استثمارات ضخمة في تكنولوجيا "هانوفر 2006"

استثمارات ضخمة في تكنولوجيا "هانوفر 2006"

يقول المهندسان كريستوف كونيتشني العامل في وكالة ماتيريلزجيت للتكنولوجيا في جروس تسيمرن ورونالد بيرزدورف العامل في شركة اتصالات تحمل الاسم نفسه في ميونيخ إن تكنولوجيا النانو أو التكنولوجيا متناهية الصغر ستشهد مرحلة من الانتعاش شبيهة بمرحلة الانتعاش التي شهدتها تكنولوجيا المعلومات حيث تبلغ قيمة مبيعات المنتجات التكنولوجية متناهية الصغر اليوم 100 مليار دولار في العالم أجمع ، ومن المتوقع أن ترتفع حتى عام 2010 إلى تريليون دولار .
الركن الخاص في معرض هانوفر الذي يحمل اسم ركن النانو لا يشي إلا بالقليل من ذلك. ويقول كونيتشني موضحا : " تلك هي بالضبط العلامة المميزة للتكنولوجيا متناهية الصغر فهي لا تري بالعين المجردة. إن المكواة التي أدخلت عليها شركة روينتا بعض التحسينات باستخدام طبقة خارجية مصنوعة من مادة خاصة تنتجها إحدى الشركات في مدينة (سار بروكن) وتعتمد على التكنولوجيا متناهية الصغر تبدو مثل غيرها من المكاوي العادية ولكنها في الواقع متميزة عنها جميعا لأن هذه المكواة غير قابلة للخدش، سهلة الانزلاق، ومقاومة للتكلس والقاذورات.
إن السر في هذه الأداة من الأدوات المنزلية يكمن في وجود طبقة رقيقة من الزجاج، وهذه الطبقة الرقيقة من الزجاج هي التي تمثل المحك في هذه المكواة. ويقول كونيتشني: " النانو هي كل شيء يقل حجمه عن واحد على عشرة آلاف من المليمتر"، وبهذا المستوى من الحجم يقتحم المرء عالما جديدا من المادة حيث تغير المواد سلوكها في هذا النطاق.وكيميائيا يمكن تفسير ذلك بالقول إن تغيرا ما يطرأ على العلاقة بين الحيز والحجم فالذرات الموجودة على سطح جسيم النانو تتغلب على ذرات المحتوى وتفرض خصائصها هي على المادة المستهدفة. فالذهب يلمع في عمق معين بلون أحمر لأن الضوء في مثل هذه الحالة ينكسر بطريقة مختلفة. وفي حالة مواد أخرى تتغير نقطة الانصهار في مجال النانو تكنولوجيا.
يجري حالياً توظيف هذه المعارف المكتسبة في مناولة أسطح الأشياء، وفي هذه الحالة يكون من الضروري تقسيم المادة المطلوبة إلى جزيئات دقيقة جدا يجري الاحتفاظ بها في حافظ للسوائل على شكل مادة هلامية لكي تستخدم كالدهان على أسطح المواد حيث تتبخر المادة السائلة ولا يبقى سوى طبقة رقيقة من النانو. أما الاستخدامات الأخرى فهي الأدوية والمواد الجديدة مثل المواد البلاستيكية المقواة بألياف الكربون التي تستخدم في صناعة الطائرات بهدف تخفيف وزن الطائرات.
ولكن ثمة أيضا منتقدون ممن يرون خطرا في هذه التقنية. فالجزيئات يمكن أن تتسلل إلى خلايا الجسم بسبب ضآلة حجمها و عند ذلك تصبح قادرة على اختراق الحواجز مثل تلك القائمة بين الدم والدماغ، ومثل الأنواع الأخرى من الغبار التي يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية لا يعرفها الإنسان حتى اليوم. إن المهندس بيرزدورف يقر بالأخطار ولكنه يركز بشكل خاص على الفرص الواعدة لهذه التقنية .
ويذكر أن ألمانيا تعتبر، بعد الولايات المتحدة، رائدة في مجال التكنولوجيا متناهية الصغر حيث تعمل في هذا الميدان نحو 400 شركة منها 70 شركة متخصصة في هذا الفرع من التكنولوجيا .

الأكثر قراءة