما تشير نتائج المسح الميداني أن هناك نسبة تزيد على 41 في المائة من إجمالي الثلاجات التي شملها المسح تقوم باستئجار مخازن تبريد للسلع والمواد الغذائية، فإن هذا مؤشر جيد على الاستخدام المشترك للمخازن من خلال تطبيق عملية الاندماج بين هذه الثلاجات.
كما تبين حسب نتائج المسح الميداني للشركات أن رأس المال المستثمر متفاوت من شركة إلى أخرى وذلك حسب حجم المنطقة الإدارية وحجم المنشأة الإداري والمالي وطبيعة السلع المخزنة فبعضها يصل حجم الاستثمار فيها إلى مليون ريال، والبعض الآخر يتعدى الـ 250 مليون ريال.
ومن أهم المؤشرات التي تم استنباطها من المسح الميداني وبناء على مرئيات أصحاب القرار في شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية، أن فكرة الاندماج كانت مقبولة وبنسبة وصلت إلى 52.6 في المائة من إجمالي الشركات التي شملها المسح. بينما بلغت نسبة الشركات التي لم يكن لديها الرغبة أو القبول بعملية الاندماج 47.4 في المائة. وأيضا أن عملية الاندماج بين الشركات تتأثر بالعديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية منها ما هو تأثيره مباشر والبعض الآخر يؤثر بصورة غير مباشرة، غير أن وزارة التجارة والصناعة تعتبر من أبرز الجهات التي لها دور مؤثر في عملية الاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية.
كما أكدت نتائج المسح الميداني أن اختلاف أنواع النشاط بين السلع المبردة أو المخزنة في الثلاجات يعد معوقاً رئيساً للاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية، غير أن هناك إيجابيات ومكاسب كبيرة للاندماج بين شركات ثلاجات المواد الغذائية تفوق الآثار السلبية التي قد تنشأ من عملية اندماج هذه الشركات.
وأمام تلك النتائج للمسح الميداني، أوصت الدراسة بضرورة تحديد السياسات والإجراءات والنظم الكفيلة لتنفيذ عملية الاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية على أطر مؤسسية، وكذلك تكوين شركة كبيرة متخصصة في مجال التبريد ودعوة أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة بها كمؤسسين. كما دعت إلى ضرورة دراسة موضوع الاندماج على مستوى المملكة ككل وكذلك على مستوى المناطق الإدارية كل على حدة، على أن تفرق الدراسة بين شركة التبريد التي تعمل في مجال تأجير مخازن التبريد وتلك التي تتاجر بالسلع المبردة.