الجوال والأزمة المرورية

الجوال والأزمة المرورية

الجوال والأزمة المرورية

<p><a href="mailto:[email protected]">iqtisad@fantookh.com</a></p>

عندما تقود سيارتك تفاجأ أحيانا بأن أمامك سيارة تمشي الهوينى من دون أي مبالاة بالسيارات الأخرى، وإذا وقفت لا تكاد تمشي وإذا مشت ربما لا تقف في الوقت المناسب. تستغرب من أمرها! أترى قائدها تحت تأثير الكحول!! أبدأّ! فبنظرة خاطفة إلى السائق تراه يكتب رسائل نصية عبر الجوال ويتصف أغرب "البلوتوثات".
لقد أصبحت مظاهر استخدام الجوال أثناء القيادة أمرا مألوفا جدا في طرقنا، وبالطبع فإن مثل هذه المواقف تؤدي إلى إعاقة حركة المرور في الشوارع، وقد تتسبب في بعض الحوادث. وبما أن انتشار هذه الظاهرة وصل إلى حد كبير جدا وجبت دراستها ومحاولة إيجاد حلول جادة لها.
لماذا يسبب استخدام الجوال خلال القيادة هذه المشاكل؟ هناك عدة إجابات لهذا السؤال. فمن أهم ما يعوق قائد السيارة عن القيادة بشكل سليم هو انشغال أحد يديه بالإمساك بالجوال ورفعه إلى الأذن، بذلك يكون جزء من تركيز عقل الإنسان منشغلا بإبقاء الجوال في المكان السليم، فضلا عن قيادة السيارة بيد واحدة فقط، مما يقلل من إمكانية التحكم بها. بالطبع فإنه يمكن حل هذه المشكلة أو التقليل الجوهري من أثرها وتأثيرها عن طريق استخدام سماعة الأذن، والأفضل من ذلك استخدام سماعة السيارة.
ولكن ليس هذا السبب الوحيد الذي يقلل من مستوى القيادة عند استخدام الجوال، فإن المحادثة عبر الجوال تحتاج إلى تركيز ذهني، مما يقلل مستوى التركيز خلال القيادة. قد يكون قائد السيارة قادرا على قيادة سيارته بشكل جيد حتى عند استخدامه للجوال، ولكن عند حدوث أمر مفاجئ وغير معتاد فإنه لن يتمكن من التفكير بشكل الصحيح ولن يتصرف السرعة المطلوبة، مما قد يتسبب في الكثير من المشاكل.
هناك العديد من الدول التي وضعت قوانين صارمة تمنع من استخدام الجوال أثناء القيادة، ففي بولندا قد تصل غرامة استخدام الجوال أثناء القيادة إلى ألف دولار أمريكي، وفي فرنسا تصل الغرامة إلى أربعين يورو، وفي مصر تصل الغرامة إلى مائة دولار أمريكي. أما في الولايات المتحدة، فإن الموقف يتفاوت بين ولاية وأخرى، فبعضها قد منع ووضع غرامات، والبعض الآخر ما زال يناقش الموضوع، والبعض لم يضع أية قوانين تمنع تلك الظاهرة.
أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة الحوادث التي يتسبب بها استخدام الجوال أثناء القيادة قد تصل إلى 40 في المائة من الحوادث. يظهر من هذه النسبة أهمية إيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة. إن جهاز الجوال أصبح أداة أساسية في حياتنا وساعدنا في تسهيل الكثير من أمورها، وسيتغلغل بشكل أكبر عن البدء في استخدام الجيل الثالث منه وكثرة تطبيقاته، لذا وجب تنظيمه ومنع استخداماته التي قد تتسبب بالضرر العام.
لذا فإنني أوصي وبشدة بتوعية الناس بعدم استخدام جهاز الجوال أثناء القيادة وفرض غرامة معقولة على من تحدث بالجوال أثناء القيادة من دون استخدام سماعة مساعدة.

الأكثر قراءة