«الجمل السوري العملاق».. يثير فضول علماء الآثار
مازال ''الجمل السوري'' العملاق، الذي اكتشفته البعثة السورية - السويسرية لأول مرة في تشرين الأول(أكتوبر) عام 2006 يشكل حدثاً استثنائياً ولغزاً يثير الفضول في الأوساط العلمية وعلماء الآثار نظراً لعدم المعرفة بهذه الجمال إلى يومناً هذا وكذلك بسبب عدم معرفة كيفية انقراضه تماماً.
ويبلغ حجم ''الجمل السوري العملاق'' ضعفي حجم الجمل الطبيعي، كما أن ارتفاعه بين ثلاث وأربع ياردات، أي أن حجمه يوازي حجم الفيلة الإفريقية تقريباً حسب ما نقل موقع شبكة cnn.
أما الاسم العلمي الذي أطلقه العلماء على الجمل السوري العملاق فهو ''كاميلوس موريلي'' Camelus Moreli تكريماً لذكرى زميلهم فيليب موريل الراحل والخبير الأثري في عصور ما قبل التاريخ.
#2#
وعند اكتشافه، قال جان ماري لوتانسورر، الذي يقود فريق البحث، ''إن الجمل من فصيلة الجمل العربي، وحيد السنام، ولكنه كبير جداً وطويل جداً.'
وقال إن الجمل العادي ظهر في منطقة الشرق الأوسط قبل نحو ستة أو سبعة آلاف عام، وبالتالي فإن الجمل العملاق يمثل النموذج البري له، وهو ''قديم للغاية.''
الدكتورة هبة السخل، مديرة المتحف الوطني في دمشق ،المسؤولة عن نشاط بعثات التنقيب الأجنبية في سورية ترى أن ''هذا الاكتشاف للجمل العملاق يعتبر ذا أهمية علمية كبيرة تحتاج إلى دراسة أدق''، كما تتوقع أن ''تتم اكتشافات أخرى في المنطقة عبر التنقيبات الجديدة لأنه من المستحيل العثور على قطعة واحدة''، وفقاً لما ذكره موقع ''سويس إنفو.''
وفيما يخص التفسير المحتمل لوجود حيوان بهذا الحجم في المنطقة، يقول لوتانسورر: ''نعرف أن هذه الحيوانات كان لها وجود في العصور القديمة ولو أننا نجهل كلية كيفية تحولها إلى حيوانات ضخمة، ولكن ما نعرفه هو أن هذه الحيوانات اختفت بشكل فجائي وكأنها أصبحت أكبر بكثير وغير متلائمة مع تحولات طرأت آنذاك.''
وبالعودة إلى الجمل العملاق يقول البروفيسور جون ماري لوتانسورر ''قد يكون هذا الجمل العملاق ونظرا لضخامة جسمه وصل إلى مرحلة اختلال في التوفيق بين احتياجاته اليومية وما هو متوافر من موارد طبيعية مما جعله ينقرض نهائيا في حدود 80 ألف عام قبل الميلاد''.
يشار إلى أن البعثة الأثرية السورية ـ السويسرية اكتشفت هذا الجمل العملاق في منطقة بئر الهُمّل في حوض الكوم قرب تدمر في سورية وهو بقايا جمل عملاق يُعدّ أول نموذج يُعثر عليه في العالم أجمع.
كما أن الحفريات المتواصلة في الموقع توصلت إلى العثور على بقايا جمال من فئات غير معروفة وجدت في طبقات تعود إلى نحو 400 ألف سنة، وهو ما يلغي النظرية السائدة حول منشأ الجمال في الأمريكتين ووصولها قبل عشرة آلاف سنة إلى إفريقيا عبر الصين والقارة الآسيوية.
يذكر أن الاعتقاد السائد هو أن تاريخ وصول الجمال إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يتعدى عشرة آلاف سنة.
وانتهى عالم الآثار السويسري إلى أن ''هذا الاكتشاف يعد أهم اكتشاف نعثر عليه، إذ يتعلق الأمر بصنف حيواني جديد من فصيلة الجمال.''