الطيارون الألمان حائرون من أشعة مجهولة تسبب حروقا في شبكية العين
أصبحت المطارات الألمانية الكبيرة هدفا هي الأخرى لهذه الهجمات حيث سجلت الهيئة الألمانية لأمن الطيران حوادث شبه يومية بسبب هذه الأشعة كما حدث في برلين وهامبورج، على سبيل المثال.
يمكن أن تكون عواقب هذه الهجمات كارثية للطيارين حيث أوضح جيورج أيكرت المتحدث باسم رابطة أطباء العيون في ألمانيا التي تتخذ من مدينة
دوسلدورف مقرا لها أن هذه الهجمات يمكن أن تتسبب في حروق في شبكية العين في أسوأ حالاتها، وذلك إذا أصابت العين مباشرة، وأن الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الحروق غير قابلة للعلاج مما يجعل عيون المصابين تظهر فيها بقع سوداء.
والخطير في أشعة الليزر حسب البروفيسور كارستن فالنيش، أستاذ الفيزياء في جامعة مونستر، هو قوة حزمة الأشعة الضوئية حيث تظل الأشعة مكثفة ومركزة حتى بعد أن تقطع عدة مئات من الأمتار مما يجعل الطاقة المكثفة للضوء تصيب مساحة صغيرة للغاية من الجسم فتضره بقوة.
ورغم أن أجهزة أشعة الليزر المتداولة في الأسواق ليست مصدر خطر، إلا أن هناك أجهزة تباع عبر الإنترنت تفوق نسبة واحد مللي وات من قوة ضوء الليزر المسموح بها في ألمانيا مائة مرة. يبدو أن الطيارين عاجزون عن مواجهة هذه الأشعة.
وعن ذلك، يقول الطيار ماركو جريفه: ''رغم وجود نظارات واقية من هذه الأشعة إلا أنها تحمي فقط ضد موجات ضوئية بطول معين، كما أن الطيارين يعتمدون على عيونهم في الرؤية الليلية حيث يؤدي ارتداء النظارة إلى تعتيم الرؤية بعض الشيء ليلا''.
يجرم القانون الألماني هذه الهجمات التي تستخدم فيها أشعة الليزر على القطارات والسفن والملاحة الجوية ويعاقب عليها بالسجن مدة قد تصل إلى عشر سنوات، غير أنه من الصعب حسب ميشائيل فورمان من الهيئة الألمانية لأمن الطيران ضبط الجناة متلبسين بالجريمة''.
وتحاول الشرطة التوصل لمنفذي هذه الهجمات بمساعدة الطيارين والبحث عن شهود، واستطاعت الإمساك في كانون الثاني (يناير) بأحد المشتبه بهم في مدينة هام بعد أن وجه أشعة الليزر لطائرة عمودية تابعة للشرطة ثم عوقب بالسجن مع وقف التنفيذ بسبب الاعتداء على الملاحة الجوية.
ألقت الشرطة القبض على متهمين اثنين في هامبورج منتصف حزيران (يونيو) الحالي، يعتقد بأنهما وجها مثل هذه الأشعة صوب طائرات أثناء هبوطها في مطار هامبورج.
أما الطيار ماركوس جريفه الذي يعمل في نادي السيارات الألماني ''آ دي آ تسيه'' فقد عاد لعمله ثانية بعد أن شفيت عيناه هذه المرة ومن دون آثار دائمة فيهما.