الهيئة العليا للسياحة تُفعْل آلية تطبيق الإدارة الإلكترونية
الهيئة العليا للسياحة تُفعْل آلية تطبيق الإدارة الإلكترونية
واكبت الهيئة العليا للسياحة منذ إنشائها توجهات الدولة في تطبيق أنظمة الإدارة الإلكترونية والتي توجت أخيراً بإقرار مجلس الوزراء لنظام "يسّر" بمبلغ ثلاثة مليارات ريال، وقد وظفت الهيئة تقنية الحاسب لخدمة العمل المؤسساتي بصورة متكاملة، حيث زودت جميع موظفيها على مختلف مستوياتهم الوظيفية بجهاز حاسب آلي خاص، ودربتهم على إتقان استخدام الأجهزة والأنظمة بشكل متقدم، كما عملت على إيجاد الحلول الآلية المتكاملة لجميع أعمالها في محاولة جادة وطموحة للاستغناء عن التعامل بالمعاملات الورقية بأكبر نسبة ممكنة، والوصول إلى أقصى سرعة لإنجاز المعاملات والقضاء على الروتين والتأخير الذي تسببه دورة المعاملات الورقية والاستعاضة عنها بالأنظمة الآلية.
جهزت الهيئة منذ السنة الأولى لإنشائها نظام الشبكة الافتراضية الخاصة VPN التي تتيح للموظفين والمتعاونين معها العمل عن بعد من أي مكان في العالم لمزاولة أعمالهم وكأنهم داخل الهيئة بطريقة إلكترونية محصنة ضد الاختراق.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة لـ"الاقتصادية"، أن الاستفادة من التقنيات ليست خيارا بل أصبحت ضرورة قصوى وحتمية، وأن الجهود التي تبذل اليوم من أجل الاستفادة من تقنية المعلومات تأتي ضمن إطار مبادرة الدولة بشكل عام نحو الإدارة الإلكترونية، خاصة أن المملكة أكبر سوق ومستخدم في العالم العربي لتقنيات الكمبيوتر، مؤكدا ذلك بقوله:"سنرى قريبا جدا المملكة من الدول إن لم تكن الأبرز عربيا في قضية تسخير هذه التقنيات للاستمرار في البناء والتنمية".
وقال الأمير سلطان إن الهيئة تهدف من خلال تطبيق تقنية المعلومات إلى توفير الخدمات بكفاءة عالية، وتوفير خدماتها إلكترونيا للمواطنين والشركاء من خلال شبكة المعلومات العالمية" الإنترنت" مما يتيح لهم خدمة البحث عن المعلومات بصورة أكثر سرعة وفاعلية، إضافة إلى التركيز على مشاريع البنية التحتية التقنية التي تشكل أساسا للتطبيقات والخدمات الإلكترونية.
من جانبه أوضح الـمهندس عبدالله الموسى، مدير تقنية المعلومات في الهيئة العليا للسياحة لـ"الاقتصادية"، أنه تم ربط الأجهزة السياحية في المناطق بشبكة متكاملة من الأنظمة الإلكترونية، لجميع الخدمات والاستثمارات السياحية. مضيفاً أن التكلفة الإجمالية لمشروعات تقنية المعلومات في الهيئة منذ إنشائها بلغت قرابة ثمانية ملايين ريال اشتملت على تأسيس البنية التحتية، وخدمات (الإنترنت)، وصيانة الشبكة الداخلية، وتراخيص البرامج وصيانتها، وتجهيز شبكة داخلية تربط إدارات الهيئة وأقسامها المختلفة سلكياً ولاسلكياً، وتطوير نظام بريد إلكتروني لتسهيل الاتصالات الداخلية والخارجية، وتطبيق نظام أمني لحماية الشبكة الداخلية وقواعد البيانات في الهيئة.
وذكر الموسى، أنه من أبرز الأنظمة التي أنجزتها الهيئة في مجال الإدارة الإلكترونية، مايلي:
ـ نظام التأشيرة السياحية الإلكتروني: يعد هذا النظام من أحدث الأنظمة التي تطبقها الهيئة حالياً بعد أن وقعت الهيئة اتفاقية مع شركة العلم (التابعة لوزارة الداخلية) المتخصصة في أمن المعلومات والأعمال الإلكترونية وذلك لتقديم خدمات الدعم الفني لإنشاء وتشغيل نظام التأشيرة السياحية الإلكتروني الخاص بالهيئة العليا للسياحة. والذي أعلن أمين عام الهيئة عن إطلاقه الأسبوع الماضي ليتيح منح التأشيرة السياحية لزيارة المملكة من قبل السياح الدوليين.
وبموجب هذا النظام يتم إصدار التأشيرات السياحية عبر نظام إلكتروني يقوم بتنفيذ عملية إصدار التأشيرات السياحية ويرتبط النظام بقواعد بيانات مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الحج والهيئة العليا للسياحة. ويشمل النظام التبليغ عند المغادرة، وكذلك تقديم خدمة الإحصائيات المستمدة من المعلومات المتوفرة لدى مركز المعلومات الوطني حول دخول وخروج السياح. كما يشمل المشروع ربط الشركات السياحية بالنظام لتسهيل إجراءات طلب هذه الشركات للتأشيرات السياحية إلكترونياً بين الجهات المعنية الأخرى.
ـ نظام تخطيط موارد المنشآت الحكومية GRP الإلكتروني لتطوير الخدمات المساندة: طبقت الهيئة منذ عامين تقريباً نظام تخطيط موارد المنشآت الحكومية GRP الإلكتروني لتطوير الخدمات المساندة بالهيئة.
وتعتمد هذه التطبيقات على قواعد بيانات وحلول شركة أوراكل، ويهدف إلى تسهيل استخدام نظم المعلومات المتكامل على صعيد قطاع الخدمات المساندة الذي يشمل إدارات المالية، والموارد البشرية، والمشتريات، والمراجعة الداخلية، وإشراك جميع موظفي الهيئة وتدريبهم على المشروع بما يضمن تحقيق الفائدة القصوى من الخدمات التي يقدمها قطاع المساندة لقطاعات الهيئة الأخرى.
ـ نظام سير العمل الإداري Workflow : تستخدم الهيئة نظام متابعة العمل الإداري Workflow الذي هو إحدى مبادرات الهيئة في مجال تطبيقات الإدارة الإلكترونية.
وحرصت الهيئة على أن يتم التنفيذ بناءً على استراتيجية تضمن تقبل المستخدمين النهائيين للتغيير في إجراءات العمل الأمر الذي أدى إلى زيادة الكفاءة و الإنتاجية للاستخدام في أقل وقت، كما تم إعداد برنامج تدريبي مكثف يشمل بناء فريقي عمل قادرين على قيادة المشروعين وتقديم التدريب وخلاصة التجربة إلى المستخدمين النهائيين.
ويعزز هذا النظام الإنتاجية في العمليات الإدارية متكاملا مع الأنظمة التطبيقية الأخرى، مما يجنب الهيئة تكرار إدخال المعلومات والأخطاء المصاحبة لها، وأدى تطبيق النظام إلى تطوير إجراءات وسياسات العمل ورفع كفاءة الأداء؛ حسب ما توفره التقنيات الحديثة، وكذلك تنسيق أساليب جمع المعلومات والمحافظة عليها مع تسهيل الحصول على المعلومات للمساندة في دورة اتخاذ القرار، وأخيراً تقليل الاعتماد على المعاملات الورقية، وحفظ الوثائق والمعلومات بشكل إلكتروني مما يساعد في سرعة الاسترجاع والسرية.
ـ الاتصال المرئي عن طريق الإنترنت Video Conference: يعمل هذا النظام على ربط الأجهزة السياحية عن طريق الاتصال المرئي، وعقد المؤتمرات والندوات الخارجية والداخلية عن طريق الاتصال المرئي دون تكلف عناء السفر والانتقال من مكان إلى آخر، مع المحافظة على الخصوصية وسرية الاجتماعات إذا تطلب الأمر ذلك.
ـ مشروع النظام الآلي لإدارة المشاريع (متابعة تنفيذ خطة العمل) (GPM): تعتبر الهيئة من أوائل الأجهزة الحكومية والخاصة التي تطبق مثل هذا النوع من الأنظمة الإلكترونية الحديثة حيث أصبح بالإمكان إدارة و متابعة جميع مشاريع وبرامج الهيئة من خلال نظام آلي متطور، دون الحاجة إلى التقارير أو الآليات اليدوية التقليدية في إدارة المشاريع، كما أن هذا النظام يتيح الفرصة لتبادل المعلومات ونشرها بشكل آني لجميع مستويات الإدارة، وبالتالي يمكن الجميع من التعامل مع المشروع حسب المراحل المختلفة وعلاقتها بجميع قطاعات وإدارات الهيئة.
ـ خدمات الإنترنت المتعددة: يقدم موقع www.sct.gov.sa الذي تشرف عليه إدارة الإعلام بالهيئة والذي تم تصميمه وتطويره وتشغيله داخل الهيئة ويقدم لزائريه باقة منوعة من أخبار الأمانة العامة، وأبرز المناشط اليومية التي يتم تنظيمها، وأبرز المشاريع والمبادرات التي تقدمها الهيئة لتنمية السياحة الوطنية.
كما يتميز موقع ماس على الإنترنت mas.gov.sa بإتاحة الإصدارات والدراسات المتخصصة والإحصاءات السياحية السنوية، وقد قام مركز ماس التابع للهيئة بحصر جميع إصدارات الهيئة منذ إنشائها؛ وتغطي هذه الإصدارات جوانب عدة في صناعة السياحة والسفر، وتوجهات الهيئة في تحفيز الاستثمار السياحي، وتنمية الموارد البشرية السياحية، والحفاظ على التراث العمراني والآثار وتنميتهما سياحياً، ودعم الفعاليات السياحية.
أما موقع www.sauditourism.gov.sa فيعتبر بوابة إلكترونية لسياح الداخل والخارج، بالمعلومات التي يعرضها حول المملكة العربية السعودية، ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي. كما يقدم نبذة عن أماكن الجذب السياحي، ومقتطفات عن مناخ البلاد، والمناطق، والوضع الاقتصادي، وفعاليات المهرجانات السياحية، هذا عدا معلومات عن مناسك الحج والعمرة باللغات العربية والبنغالية والفرنسية والإندونيسية والتاميلية والتركية والإنجليزية.
وفي خطوة أخرى ضمن تطبيقاتها للحكومة الإلكترونية دشنت الهيئة الموقع الخاص بالأجهزة المحمولة والذي يتيح تصفح موقع الهيئة sct.gov.sa عبر الهاتف الجوال.
ـ نظام المعلومات الجغرافية GIS : تمكنت الهيئة من إعداد أكثر من خمسين طبقة (Layers) متعددة الاهتمامات باستخدام هذا النظام، حيث توضح الخرائط التي يحتوي عليها العديد من الجوانب والمظاهر المرتبطة بتطوير السياحة بالمملكة مثل تحديد الأقاليم الجغرافية وتضاريس سطح الأرض والمحميات الطبيعية والمجموعات النباتية وأنواع المراعي والمناطق العمرانية وخطة التنمية العمرانية وشبكة الطرق وسكة الحديد والمعدلات اليومية للرطوبة ودرجات الحرارة والأمطار وغيرها. ويمكن من خلال الميزات والخصائص المتوافرة في نظام المعلومات الجغرافية (GIS) جمع بيانات هذه الخرائط أو بعضها ضمن خريطة واحدة حسب المطلوب.
- كما توزع إدارة الإعلام بالهيئة يومياً الملف الصحافي إلكترونياً عبر برنامج الآوت لوك، ليتسنى لجميع الموظفين والموظفات مطالعة أخبار قطاع السياحة بالمملكة، وآراء الكتاب والمهتمين بشؤون السفر. ويضم الملف الصحافي مجموعة من الأخبار المتعلقة بالشأن السياحي في جميع المناطق، فضلاً عن أبرز الأخبار ذات العلاقة بشؤون الحج والعمرة وخطوط الطيران وغيرها من القطاعات المساندة لصناعة السياحة. ويقوم عدد من موظفي إدارة الإعلام يومياً باستخلاص الأخبار من الصحف المحلية الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك من خلال مواقع الصحف على شبكة الإنترنت أو أخذ صور ضوئية للمواد التي لا تتوافر لها روابط إلكترونية. ويوزع الملف على شكل جدول ترتب فيه الأخبار حسب الأهمية.
كما يتم وضع الملف على موقع الهيئة لمن يرغب الاطلاع عليه من أي مكان في العالم.
جوائز دولية
حققت الهيئة منجزات لاقت ثناءَ من منظمات وهيئات لها مكانتها محليا ودوليا، وعلى إثرها حققت جوائز عالمية ومن أبرزها اختيار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة رئيس مجلس إدارة الأطفال المعوقين كرجل العام في مجال تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية لعام 2003. وجاء الاختيار لجهوده في دعم تقنية المعلومات بالمملكة، وتطبيق مفاهيم الحكومة الإلكترونية في الهيئة العليا للسياحة وجمعية رعاية الأطفال المعوقين، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وذلك بعد أن خضعت عملية الاختيار لمعايير وقياسات عالية.
ومن الشخصيات التي سبق وأن حصلت على الجائزة في المنطقة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات حاكم دبي، والدكتور إبراهيم المشاري نائب رئيس مجلس إدارة شؤون تقنية المعلومات في شركة أرامكو السعودية. وتمنح الجائزة من قبل مجموعة نشر تقنية المعلومات "آي تي بي" المتخصصة في مجالات تقنية المعلومات والأسواق والمعرض التجارية والسياحة، فضلاً عن إصدارها 26 مجلة متخصصة يتم توزيعها في جميع أنحاء العالم.
كما كرمت منظمة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي (IDCL) الهيئة العليا للسياحة نظير تطبيقاتها للإدارة الإلكترونية عن القطاع الحكومي العام. وتم تكريمها لمبادرتها في اتخاذ القرار بتعميم استخدام التقنية على جميع المنتسبين لها.
وحصلت الهيئة على جائزة شركة أوراكل العالمية عن التميز في منطقة الخليج العربي، وذلك للنجاح في تركيب نظم التطبيقات الإدارية الإلكترونية وتشغيلها واستخدامها (منها: الإدارة المالية، الموارد البشرية، المشتريات، الرقابة المالية، الخدمة الذاتية، إدارة المشاريع آليا، إدارة السجلات، إدارة المحتوى، نظام التأشيرة السياحية الإلكترونية، نظام التراخيص للمشغلين السياحيين، أنظمة المعلومات الجغرافية، تطوير المواقع على الشبكة العالمية، أنظمة وإدارة المؤتمرات إلكترونياً وغيرها.