روح رياضية أم روح عربية ..؟!

روح رياضية أم روح عربية ..؟!

استغرب أن بعض الردود العربية في الصحف الرياضية على خسارة الجزائر مع سلوفينيا كان قاسيا ومتوحشا ولم يحمل في طياته أي نوع من الروح الرياضية هذا إذا تجاهلنا الروح العربية في نقاشنا ..
فالردود تناولت كل ما يلي: أن الفريق الجزائري كان فاشلا، الفريق يلعب بخشونة، الجزائر لا تستحق المشاركة في المونديال ،اللاعبين غيروا تسريحات شعورهم وهي تساريح غير إسلامية ، الفريق لا يحمل في طياته العروبة ، شاوشي لم يكن متألق و غزال متعود على الكروت الحمراء و نكبوا الفريق ، و .. و..و ..الخ .
وكأن من يقرأ هذه الردود يقول أن الدول التي شاركت سابقا في المونديال أو لم تشارك على قول المثل "قد جابو الذيب من ذيله"
ودعوني قبل أن ابدا كلامي أن استعرض عرضا بسيطا عن نتائج اللعب لكل الفرق منذ بدأ المونديال لأعرف هل الفريق الجزائري هو الفريق الوحيد الذي خسر بنتيجة صفر – 1 وأنه الفريق الوحيد الذي حصل على كرت أحمر وطرد لاعبه من الملعب ..؟!
أم أن هناك من يشاركنا النتيجة ذاتها وهم يفوقونا خبرتاً و مهارة.. فمثلاً..
• كوريا الجنوبية * اليونان( 2-صفر)
• الأرجنتين*نيجيريا (1-صفر) هدف بصعوبة رغم انو الأرجنتين فريق قوي.
• الاورجواي *فرنسا (صفر-صفر) وكرت أحمر بطرد لاعب الاورجواي
• غانا * صربيا( 1- صفر) : كرت احمر وطرد اللاعب لوكوفيتش مدافع صربيا بسبب التدخل العنيف .
• الجزائر * سلوفينيا ( صفر-1 ): كرت أحمر وطرد غزال بسبب لمس الكرة
• ألمانــــــــــــيا * اســـــــــــتراليا ( 4-صفر)
• الدنمارك *هولندا ( صفر-2)
• اليابان * الكاميرون (صفر- 1 ) علما بان الكاميرون فريق لا يستهان به
و .. و الخ
فحصيلة الخمس أيام الماضية من المونديال كانت بمعدل ست كروت حمراء بطرد لاعبيهم و لن أطيل في التبرير فجمعينا يتابع المونديال .
ومع ذلك علق البعض بشكل سيئ على الأداء الجزائري رغم أن اللعب كان جيدا لفريق اعترف أمام العالم أنه حديث ومتواضع الخبرة على الساحة الكروية ولولا سوء الحظ لكانت النتيجة جيدة..ومع ذلك لم يرُحم من لسان العرب الذين لم يقصروا في ردودهم فمزقوه كل ممزق.
لماذا كانت الردود من قبل القراء في الصفحات الرياضية تحمل في طياتها الشماتة والكره للفريق الجزائري وكأن بينهم تار طويل.
لماذا لا يقف البعض مع الفريق بروح رياضية تقبل الخسارة والفوز في آناً معاً لماذا نقول "هكذا هم العرب فاشلون دوماً "، لماذا ننظر لفرقنا العربية بنوع من الاشمئزاز والسخرية .
بـــــــل ولم يقف الأمر على الأداء الكروي فقط بل وصل الموضوع للتطاول والتدخل حتى في نياتهم فالبعض وصفهم بالتشبه بالكفار و الآخرون قالوا أنهم انشغلوا بتسريحاتهم و أن تسريحاتهم تنافي القيم العربية والأخلاق الإسلامية والكثير من القيل والقال و المزيد من الهراء ، رغم أنه من المتعارف عليه أن اللاعبين في العالم دائما ما يهتمون بالمظهر الخارجي وعمل التسريحات المميزة التي تميزهم عن غيرهم كنوع من الإثارة وشد الانتباه فلو كان ديفيد بيكم أو ميسي من قام بعمل هذه التسريحات لكان زحف التقليد والإعجاب الاعمي حصيلة أرائكم بل و كان قد اعتبره البعض موضة جميلة تستحق الوقوف عليها بل وتقليده أيضا.
فليس بالغريب كوننا عرب أن نُلقى كل هذا الانتقاد واللوم على الفريق .. فتسريحاتهم لم تأتي من أبناء بلاد لورانس العرب فنحن هكذا نلوم أنفسنا ونقدر أعمال غيرنا .
ورغم ذلك فإنني أشكر كل الإعلام العربي والعرب النبلاء الذين يقفون قلباً وقالبا مع المنتخب الجزائري في مونديال 2010 و أي منتخب عربي آخر سيشارك مستقبلاً .
فمهما كانت الحقيقة فلا ننسى أننا منهم وهم منّا .
فأتمنى أن يتحول التشجيع من روح عربية لروح رياضية..

الأكثر قراءة