عبد العزيز الحماد عاشق «الخزان».. رحل بعد مشوار 5 عقود

عبد العزيز الحماد عاشق «الخزان».. رحل بعد مشوار 5 عقود

رحل الفنان السعودي عبد العزيز الحماد ولم يدع للسعادة بعودته متسعا من الوقت، فهو في حزيران (يونيو) من العام الماضي يبشر المحبين بتعافيه من المرض وعودته إلى مشاريعه الفنية. وفي الشهرذاته من هذا العام، يودع محبيه تاركا الحزن يخيم لديهم مكان الفرح، ليترجل عن أحلامه الفنية تاركا إياها لجيل سعودي آخر.
مشوار الفنان السعودي، الذي امتد لعقود خمسة، يبدو مشابها لأقرانه الذين عرفوا صعوبة شق طريق جديد لفن حديث لم يعرف له سوابق، في مجتمع محافظ يتسم بالاعتزاز بالتقاليد الموروثة و ينبذ التقليد للآخرين. عشق الحماد منطقة الخزان في قلب الرياض القديم، باعتبارها بؤرة الثقافة السعودية وحاضنة الأنشطة الفنية القليلة، المتوالدة حينها من إرهاصات ولادة إذاعة و تلفزيون بلد يخطو نحو الثقافة والإعلام خطواته الأولى. ظل الحماد يتحدث عن الخزان حتى في أحاديثه الإذاعية الأخيرة، و كأنه المعهد الذي تولى تخريجه ليصبح واحدا من فرسان الدراما السعودية . مدرس التربية الفنية حينها في إحدى المدارس المتوسطة، عرف طريق الفن من خلال الرسم بداية، ليقدم في مسرح التلفزيون فقرات فنية متنوعة، و ليشترك في عام 1971 مع سعد خضر ومحمد الطويان في مسلسل العباقرة الثلاثة، ولينفرد بعدها بعامين ببطولة مسلسل ''الوجه الآخر'' المكون من ثلاث عشرة حلقة بالاشتراك مع الراحل محمد العلي و علي المشهدي.
و يقول أيمن زاهد المؤرخ الفني، إن الحماد شارك في أول تجربة تلفزيونية سعودية_ تونسية لمسلسل اجتماعي حمل عنوان ''عجائب و غرائب'' مع الفنان الراحل لطفي زيني و الفنان حسن دردير.
أما في الإذاعة، فقد عرف الحماد طعما آخر للنجاح جعله يتحدث بفخر واعتزاز حتى أيامه الأخيرة عن حصوله على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الإبداع العربي الذي نظمته جامعة الدول العربية، عن دوره في المسلسل الإذاعي ''متحف بلا رواد''، فيما كان النجاح طاغيا لجهة الاهتمام الشعبي لمسلسله الإذاعي الآخر '' سواليف الناس''، ما دعاه إلى الاستمرار لعقود ثلاثة، و إنتاج ما يناهز 1400 حلقة.
النجاح الإذاعي ترافق مع زواج ناجح بالإذاعية سلوى شاكر، غير أن أسبابا أخرى تقف شاهدة على قدرة الراحل على تنويع شخصياته و تشغيل إمكاناته الصوتية في سيل الدراما الإذاعية لتخلق صورا في ذهن المتابع توحي بالتنوع و الثراء دون تدخلات لعشرات المؤثرات التي قد يجدها في مشهد تلفزيوني مماثل .
الحماد فنان إذاعي تلفزيوني شامل، و قبل ذلك رسام من الدرجة الأولى، غير أن الاحتفاء به تأخر كثيرا. و لم تلح بوجوبه إلا الأخبار المتلاحقة فجر الخميس من ولاية بنسلفانيا عن وفاة رجل سعودي فنان طرق أبواب الفن جميعها فجاءه الجواب: ''مهلا فالوقت لم يحن بعد''.

الأكثر قراءة