العالم لا يتبع طريقا مستديما نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة

العالم لا يتبع طريقا مستديما نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة

ناقشت أكبر الاقتصادات العالمية أمس الأول، سبل التعاون نحو الانتقال إلى مصادر نظيفة للطاقة وإن كانت وكالة الطاقة التي تقدم المشورة للدول قد حذرت من أن العالم لا يتبع نهجا يؤمِّن الاستدامة.
وافتتح كبار المسؤولين في الاقتصاديات التي تنتج 80 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي مباحثات تستمر يومين في واشنطن في إطار مبادرة أمريكية للتوصل إلى اتفاق مشترك في المفاوضات الشائكة بشأن التوصل إلى معاهدة جديدة للحد من التغير المناخي.
يأتي الاجتماع في حين تسعى الولايات المتحدة لاحتواء أسوأ كارثة نفطية في تاريخها بسبب تسرب النفط من بئر تستغلها "بريتش بتروليوم" في خليج المكسيك، بعد غرق منصة ديب هورايزن في نيسان(أبريل).
وقال نوبيو تاناكا المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة للمندوبين "من دون تغييرات كبيرة في طريقة إنتاجنا واستخدامنا للطاقة سنواجه مخاطر تهدد أمننا الجماعي في مجالي الطاقة والبيئة في المستقبل".وأضاف "في الواقع، إن حادث ديب هورايزن في خليج المكسيك هو تذكير مأسوي بذلك".
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة في دراسة حديثة أنه من دون الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري، فإن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث الذي يعتبر سببا في ارتفاع حرارة الأرض ستتضاعف تقريبا بحلول 2050.وقالت الوكالة إنه بغض النظر عن المنافع البيئية التي يمكن أن تتحقق بفضل تحويل السيارات الخفيفة إلى سيارات صديقة للبيئة بحلول 2050، فإن هذا القرار يمكن أن يوفر على المستهلكين في العالم قرابة 112 تريليون دولار. حتى وإن بلغت تكلفة التعديل 46 تريليون دولار.
وقال تاناكا "لا نزال نواجه تحديات جسيمة، ولكن كل يوم ننتظر فيه، تزداد التحديات قسوة. كل سنة تأخير تضيف 500 مليار دولار إلى تكلفة التحرك المطلوب".وتوقع مندوبون صدور إعلانات بشأن مبادرات مشتركة في ختام الاجتماع الذي يستمر يومين رغم أنه لم يتضح مدى جديتها.
وستشمل المناقشات كيفية تطوير فحم حجري أقل تلويثا. ويوفر الفحم الحجري أكثر من ربع احتياجات العالم من الطاقة ويعتبر قضية حساسة سياسيا بالنسبة للولايات المتحدة والصين، أكبر ملوثين في العالم.وقال وزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو، "الهدف هنا ليس مناقشة ما يمكن الاتفاق بشأنه. هدفنا هنا اليوم هو القيام بأفعال ملموسة".
واعتبر تشو أن الأولوية ينبغي أن تركز على المعايير الدولية لكفاءة الطاقة. وقال إن الثلاجات الأمريكية التي تستهلك أكبر كمية من الكهرباء ازدادت كفاءة وكذلك حجما، مما أدى إلى تقليص المنافع المرتجاة من التقدم التكنولوجي.
وشجع تشو الدول على تبني خطط لطلاء أسطح المنازل بالأبيض لكي يتم تقليص كمية الطاقة المستهلكة من الكهرباء.
واجتماع الطاقة النظيفة الذي توقع تشو أن يكون الأول ضمن سلسلة من الاجتماعات المماثلة، منبثق عن منتدى أكبر اقتصاديات العالم، الذي تقوده الولايات المتحدة ،الذي يشكل ملتقى للدول الكبرى الساعية إلى مكافحة التغير المناخي.
وتسببت خلافات بشأن ما يفترض أن تقدمه الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة في عدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الرامية إلى إيجاد اتفاقية بديلة لبروتوكول كيوتو، الذي يحدد ما ينبغي على الدول أن تخفضه من انبعاثات الكربون. وتنتهي صلاحية بروتوكول كيوتو في 2012.
وتشارك في المفاوضات أستراليا ،البرازيل ،بريطانيا ،كندا ،الصين ،الدنمارك ،فنلندا ،فرنسا، ألمانيا ،الهند ،إيطاليا ،اليابان ،المكسيك ،النرويج ،روسيا ،كوريا الجنوبية ،الإمارات العربية المتحدة ،والولايات المتحدة.
كما يشارك الاتحاد الأوروبي إلى جانب عدد من المنظمات الدولية.

الأكثر قراءة