قطار المصارف الإسلامية السريع

قطار المصارف الإسلامية السريع

منذ قيام المصارف الإسلامية وهي حريصة كل الحرص على عدم اختلاط الأموال فيها مع الأموال في المصارف التقليدية والبعد عن أي نشاط مشترك يمكن أن يجمعها مع المصارف التقليدية وذلك من خلال حرصها على تحري الحلال في المعاملات حتى مع وجود أموال غير مستثمرة وانخفاض الربحية لديها فهي ملتزمة التزاما شديدا بعدم اختلاط الأموال.

وكذلك الفروع الإسلامية للمصارف تقليديه ملتزمة بذلك لوجود هيئات رقابة شرعية لديها تمنعها من هذا الاختلاط ولعدم قدرة المصارف التقليدية التابعة لها على التحكم في الأموال غير المستثمرة لديها وذلك لقوة هيئات الرقابة الشرعية ولذلك يطلق على الفروع الإسلامية داخل المصارف التقليدية دولة داخل الدولة لما تتمتع به من استقلالية.

ولكن بعد سنوات من العمل المصرفي الإسلامي حان الوقت لنفكر أن هناك فرقا بين اختلاط الأموال والحصول على الخدمات من المصارف التقليدية نظير أجر لعدم إمكانية وجود الخدمة داخل المصارف الإسلامية، فمثلا في كل بلد إسلامية يوجد بنك زراعي وهو غالبا بنك تقليدي يملك أهم ضمانة وأقوى ضمانة وهي سجلات الحيازات الزراعية وهي سجلات توضح ملكية الأراضي الزراعية داخل كل قرية ولا يمكن لأي شخص بيع أرضه دون الحصول على خطاب من البنك الزراعي بعدم وجود مديونية على الأرض وعندما تنتقل الملكية تعدل في سجلات الحيازة باسم المالك الجديد، فعندما يمنح البنك الزراعي أي تمويل فهو يعلم أن حصل على ضمانة قوية ولكي تنطلق المصارف الإسلامية نحو الاستثمار وتمويل الأنشطة الزراعية يجب أن تتمتع بهذه الميزة ولن تتمتع بها المصارف الإسلامية دون أجر وإعطاء أجر للبنك الزراعي نظير أداء خدمة ليس لها بديل ليس فيه اختلاط للأموال ولكنه أجر نظير أداء خدمة.

وهناك في المجال الزراعي أفراد لا يتعاملون مع المصارف التقليدية وذلك حرصا منهم على عدم الدخول في أي معاملات مشكوك فيها وهذه الشريحة ليست بالقليلة وكذلك هناك أنشطة لا تمولها البنوك الزراعية أو تمولها جزئيا مثل مبيعات الأسمدة والتقاوي والأعلاف والميكنة الزراعية ومستلزمات الإنتاج من صوب زراعية وخلافه، وفرصة المصارف الإسلامية هي الدخول في تمويل الأنشطة الزراعية والتعامل مع الشريحة التي لا تتعامل مع البنوك الزراعية، ولو نجحت المصارف الإسلامية في هذه الخطوة ستنطلق كقطار سريع نحو الريف المتعطش هو وأهله لمصارف إسلامية تساعدهم في الزراعة ويضعون فيها أموالهم، لأن المصارف الإسلامية تركز معظم فروعها في المدن والريف محروم منها.

أرجو من المصارف الإسلامية أن تنظر إلى الريف لأن فرص نجاحها في الريف لا تقل عن فرصها التي حققتها في المدن.

عدد القراءات:211

* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة