هل قبول 90 % من خريجي الثانوية في الجامعات أمر صحي؟

هل قبول 90 % من خريجي الثانوية في الجامعات أمر صحي؟

إشارة إلى مقال في العدد 6119 تاريخ 1/8/1431هـ تحت عنوان «خريجو الثانوية والجامعات وسوق العمل» بقلم الكاتب الدكتور عبد الرحمن الطريري، الذي تطرق إلى ما ذكره وزير التعليم العالي أن جامعات المملكة ستقبل 278 ألف طالب وطالبة من خريجي الثانوية العامة لهذا العام.
أقول لا شك أن هذا رقم يلفت النظر بشأن قبول 90 في المائة من الخريجين للالتحاق بالتعليم العالي، إذا ماذا أبقى للقطاعات الأخرى خصوصا المجالات المهنية والفنية؟ صحيح أن حرية الاختيار للطالب هي المعيار الأساس فيما يرغب التخصص فيه، لكن قبول 90 في المائة من خريجي الثانوية للتعليم الجامعي أمر في رأيي غير مدروس، لأنه من الواضح أن سوق العمل المتاح يحتاج لخريجي الثانوية وما في مستواها وليس إلى خريجي الجامعات، ولكن في حقيقة الأمر يحتاج سوق العمل إلى دراسة معمّقة ونفس طويل. أعتقد أنه من الضرورة بمكان أن يعد منهج من التربويين والمختصين حول ثقافة المهنة وممارستها والميزات والحوافز التي سيحصل عليها الخريج مستقبلا سواء كانت مادية أو معنوية، وذلك من خلال تجهيز جناح للتعليم المهني في كل مدرسة متوسطة وثانوية يضم ورشا مجهزة بالحد الأدنى من المعدات لمختلف المهن المتعارف عليها ويحتاج إليها السوق مثل: الكهرباء – السباكة – الحدادة – النجارة – التكييف – الإلكترونيات – البناء – السيارات وما يتعلق بها من ميكانيك، كهرباء ، سمكرة، الحلاقة، وإضافة حصة واحدة في الأسبوع بدءاً من المرحلة المتوسطة يتعرف خلالها الطلبة نظرياً وعمليا على المهن التي أشرنا إليها، ويكون ذلك بمرور الطلبة خلال حصتهم المهنية كل أسبوع على واحدة من المهن المشار إليها أعلاه، ويكون ذلك خلال ثلاث سنوات هي ( المرحلة الدراسية المتوسطة )، التي هي كفيلة بأن تذيب كل سلبيات المهن من نفوس الطلبة، وتقضي على ثقافة العيب الموجود الآن عند كثير من الطلاب، وبانتهاء هذه المرحلة يكون الطلبة قد تعرفوا على مختلف المهن وتكونت لدى كل منهم رغبة في ممارسة إحدى هذه المهن والتخصص فيها، وتكون الحصة المهنية في المرحلة التالية( الثانوية ) مرحلة تخصص الطالب في المهنة التي اختارها ووجد نفسه تميل إلى ممارستها بعد تخرجه في الثانوية العامة.
وهكذا نكون قد وفرنا لسوق العمل كما هائلاً من المهنيين توجهوا لممارسة مهنهم بحماس ورغبة ودون ضغوط ، خصوصا عند صرف مكافأة مادية عند التخرج، إضافة إلى قرض يمنح لمن يرغب في تأسيس ورشة مستقلة لممارسة مهنته. أرى أنه بمثل هذه الأفكار نكون قد حققنا الهدف من خلال هذه الاستراتيجية الطويلة الأمد ،التي تمكن المواطن من دخول سوق العمل المهني بإرادته دون ضغوط وهذا هو النجاح بعينه، وبعد ذلك نرى ونلمس الآثار الإيجابية وهي تناقص العمالة الوافدة شيئاً فشيئاً.

محمود أبوالهوى
[email protected]

الأكثر قراءة