طلابنا بين الإفراط و التفريط

طلابنا بين الإفراط و التفريط

يلقى الطالب في المرحلة الثانوية اهتماماً كبيراً ليس من والديه فقط, ولكن من المجتمع بأكمله. حيث إنها مرحلة حاسمة في حياة الطالب، فبناء عليها سيتحدد مستقبل الطالب ومساره في بقية حياته. ولذلك فإن المرحلة الثانوية تجد اهتماماً كبيراً من المسؤولين في الوزارة, فتحظى بنصيب الأسد من مشاريع البنية التحتية من مبان مدرسية ومناهج وتقنيات, وكذلك مشاريع التطوير كالمدارس الرائدة والمطورة وغيرها.
ولكن ألا يعتبر البدء بالاهتمام بالطالب في هذه المرحلة متأخراً جداً؟ وهل هذا هو كل ما يحتاجه الطالب في هذه المرحلة الحاسمة من حياته؟ أعتقد أننا بحاجة إلى بناء الإنسان الصالح في كيان هذا الطالب وإعداده لتحمل المسؤولية, ليكونوا قادة المستقبل. إن الاهتمام بالطالب إذا بدأ في المرحلة الثانوية فإنه يكون متأخراً جداً, فما المرحلة الثانوية إلا حصاد لما زرعناه في المرحلتين السابقتين من عمر الطالب الدراسي.
فالمرحلة المتوسطة, التي هي مرحلة مهمة وحرجة جداً في عمر الطالب، يمر الطالب فيها بتغييرات جسمية ونفسية كبيرة, تتطلب تعاملاً خاصاً معه. وللأسف فإن بعض المعلمين غير مدركين هذا, فتراهم على طرفي نقيض, فإما أن يعاملوا المراهقين كما يعاملون الكبار أو يعاملونهم كما يعاملون الأطفال. لذلك فإنه من المهم جداً أن يأخذ المديرون والمعلمون دورات في علم نفس النمو حتى يمكنهم التعامل بالطرق المناسبة مع الطلاب. كما أن تجهيز البيئة التربوية بما تحتاجه من تقنيات ومبان ووسائل تعليمية هو أمر مهم, ولكن الأهم من ذلك تجهيز وتهيئة العقول التي ستعمل في هذه البيئة وستدير هذه التجهيزات. إن المرحلة الابتدائية هي أهم مرحلة دراسية في عمر الطالب وهي الأساس الذي يبنى عليه. ففي المرحلة الابتدائية يتم غرس القيم والمبادئ في نفوس الطلاب وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة. لذلك يجب أن يكون الاهتمام بهذه المرحلة وتطويرها من أولويات الوزارة, بعكس ما لاحظته من اهتمام بالمرحلتين المتوسطة والثانوية وإهمال المرحلة الابتدائية. كما يجب على أولياء أمور الطلاب أن يكونوا أكثر اهتماماً بأبنائهم في هذه المرحلة, وأكثر تواصلاً مع المدرسة ليحصل التكامل بين دور المدرسة ودور البيت في الارتقاء بمستوى طلابنا العلمي والخلقي. وقد يسر الله لنا رؤية نموذج فريد لاهتمام إحدى المدارس المتطورة في مدينة الرياض بالمرحلة الابتدائية, وكان ذلك ضمن زيارة مقررة كأحد متطلبات مادة الإشراف التربوي التطبيقي بإشراف الدكتور عبد الله المانع رئيس قسم الإدارة التربوية, فرأينا اهتماماً وحرصاَ من إدارة المدرسة على غرس القيم والمفاهيم في هذه المرحلة المهمة من عمر الطالب.

عدد القراءات: 329

الأكثر قراءة