المونديال الأسوأ
بمتابعة سريعة لمونديال جنوب إفريقيا لشخص وضع نفسه تحت تصرف اللعب الجميل والكرة المميزة، مع إدخال قليل من الاسترخاء بحكم عدم وجود بين المنتخبات من تميل إليه بأمر العاطفة، كما يحصل سابقا مع كل تأهل للمنتخب السعودي، ولعدم وجود من تستطيع أن تميل إليه بحكم الأقرب عدا جزائر رابح سعدان المدرب الذي حاول تهدية مناصريه بأنه هنا من أجل الاستفادة وكسب الخبرة، عليه أرجو ألا ينتظر أحد من الجزائر الكثير. بعد هذا الإيحاء من المسؤول الأول فنيا وصاحب كل صغيرة وكبيرة داخل الملعب، أصابني إحباط البدايات الممزوج بأمل التفاؤل بالبحث وتسخير الوقت والتركيز وأيضا الصحة بإيجاد من يستطيع إشباع رغبات من هم مثلي يبحثون عن متعة اسمها الكرة الجميلة. تتجه البوصلة مع كل يوم جديد بل مع كل مباراة إلى دولة طمعا لما أبحث عنه، لم أترك منتخبا إفريقيا أو أوروبيا أو حتى آسيويا متغزلا بمستويات ترجع لنا قليلا من الماضي الممتع زمن زين الدين زيدان وديل بيرو ورونالدينهو ومستويات المنتخبات الإفريقية كنيجيريا والكاميرون أو العودة الطبيعية بمتابعة المنتخبات الكبيرة كرويا لضمان فرجة ممتعة والاستفادة من كل صغيرة وكبيرة فنيا وتحكيميا وتنظيميا، بل حتى على المستوى الأمني، الذي لا تملك جنوب إفريقيا الحد الأدنى من ذلك، إذ قامت بكل ذلك بمفردها من غير تدخل إمبراطورية الفيفا المتسبب الأول بل المطلوب الأول لكثير ممن هم كحالي في وضع الصدمة من بطولة لا تتوازى مع إطلاق مسمى كأس العالم.
لاعبو المنتخب الفرنسي موجودون حاليا مع عائلاتهم يتابعون باقي المباريات من خلال التلفاز تحت زخات المطر والجو الباريسي الجميل حالهم كحال منتخب شمال كوريا لم يقنعوا بل أتوا من أجل أن يجد الإعلاميون ما يمكّنهم التحدث به ليلا نهارا سلبا تجاه الديوك.
منتخب الإنجليز يلعبون مباراتهم الثالثة وهم لم يحسموا أمر التأهل بل كانوا مهددين بعدم التأهل.
إسبانيا المرشحة ليست أفضل حالا من فرنسا وإيطاليا، وقد تلحق بهما وتغادر المونديال.
لا بد من وجود أسباب لهذا المستوى الهزيل من جانب الكبار وتغيير خارطة القوة كرويا، حتى إنك تشاهد بعض المباريات ولا تجد الفارق الفني بين بطل عالم سابقا مع منتخب أقصى طموحه الوصول إلى المونديال، أهمها:
- الهاجس الأمني ومدى تأثيره في اللاعبين، خصوصا من هم يعتبرون أنفسهم أكبر من منتخباتهم، وهم كُثر.
- مستوى التنظيم الذي لا يتوازى مع بطولة بحجم كأس العالم وكمية المشكلات التي توافينا بها وسائل الإعلام على مدار الساعة.
- المناخ المتقلب بين مدن جنوب إفريقيا التي تقام فيها المباريات، فالمباراة الأولى تكون في فصل الشتاء القارس، والثانية في مدينة تتمتع بأجواء الخريف، والثالثة قد تحتاج إلى تدخل أدوات التبريد، فهل كان الفيفا يعلم بذلك قبل الموافقة لجنوب إفريقيا بالاستضافة.
هذه بعض من كثير الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام الفيفا المتهم الأول بفشل متعة كأس العالم المتنفس الكروي العالمي كل أربع سنوات.
باختصار
- لم أجد أسوأ من دومينيك مدرب فرنسا من حيث التدريب والتعامل مع النجوم، بل الأسوأ من ذلك وقوف الاتحاد الفرنسي والمتابعة ولعب دور المتفرج.
- منتخب كوريا الجنوبية أفضل من مثل آسيا، وقد يكون الخطر القادم للمنتخبات الآسيوية إن لم تدارك الأوضاع.
- مارادونا ومنتخبه مع دونجا والسامبا هم الأقرب للمباراة النهائية.
خاتمة
لا تصفق كثيرا في البداية حتى لا تفقد لذة التصفيق في النهاية.