وزير النقل يضع القرينة لأكبر سفينتين قامت ببنائهما «الزامل للخدمات البحرية» في الدمام
دشنت شركة الزامل للخدمات البحرية أمس في حضور الدكتور جبارة بن عيد الصريصري وزير النقل قاطرة أخرى جديدة متعددة الأغراض قامت ببنائها لصالح ميناء ضبا، ضمن استراتيجية الشركة الرامية لتطوير صناعة السفن في المملكة، والاستفادة من الدعم اللامحدود الذي تلقاه من القطاعين العام والخاص.
وأقامت ''الزامل للخدمات البحرية'' احتفالا كبيرا بهذه المناسبة، حضره أعضاء مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ في المملكة وعدد كبير من رجال الأعمال السعوديين والمهتمين بالصناعات البحرية في المنطقة الشرقية.
وأعرب الدكتور جبارة الصريصري عن سعادته بالتطور الكبير الذي أحدثته شركة الزامل للخدمات البحرية في مجال صناعة وبناء السفن، وفق أعلى المواصفات العالمية، ما يمكنها من الدخول منافسا قويا لكبرى الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة السفن.
## عوامل النجاح
من جانبه، قال المهندس سفيان الزامل رئيس شركة الزامل للخدمات البحرية أن أهم العوامل التي ساعدت الشركة على النجاح في هذه الصناعة ما لمسته من حس وطني عال ورعاية كريمة من الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد والدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، إضافة إلى التعاون المثمر مع المؤسسة العامة للموانئ والجمارك السعودية وقوات حرس الحدود وجميع الجهات الأخرى التي تعاونت بشكل كبير لدعم هذه الصناعة، كما أن الشركة قد حظيت بدعم وتعاون كبيرين من قبل ''أرامكو السعودية'' من أجل المساهمة في تطوير وترسيخ هذه الصناعة الوطنية المهمة.
وبين المهندس سفيان أن ''الزامل'' أخذت على عاتقها أن تكون عند المسؤولية، وتقوم بجميع واجباتها تجاه تبني صناعة بناء السفن والصناعات البحرية بشكل عام، إضافة إلى تطوير الإمكانات البحرية في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام من خلال تعاون مباشر مع مدير عام ميناء الملك عبد العزيز في الدمام لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه جميعا.
#2#
## مواصلة توفير احتياجات ''الموانئ'' من القاطرات
وتسعى ''الزامل للخدمات البحرية'' إلى مواصلة جهودها المستمرة لتوفير احتياجات المؤسسة العامة للموانئ من قاطرات وزوارق بحرية، فقد سبق أن قامت ''الزامل'' ببناء ثلاث قاطرات وزورق إرشاد سريع تعمل حاليا بكفاءة عالية في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، كما أنها تقوم أيضا ببناء ثلاث قاطرات كبيرة أخرى لصالح ميناء الدمام.
قامت الشركة خلال الاحتفال ذاته بتدشين قاطرة متعددة الأغراض تقوم ببنائها لصالح ميناء ضبا وأنه من المتوقع أن تفوز الشركة خلال الأيام القليلة المقبلة بعقد تنفيذ (6) قاطرات أخرى وزوارق بحرية لصالح ميناء رأس الزور الذي من المتوقع افتتاحه في نهاية العام الحالي، حيث إن الشركة خاضت منافسة قوية مع مجموعة من أقوى المنافسين قدمت عروضا لبناء القاطرات والزوارق المطلوبة في مختلف الترسانات البحرية العالمية، وتمكنت شركة الزامل من تقديم أقوى العروض الفنية والمالية لهذا المشروع مرتكزة على ما لديها من إمكانات عالية تؤهلها لخوض المنافسة بشكل قوي بين جميع ترسانات العالم، كما أن الشركة استطاعت بجانب توفير احتياجات المؤسسة العامة للموانئ من قاطرات وزوارق بحرية للتصنيع محلياً، فإنها تقوم حالياً ولأول مرة ببناء قاطرتين بحريتين لأغراض السحب والقطر لصالح القوات البحرية الملكية السعودية مؤكده حرصها على استيفاء الجانب الاستراتيجي لهذه الصناعات الاستراتيجية المهمة بجانب الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية وجميع الجوانب الأخرى لهذه الصناعة وأثرها في النهضة الصناعية.
## تعاون مثمر بين ''الزامل'' و''الموانئ''
وتسعى ''الزامل للخدمات البحرية'' وفق استراتيجياتها الرامية للاستثمار طويل المدى في هذا المجال بغرض تطوير الصناعة دون الالتفات إلى عملية ضخ استثمارات من أجل تحقيق أرباح فقط.
وكانت ''الزامل للخدمات البحرية'' قد وقعت أخيرا عقدا مع المؤسسة العامة للموانئ السعودية باستثمارات ضخمة لبناء واحدة من أحدث الترسانات البحرية لتقديم أقوى المنتجات في مجال الصناعات البحرية، بالتعاون مع مجموعة من الاستشاريين والشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
ويعد مشروع السفينتين اللتين قام وزير النقل بإعطاء إشارة البدء في بنائهما أمس، الأكبر من نوعه، حيث تبلغ قوة الماكينات الرئيسة لكل منهما 7200 حصان ويبلغ طول السفينة 65.5 متر، وبعرض 15 متراً، في حين يبلغ عمق السفينة ستة أمتار ونصف، وتتسع إلى أكثر من 50 راكبا، إضافة إلى أن سعة خزانات المواد التي تقوم بإمدادها للحفارات تبلغ أكثر من ألف متر مكعب من وقود، ومياه، وأسمنت، وكيماويات، وغير ذلك من مواد تقوم بإمدادها للمنصات البحرية من مواد تتطلبها عمليات الحفر لإنتاج النفط. الجدير بالذكر أن ''الزامل'' قامت خلال الأيام الماضية بتسليم السفينة السادسة من تصميم شركة رولز رويس العالمية للعمل مع ''أرامكو السعودية'' التي أشادت بمستوى الجودة والأداء التي قامت بها السفينة، كما أن الشركة تخطط لتسليم السفينة السابعة والأخيرة مع بداية الشهر المقبل، لتكون بذلك قد انتهت من تنفيذ مشروع مكون من سبع سفن من هذا النوع المتطور. وتشكل صناعة السفن أهمية كبرى بالنسبة لاقتصاد المملكة، حيث تحتاج هذه الصناعة إلى استثمارات ضخمة، يتم ضخ جزء كبير منها في السوق المحلي في مختلف الصناعات التكميلية التي تشملها صناعة السفن، ما يسهم في تطويرها بشكل كبير وسريع من جهة وتوفير فرص تدريبية ووظيفية للشباب السعودي في مختلف مراحل هذه الصناعة.
#3#
## مواصفات عالمية
وقامت الزامل بتزويد السفينة بجميع المعدات التي تساعدها على تثبيت موضع منصات البترول العائمة بدقة عالية، وباستخدام أعلى التقنيات عن طريق الأقمار الصناعية التي تقوم بتشغيل المعدات اللازمة لضبط موضع السفينة في أقصى الأجواء المناخية وحالات الطقس التي يمكن أن توجد في منطقة الخليج العربي بطريقة آلية دون تدخل العامل البشرى في التشغيل ويمكن للسفينة القيام بعمليات مكافحة الحرائق، ومساندة أعمال الغطس، وتقديم ودعم عمليات الإنقاذ خلال الطوارئ إلى جانب عمليات الإخلاء الفوري التي قد يستلزمها عمل السفن في حقول البترول.
## 200 مليون استثمار في بناء السفينتين
ورغم كل ما تحتوي عليه هذه السفن من إمكانات ومعدات شرعت الشركة في إجراء دراسات وعمليات تخطيط وتنسيق بالغة الدقة مع كبرى الشركات العالمية التي تشارك في المشروع، ومنها على سبيل المثال شركة كونسبرج الأمريكية وكوازاكى اليابانية ووارتسلا الفينلاندية، وسيتك السنغافورية وينمار اليابانية إلى جانب عدد من الشركات الأخرى من أجل إنجاز المشروع في وقت قياسي، حيث يتوقع أن تقوم الشركة بتسليم السفينة الأولى قبل نهاية العام الحالي في حين سيتم تسليم السفينة الثانية في مارس 2011، وهو يعد إنجازا كبيرا بكل المقاييس يمكن الشركة من المنافسة أمام أقوى ترسانات العالم التي تقوم ببناء هذا النوع من السفن، حيث إن حجم الاستثمارات في هذا المشروع تفوق 200 مليون ريال سعودي، وقد أثبتت الشركة بهذا المشروع أن لديها من الإمكانات الفنية والإدارية، وجميع المستلزمات اللازمة للمنافسة عالمياً.
وعلى الرغم من أن ما حققته ''الزامل'' على مدى عشرات السنوات الماضية في تطوير كثير من الصناعات الهندسية العملاقة على أرض الوطن في كثير من المجالات الصناعية المهمة، إلى جانب ما لعبته ''الزامل'' في تطور النهضة الصناعية التي تشهدها البلاد، إلا أن ما حققته من إنجازات ضخمة في ترسيخ واحدة من أقوى الصناعات الاستراتيجية والوطنية على أرض المملكة هي صناعة بناء السفن التي تعد إنجازاً نوعياً يضاف إلى إسهامات القطاع الخاص في المملكة. وهنالك جوانب استراتيجية واقتصادية كثيرة لصناعة السفن، إضافة إلى المردود المباشر في تطور الصناعات التكميلية بشكل عام، وهو ما حدث في كثير من دول العالم ومنها اليابان، وكوريا، والصين، وغيرها الدول الأخرى.
## ''الزامل'' تضع المملكة على رأس القائمة العالمية
استطاعت ''الزامل'' وضع المملكة ضمن الدول التي تقوم بتطوير صناعة السفن ما جعلها على رأس قائمة هذه الدول في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، فقد تمكنت من تقديم جودة ومواصفات عالمية شهد لها كثير من العملاء، وعلى رأسهم ''أرامكو السعودية'' التي أكدت في كثير من المناسبات أن السفن التي تقوم بصناعتها ''الزامل للخدمات البحرية'' تعد من أفضل السفن التي عملت في حقول البترول في المملكة، كما أن شركة رولز رويس العالمية تؤكد أن السفن التي قامت ببنائها ''الزامل'' بترخيص منها لا تقل جودة عن مثيلاتها التي يتم بناؤها في النرويج، ودول بحر الشمال في أوروبا.